دفتر أحوال وطن «٣١٨»

دفتر أحوال وطن «٣١٨»

▪︎« رسائل الرئيس» وماكرون والحرس الجمهوري 

الرسالة ليست تصريحات فضفاضة، أو تهديدا، أو وعيداً على طريقة شجيع السيما! الرسالة دائماً تأتى مباشرة، حتى ولو لم يتحدث الرئيس، أو تتحدث الدولة، الرسالة قد تكون فى مشروع تنمية يتم افتتاحه، أو تفتيش حرب لقواتنا المسلحة يقول للعالم إن مصر دائماً جاهزة للدفاع عن أرضها وحدودها،الرسالة قد تكون في زيارة رئيس دولة عظمى، ثم تتحول لإبهار استراتيجي سياسي يعبر عن قوة مصر واستقرارها وأمانها ، وان لم يتحدث الرئيس!  الرسالة دائماً تقول للعالم: نحن هنا، أمننا القومى هنا،هذه قوتنا ، إن رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى فى زيارة الرئيس ماكرون رئيس فرنسا ، رسائل تحدي مباشرة أظهرت فيها مصر قوتها الحقيقية كبلد قوي ، يتمتع بحضارة عريقة ، ولديه من الأليات ما لايصدقه أي عقل أمني يفكر بالطرق التقليدية، أو حتى الحديثة ، أن يتم تنظيم زيارة لرئيس دولة من الدول العظمى الذين يشكون  فيمن يسلم عليهم باليد! فما بالك بتنظيم زيارة في أكبر منطقة سياحية شعبية مزدحمة في مصر ، يمر منها رئيسان في شارع خان الخليلي الضيق ومساحة المرور به لاتزيد عن ٢متر ،ويتلاحما مع الجماهير من منطقة صفر ، بطريقة طبيعية دون حتى إبعاد المواطنين من منطقة الصفر  ضاربين الحائط بكل الإحتياطات الأمنية التي تدرس في كل اجهزة الأمن الكبرى بالعالم ، ليثبت الرئيس عبدالفتاح السيسي للعالم كله أن مصر دائماً هي التي تعطي للعالم دروساً جديدة ، يتم تدريسها في كبرى المعاهد الأمنية والعسكرية لأكبر قوى في العالم ، نعم مصر تعلمهم الدروس ،وشاهدوا من قبل إعجاز القوات البحرية المصرية في إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات في ٢١ اكتوبر ١٩٦٧ على بعد ١١ ميلاً بحرياً من سواحل مدينة بورسعيد ، بصاروخين سطح سطح من زورق بحري ،تدرس حتى الأن والتى غيرت استراتيجيات الملاحة البحرية وبناء السفن العسكرية ، وايضاً معجزة العبور وتدمير خط برليف ، التى تدرس حتى اليوم في اكبر المعاهد العسكرية التي حطمت بها مصر اسطورة الجيش الذي لايقهر ! أي إعجاز وأي تخطيط أمني تم بهذه التقنية المحترفة التي حققها رجال الحرس الجمهوري المصري ليبهروا العالم بهذه الصورة ، ويستطيعوا تأمين رئيسا مصر وفرنسا في اكبر منطقة شعبية سياحية تم فيها و بجوارها حوادث إرهابية واهمها تفجيرالإرهابي نفسه في قوة أمنية والذي استشهدا فيه المقدم رامي هلال وامين شرطة من جهاز الأمن الوطني اثناء مطاردة الإرهابي في منطقة الحسين وأصيبت ربة المنزل السيدة فرحانة ، أي تقنية تم التوافق عليها الا اذا كان السيد الرئيس يثق في أمن مصر ورجاله من رجال الحرس الجمهوري الذين حققوا أمان لاحظه الجميع دون ظهور بدلة ميري في المكان ، الا على أطراف الحي من الأجهزة الأمنية المعاونة ، ومن هنا أرفع القبعة بتحية لرجال الحرس الجمهوري ابناء مصر ، ومعهم كافة الأجهزة الأمنية المعاونة بالأمن المصري ، والذين حققوا منظومة امنية رائعة خلال الزيارة الرسمية في كافة برنامج الزيارة التى استمرت لأيام ، منها زيارة أثار مصر وحضارة مصر والتى كانت من أكبر الإعلانات لترويج السياحة المصرية ، لتحقق استراتيجية الزيارة في رسالة اخرى تعبر الحدود الى العالم كله ، وكذلك الرسائل الإقنصادية في مترو الإنفاق وكيف تمت أول مفاوضات إقتصادية داخل عربات مترو أنفاق لرئيسان ووفدهما المرافق ، والتى اتت بنتائج واتفاقيات تم اعتمادها في بروتوكولات تعاون تساهم في تنميةالإقتصاد المصري ، وتأتي أهم الرسائل التى حرص السيد الرئيس أن يوجهها للعالم في مصاحبة رئيس فرنسا الى مستشفى العريش ، على بعد خطوات من معبر رفح المغلق ، واساطيل الحاملات التى تحمل أطنان الغذاء والوقود والمساعدات الطبية التى تمنع اسرائيل دخولها الى أهل غزة  ، ومشهد مصاحبة رئيس فرنسا داخل مستشفى العريش ، ورؤيته مصابي غزة والأطفال المحروقة والمبتور اعضاءها ، ليرى العالم كله حجم المأساة والإجرام الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة ، واستكمال الرسائل بتصريحات الرئيس الفرنسي واتفاقه مع الرئيس المصري على رفض التهجير ودعم حل الدولتين ، ودعم خطة مصر للإعمار ، ووصف الأعمال الاسرائيلية بالإجرام ، والمطالبة بوقف إطلاق النار فوراً ، الرسائل كانت حاسمة، وقوية، لكل من يحاول أن يعبث بأمن مصر القومى، فأذرع المؤامرة تحاط بأمننا العربى من كل جانب، وما زالت تعبث فى سوريا، والسودان، وليبيا، مصر لا ترد على مهاترات اسرائيل ومن يعاونهم من أبواق الخيانة الذين يروجون الإشاعات ، ويساعدون لدعم خطة الغرب في إضعاف مصر ، مصر تصمت قليلاً ولكنها تبعث برسائل للجميع بالمواقف وليس بالشعارات ،مصركل يوم تكشف من يحاولون خداع شعبها بالإشاعات والافتراءات، رسائل مصر لا تخرج عبثاً، الرسائل تخرج فى وقتها، رسائل الفريق أول عبدالمجيد صقر  وزير الدفاع،والفريق أحمد خليفة رئيس الأركان في جولاتهم لكافة أسلحة وادارات الجيش المصري يومياً تقول للجميع هنا مصر القوية، والآن.. هل عرفتم لماذا قام السيسى بتسليح دولته بأحدث الأسلحة والتقنيات العسكرية بالعالم فى فترة وجيزة، حتى أصبحت القوة العاشرة فى العالم؟ هل عرفتم لماذا قام الرئيس السيسى بنقل عناصر الجيش إلى سيناء لمحاربة قوى الشر التى أرادت تكوين إمارة يغذيها الغرب للتدخل فى مصر وتقسيمها؟ وهل يعى الجميع، كيف قام خير أجناد الأرض بالحفاظ على الأرض والعرض، ومازالوا يضحون بدمائهم من أجل أن تبقى مصر فى أمان؟ «اطمئنوا».. لن تنتهى الرسائل.

