رسائل “ترامب” من الجو.. فحوص طبية ناجحة وتحذير لإيران

أطلّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من على ارتفاع آلاف الأقدام؛ ليبعث بإشارات عدة، الأولى إلى الداخل الأمريكي تؤكد أنه «بصحة ممتازة» ذهنيًا وجسديًا، والثانية إلى إيران تُحذّرها بأن امتلاك سلاح نووي «ليس خيارًا».
وفيما كان خصمه الديمقراطي جو بايدن يواجه أسئلة متزايدة حول تدهور حالته الإدراكية، اختار ترامب أن يُجري فحصًا معرفيًا طوعًا، متحديًا التشكيك في قدراته، ومُلمّحًا إلى فارق «اللياقة الرئاسية». أما رسالته إلى طهران فجاءت على متن «إير فورس وان» حازمة: «لا سلاح نووي لإيران».
رسائل ترامب:
بعد خضوعه لفحص طبي سنوي هو الأول له منذ عودته إلى الرئاسة، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نتائج تلك الفحوصات، من على طائرته الرئاسية، موجهًا في الوقت نفسه رسالة إلى إيران.
وعلى متن طائرة الرئاسة الأمريكية «إير فورس وان»، قال ترامب: «عموما شعرت بأنني في حالة جيدة جدا».
وإضافة إلى فحوص القلب، قال ترامب إنه خضع لاختبار إدراكي ليكون «مختلفا قليلا عن بايدن»، في إشارة إلى الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن.
وخلال الحملة الرئاسية الأخيرة، تحدى ترامب مرارا منافسه الديمقراطي للخضوع لمثل هذا الاختبار، مهاجما إياه بسبب سنّه.
وقال ترامب: «خضعت لاختبار إدراكي. لا أعرف ماذا أقول لكم سوى أنني أجبت على كل الأسئلة بشكل صحيح». وذكر أن تقريرا عن الفحوص التي خضع لها سيُنشر الأحد.
وخضع ترامب البالغ 78 عاما لفحص طبي الجمعة، وهو الرئيس الأكبر سنا لدى الانتخاب من بين الرؤساء الأمريكيين كافة، وقد اتُّهم في ولايته الرئاسية الأولى بعدم الشفافية فيما يتّصل بوضعه الصحي.
وأجرى الملياردير الجمهوري الفحوص الطبية في مستشفى والتر ريد في ضواحي واشنطن.
وكان ترامب كتب على منصّته «تروث سوشيال» الإثنين: “لم أشعر يوما بأنني أفضل حالا، مع ذلك، يجب القيام بذلك”.
وأصبحت صحة الرئيس الأمريكي مسألة بالغة الحساسية في أواخر عهد بايدن الذي كان قد بلغ 82 عاما في نهاية ولايته الرئاسية، وقد ازدادت على مر الأيام طريقة سيره تصلبا وتصريحاته ارتباكا، في حين يبدو خصمه أكثر قوة بدنيا.
ولا يتناول ترامب الكحول ولا يدخّن، لكنه يجاهر بإكثاره من تناول المشروبات الغازية والوجبات السريعة.
وخلال السباق الرئاسي للعام 2024، قال ترامب إنه أجرى اختبارا معرفيا واجتازه “ببراعة”، دون كشف أي تفاصيل.
وفي نوفمبر 2023، نشر الجمهوري رسالة قصيرة من طبيبه يقول فيها إنه بصحة “ممتازة” وإنه أنقص وزنه. ومذّاك، لم ينشر الملياردير تقريرا صحيا.
من جهته، نشر بايدن تقارير مطوّلة ومفصّلة، بما في ذلك مستويات الكوليسترول لديه واسم الدواء الذي كان يتناوله لعلاج الحساسية.
رسالة لإيران
من جهة أخرى، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة رسالة لإيران، قائلا إنه “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”، قبيل محادثات في نهاية الأسبوع حول البرنامج النووي الإيراني.
وقبل ساعات من لقاء مبعوثه ستيف ويتكوف بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عُمان، أضاف ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية: أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”.
الجدير بالذكر قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، إن إيران “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”، وذلك قبيل محادثات السبت حول البرنامج النووي لطهران.
وأضاف ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية “إير فورس وان”: “أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”.
وأتى تصريح الرئيس الأميركي قبل ساعات من لقاء مبعوثه ستيف ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في سلطنة عمان، السبت، لإجراء مفاوضات نووية من المتوقع أن تكون صعبة.
وكان تقرير لموقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، قال إن ترامب “مستعد لتقديم تنازلات” من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، وذلك نقلا عن مسؤول في إدارته.
ويصر ترامب على ضرورة إبرام إيران اتفاقا سريعا يمنعها من امتلاك سلاح نووي وإلا ستواجه ضربات عسكرية، لكن طهران لا تثق بالرئيس الأميركي الذي انسحب من اتفاق نووي سابق خلال ولايته الأولى.
وصرح مسؤولان أميركيان لـ”أكسيوس”، أنهما غير متأكدين بعد مما يمكن توقعه من الإيرانيين، خلال المحادثات المقررة في سلطنة عمان السبت.
وقال أحد المسؤوليْن: “السؤال الرئيسي الذي نريد إجابة عليه من الإيرانيين، هو ما إذا كانت لديهم الإرادة السياسية لإجراء نقاش جاد، حتى لا نضطر للجوء إلى البديل الآخر”.
وأضاف المسؤول أن “ترامب مستعد لتقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، قال إن طهران “لا تصدر أحكاما مسبقة. لا نتكهن. نعتزم تقييم نوايا الطرف الآخر وحلها يوم السبت. سنفكر في الأمر ونرد بناء على ذلك”.
وأضاف بقائي أن “على الولايات المتحدة أن تقدر حقيقة أن إيران تعطي الدبلوماسية فرصة حقيقية، رغم ضجيج المواجهة الذي يثيره ترامب”.
وصرح مصدر مطلع على التفاصيل لموقع “أكسيوس”، أنه من المفترض أن تبدأ محادثات السبت بشكل غير مباشر، ثم تنتقل على الأرجح إلى مفاوضات مباشرة في وقت لاحق من اليوم ذاته إذا كان الاجتماع الأولي إيجابيا.