منافس الأهلي.. كيف كسر صن داونز عقدة الترجي بعد 25 عامًا؟

نجح ماميلودي صن داونز في تحقيق فوزًا تاريخيًا على الترجي الرياضي التونسي بهدف دون رد، في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، ليُسجل أول انتصار له على الفريق التونسي منذ عام 2000 ذلك في مباراة الذهاب قبل أن ينتهي لقاء الإياب سلبيا دون أهداف، ويصعد الفريق الجنوب أفريقي.
صعد صن داونز إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، ليضرب موعدا مع الأهلي، يوم السبت بعد المقبل، في جنوب أفريقيا، على أن تكون مباراة العودة يوم الجمعة الموافق 25 أبريل على ستاد القاهرة.
لكن خلف النتيجة، بعد تأهل صن داونز دار صراع تكتيكي معقد على أرض ملعب “لوفتوس فيرسفيلد”، في مباراة الذهاب تحديدا، حسمه المدرب البرتغالي ميجيل كاردوسو بفكر منظم وتبديلات حاسمة، أمام منظومة دفاعية ترجيّة افتقدت للمبادرة، ووقعت في فخ التحولات السريعة والضغط الموجه.
خطة البداية: السيطرة مقابل التحفّظ
دخل صن داونز اللقاء بتشكيل 4-2-3-1 مرن، اعتمد فيه كاردوسو على بناء اللعب من الخلف عبر ثنائي الارتكاز أليندي وموكوينا، مع تحركات ذكية من ريبيرو ومورينا على الطرفين. تحوّل هذا الرسم إلى 2-2-2-4 في الحالة الهجومية، ما أتاح تعدد زوايا التمرير، وخلق مساحات داخل نصف الملعب التونسي.
في المقابل، اعتمد ماهر الكنزاري على رسم تقليدي 4-4-2 يتحول دفاعيًا إلى 5-4-1 عند فقدان الكرة، سعيًا لتأمين مناطقه الخلفية والاعتماد على المرتدات بقيادة يوسف البلايلي.
التحولات التكتيكية والضغط
سيطر صن داونز على الكرة معظم فترات اللقاء، مع ضغط عالٍ ومنظم فور فقدانها، مما أعاق بناء الترجي لأي هجمة حقيقية من الخلف. ظهر تفوق لاعبي صن داونز في التمركز والانتشار، خصوصًا في خط الوسط الذي أغلق كافة المنافذ على ثنائي ارتكاز الترجي.
من جهة أخرى، عانى الترجي من افتقاد التنظيم عند استخلاص الكرة، واعتمد على تمريرات طويلة غير دقيقة، وسط عزلة واضحة للبلايلي ومكوانا في الخط الأمامي.
تبديلات تصنع الفارق
أجرى كاردوسو تغييرين مؤثرين في بداية الشوط الثاني بدخول ديفاين لونغا وآرثر سيلز، ما أعاد توزيع الأدوار الهجومية بشكل أذكى:
تحوّل ريبيرو إلى لاعب نصف مساحة، فحصل على حرية أكبر في التمرير.
سيلز تحرك خلف شالوليلي، مانحًا الأخير فرصة للتركيز على إنهاء الهجمات.
آدامز أصبح أكثر تحررًا وبدأ بالتحرك العمودي داخل منطقة الجزاء.
الهدف الوحيد جاء في الدقيقة 54، بعد تمريرة قطرية متقنة من ريبيرو نحو آدامز، الذي مهد الكرة بذكاء إلى شالوليلي، ليسجل الأخير من لمسة واحدة أمام المرمى.
رد فعل متأخر من الترجي
بعد التأخر، حاول الكنزاري تنشيط فريقه بإشراك رودريجو رودريجيز وتحويل أسلوب اللعب إلى ضغط أعلى، لكن التنظيم ظل غائبًا، ولم يُظهر الفريق حلولًا هجومية كافية. فشل الترجي في خلق أي فرصة خطيرة، وسط انضباط دفاعي تام من صن داونز، الذي عرف كيف يُدير ما تبقى من اللقاء باقتصاد في الجهد وتحكم في الرتم.
تفوق صن داونز لم يكن فقط في الاستحواذ، بل في التفاصيل التكتيكية الدقيقة، من التمركز، إلى التحولات، إلى اختيارات التبديل. بينما افتقر الترجي للربط بين الخطوط وللحلول الجماعية، مع تراجع مستوى خط وسطه وغياب الفاعلية الهجومية.
النتيجة تمنح بطل جنوب أفريقيا أفضلية نسبية، لكن في رادس، سيتعين عليه مواجهة ضغط جماهيري هائل، وفريق تونسي سيلعب بشعار “لا شيء ليُخسر”.
أرقام من اللقاء الذهاب الذي كان حاسما في صعود صن داونز
الاستحواذ: صن داونز 61% – الترجي 39%
التمريرات المفتاحية: صن داونز 12 – الترجي 4
التسديدات على المرمى: صن داونز 5 – الترجي 1
الضغط العالي (PPDA): الترجي 22.4 – صن داونز 8.7