هل يجوز نشر الأسرار الزوجية على السوشيال ميديا؟

في ظل الاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي كمنصات للفضفضة والتعبير عن المشاعر، تلجأ بعض الزوجات أحيانًا لمشاركة مشكلاتهن الأسرية، أو ما يدور داخل بيوتهن، عبر هذه الوسائل، مما يطرح تساؤلًا مهمًّا: هل يجوز شرعًا كتابة الأسرار الزوجية على السوشيال ميديا؟

الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، أجابت عن هذا التساؤل الذي ورد من إحدى المتابعات، وذلك خلال برنامج “وللنساء نصيب” المذاع عبر فضائية صدى البلد. وأكدت أبو الخير أن هذا السلوك يحمل في طياته خطورة كبيرة، سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية، وقد يصل في بعض الأحيان إلى هدم الكيان الأسري بالكامل.

وأوضحت أن الإفشاء بالأسرار الزوجية عبر منصات التواصل يعد أمرًا محرّمًا شرعًا، مشيرة إلى الحديث الشريف الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يقول فيه:
«إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته أو تفضي إليه ثم ينشر سرها».

وفسّرت الداعية هذا الحديث بأنه يشمل جميع أشكال الحديث عن خصوصيات العلاقة الزوجية، سواء كانت تتعلق بالمعاشرة أو حتى بأدق تفاصيل الحياة اليومية، مشددة على أن مجرد خروج تلك التفاصيل من نطاق الزوجين إلى أطراف خارجية، يُعد خيانة للأمانة التي أقرها الشرع.

وأضافت: “الحديث الشريف لم يفرق بين من نشر سر العلاقة الخاصة، ومن تحدث عن تفاصيل حياته الزوجية بشكل عام.. فالأمر كله محظور، لأن العلاقة بين الزوجين قائمة على الأمانة والستر، لا على الفضح والإفشاء”.

وأكدت دينا أبو الخير أن اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي من أجل طرح المشكلات وطلب المشورة من الغرباء ليس الطريقة الصحيحة لحل الخلافات الأسرية. وقالت:
“إذا واجهت الزوجة أو الزوج مشكلة حقيقية، فيجب التوجه إلى الأهل أو إلى أهل الثقة من المتخصصين في العلاقات الأسرية، أو العلماء والدعاة الذين يستطيعون تقديم المشورة السليمة، وليس إلى جمهور لا يعرف خلفية القضية، وقد يُسيء التقدير أو يزيد الأمور تعقيدًا”.

وشددت على أن نشر المشكلات على العلن لا يؤدي إلى الحل وإنما يفاقم الأزمة، مشيرة إلى أن بعض الأزواج قد يشعرون بالخذلان والمهانة حين يكتشفون أن أسرارهم أصبحت متداولة بين الناس، مما يزيد من احتمالات الانفصال وتفكك الأسرة.

وفي ختام حديثها، وجّهت أبو الخير رسالة للسيدات قائلة:
“الستر في البيوت نعمة عظيمة، فحافظن عليه، وابتعدن عن الانسياق وراء مشاعر الغضب أو الانفعال التي تدفع البعض لنشر أسرارهن بدافع الفضفضة، لأن ما يُكتب في لحظة ضعف، قد يهدم حياة كاملة”.