9 أشهر لا تكفى للتخطيط للحمل

9 أشهر لا تكفى للتخطيط للحمل

لا تكفى فى الحيوان بطبيعة الحال، لأن الحمل قد يمتد إلى سنتين كاملتين فى بعض الأفيال والحيتان. أما فى الإنسان، فالحمل يبدأ من اختيار الزوج المناسب، فضلًا عن السن المناسبة للحمل، وهو السؤال المطروح من قديم الأزل للفتاة التى تريد أن تبنى أسرة تكون فيها زهرة مضيئة تساعدهم على شئون الحياة ومشقة المعيشة، وتكبر معهم وهى ما زالت فى سن الشباب، وليس أن تأتى بأولاد فقط، ثم تكابد معهم مشقات أخرى، مثل الذى يأكل عن جوع فيشعر بلذة الطعام وهناءة الامتلاء من الطعام بعد أن كاد يغشى عليه من قلته، ومثل الذى ملأ بطنه وهى ممتلئة فزاده ذلك عسرًا فى هضمه ومرارة فى الحلق.
والتخطيط للحمل يبدأ من المجتمع الذى يحرص أن تتزوج بناته فى سن صغيرة، فلا نظلم الفتاة كثيرًا عندما نؤخر الحمل، وحتمًا إذا تأخر الزواج إلى ما بعد العشرين فتصبح أمًا فى أوائل الثلاثين، ويكون عبئًا على الجسد المؤهل للحمل والإنجاب فى أواخر سن المراهقة أو التاسعة عشر فما بعدها.
والزواج قد يكون فى أى سن، أما الحمل والإنجاب فهو فترة زمنية فى حياة المرأة يفضل طبيًا أن يكون فى باكورة الحياة لأنه أفضل وأريح للمرأة فى وظائف جسدها، وهناك نظام يحكم الحمل والولادة، وليس هكذا عندما تريد المرأة، كما جاء فى كتابه الكريم: «وَاللَّائِى يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِى لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا». وقال أيضًا: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».
وللحمل نظام دقيق جدًا، ليس فى ابن آدم فقط، بل فى سائر المخلوقات، وكل يوم تحمل أنثى وتضع أخرى، كما قال فى كتابه الكريم: «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْأَرْحَامِ  وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا  وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».
والحمل هو نعمة الله للمرأة تنفرد به دون غيرها من المخلوقات، وهو تكريم لها أيضًا لما لا يستطيع الرجل أن يفعله بأى حال من الأحوال، وهو السر الأعظم الذى لا يستطيع أن يفسره البشر، فكيف تتحول خلية واحدة إلى إنسان كامل متكامل بكل حواسه وأجهزته الدقيقة، كما أخفى الله ذلك فى كتابه: «مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا».
والاحتياطات فى الحمل تبدأ من اختيار الزوج المناسب لنظام معيشى هادئ، وتبدأ من اتقاء الأمراض، وحتى يستقر الحمل لا بد من الأخذ بالاحتياطات اللازمة، وأول شيء تفعله الحامل تناول أدوية الحمل والمتابعة الطبية، والرياضة أثناء الحمل مطلوبة، والمتابعة عند طبيب أو طبيبة نساء، حتى لو كانت متابعة لمرض ما أو غيره قبل ذلك، خصوصًا لو كان الحمل قد تأخر، والحمل فى سن صغيرة مفيد للمرأة وهو أعلى فى نسبة الإخصاب.
ويقول العارفون بالحمل والولادة إن له مفادة تخرج بالناس من العادة إلى السيادة، وفى الحمل استفادة وفى الوضع قيادة للسيدات والسادة.
اﺳﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﻘﻠﺐ–ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﻠﺐ
[email protected]