وزير التعليم جانى أم ضحية مافيا ؟

لا أعرف وزير التعليم السيد محمد عبداللطيف ولا تربطنى به علاقة شخصية ولن أدافع عنه.
فى 13 يوليو الماضى كتبت مقالا بعنوان ” وزير التعليم والحملة المغرضة” وكان ذلك عقب أيام قليلة من تعيينه وزيرا للتعليم وهذا رابط المقال https://www.alwafd.news/5394462
وقلت فى المقال أنه منذ إعلان الوزارة الجديدة تعرض السيد محمد عبداللطيف وزير التعليم لحملة لا يمكن تكون صدفة إطلاقًا، حيث تبارت بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعى لشن هجوم واسع على شخص الوزير بزعم وجود شبهة حول شهاداته العلمية والتشكيك فيها.
هذه الحملة أثارت علامات استفهام كثيرة، فهى كانت سريعة عقب آداء اليمين مباشرة وبعيدًا عن موضوع شهادات الوزير وصحتها من عدمه نقول لهؤلاء هل اختيار الوزراء يتم بطريقة عشوائية لا تخضع لتدقيق وتفحيص ومراجعة دقيقة للأسماء والسيرة الذاتية لكل مرشح وهل الدولة بكل أجهزتها تسمح بذلك.
وذهبت باجتهاد مبنى على بعض الحقائق أن مافيا الدروس الخصوصية وجماعات الضغط والشلل المستفيدة داخل ديوان الوزارة هى المحرك لهذه الحملة ، خصوصا أن الوزير المنتهية ولايته كان واحدا من موظفى الوزارة وليس جسما غريبا مثل السيد محمد عبداللطيف الذى يمكن أن يهدد مصالحهم.
وخلال الأشهر القليلة الماضية ومنذ توليه المسئولية أثار الوزير جدلا كبيرا فيما يخص نظام التقييم المزعج ونظام البكالوريا فى الثانوية العامة وغيرها من القرارات سواء على المستوى الفنى أو الإدارى.
ورغم أننى انتقدت نظام التقييم من حيث ألية ووقت التطبيق وليس الهدف ، إلا أن الوزيرعلى المستوى الإدارى طهر جزء كبير من الوزارة وأقال عدد من المسئولين داخل الديوان وفى المديريات التعليمية بما فيهم شخصيات كبيرة داخل مكتبه ، بمعنى انه فى المجمل يعمل الوزير بجدية وبدون شلة او مصلحة فضلا عن تحركاته فى المحافظات.
ومنذ أيام قليلة كان الوزير يزور محافظة المنوفية مثلما زار العديد من المحافظات ، وعقب زيارته توفى مدير إدارة الباجور التعليمية أسامة البسيونى رحمه الله ، وتم تداول اتهامات حول الظروف التى سبقت الوفاة مع تبادل الروايات بين المسئولين بشأن ما إذا كان تعنيف المدير قد أسهم فى الحادث الذى أسفر عن دعوات لإقالة الوزير وتحقيقات رسمية لفهم ملابسات ما حدث.
وزاد الجدل بعد أن نشر محمد صلاح وكيل وزارة التعليم بالموفية منشورا على الفيسبوك قال فيه ” أن الوزارة طلبت التواصل مع الفقيد من خلال مكتب أحمد المحمدى مساعد وزير التعليم لشئون التخطيط والمتابعة ، وأن الراحل أسامة البسيونى حاول التواصل مع مساعد الوزير دون رد ، وقيل أن مساعد الوزير وجه للراحل لوما شفهيا وطلب منه التوجه إلى الوزارة بشكل فورى.
الوزارة من جانبها نفت انتهاج أى سلوك غير مقبول في التعامل مع أسامة البسيوني خلال زيارة الوزير لمدارس إدارة الباجور، مؤكدة أن الزيارة شهدت إشادة وزير التعليم نظرا لما شهده من انضباط لسير العملية.
وبعيدا عن وفاة المرحوم البسيونى الذى انتهى أجله فى هذا اليوم سواء زار الوزير المنوفية أم لم يزرها، وسواء حدث التعنيف أم لم يحدث من الوزير أو مساعده فأننا نتساءل ” كم وزير وكم مسئول يعنف مرؤسيه يوميا بل يصل الأمر لحد الشتم والسب وربما الضرب أحيانا ولم يمت أحد بل لم نسمع صوتا رافضا.. الأمر الثانى …هل عندما يعنف وزير يعامل ضميره ، مسئول مقصر ويعاقبه ..أليس ذلك مرضيا للشارع الذى يتهم المسئولين بعدم المحاسبة للمقصرين ..وهنا لا أقول أن المرحوم كان مقصرا .. ولكنى اتحدث بشكل عام ..
فنحن دائما نشيد بكل مسئول حازم قوى يحاسب ويراقب ، واعتقد أنه حتى إذا صحت رواية التعنيف وأن مساعد الوزير طلب استدعاء المرحوم للوزارة فأن ذلك ليس سببا مقنعا للموت كمدا”.
الخلاصة أننا نتساءل.. هل نحن أمام حالة تربص غير طبيعية بالوزير محمد عبداللطيف لأن الحملات التى تشن بين الحين والأخر لا يمكن أن تكون خالية من الأغراض أم أن الوزير بالفعل مخطىء !