▪︎الحكومة والرقابة وتأهيل قيادات الحكم المحلي  

الحكاية ومافيها أن واقعة سكرتير عام سوهاج الذي أهان نائب المحافظ امام الجماهير، لن تكون الأولى ولا الأخيرة ، طالما أن معظم الاختيارات لقيادات التنمية المحلية من سكرتيري عموم ومساعدين المحافظات، ورؤساء المدن ، والأحياء، ولا اقول الجميع ، تتم دون تأهيل تقني ،وفني يعرفون منه ، ما معنى كلمة دولة ؟ ومسئوليات الدولة، ومسئولياتهم تجاه الدولة ، والحرية المسئولة التى تحافظ على صورة وكيان الدولة، وكيفية محاربة الفساد والقضاء على المحسوبية ، وعدم الإنسياق وراء الشو الإعلامي والإهتمام بالتكليف وليس التشريف ، وهناك محافظون وقيادات بالحكم المحلي يقومون بعملهم على اكمل وجه ويعرفون معنى كلمة دولة تبني وتحارب ، ولكن ايضاً لا اقول الجميع ،وهناك متميزون جدا يتم رفضهم في اختبارات التنمية المحلية، وهناك من يتم اختيارهم دون المستوى !   ياسادة إن بناء الدولة القوية يلزمه صبر وإرادة وحسن اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب دون محسوبية او وساطة ، ربما الاوضاع تسير على غير ما نحب بسبب فاتورة الإصلاح الإقتصادي القاسية والأزمات العالمية المتكررة التى واجهت الدولة السنوات الماضية ،وايضاً أخطاء الحكومة المتكررة من إضافة الأعباء على المواطن من كل الجهات الحكومية،والرقابة الضعيفة للدولة على الأسعار والأسواق دون ضابط أو رابط، والتى جعلت بائعة الفجل ترفع سعر حزمة الفجل بدعوى ارتفاع الدولار، وقيام السائقين بالبلطجة ورفع الأجرة بدعوى تحريك وزيادة اسعار الوقود ، وقيام التجار بالمثل برفع كل شىء وقسم ظهر المواطن البسيط الذى رفع الراية البيضاء أمام غول الاسعار والرقابة الغائبة وكأنها بفعل فاعل! إن أى جهاز رقابى او متابعة داخل اجهزة الحكم المحلي لايقوم بعمله تجاه هذا الغلاء والاحتكار ، لابد من محاسبته، ومحاسبة الحكومة كلها على هذه الفوضى التى قسمت ظهور الغلابة، وتغطى على إنجازات الرئيس الذى يحارب طواحين الهواء لبناء هذه الدولة بكل عزم، إن حلم الرئيس يلزمه حكومة مقاتلين، واختيار قيادات داخل هذه المؤسسات تحافظ على هذه الإنجازات، ومن يتقاعس ويتركها للعشوائية، والفساد ، وغيلان الأسواق فليجلس فى بيته، إن هذه الإنجازات التى تحققت لابد من الحفاظ عليها، والحفاظ على استقرار هذا الوطن، فلن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، وسيستمر البناء، والاستقرار، وستبقى مصر .