الهلال الأحمر: المسعف أسعد معتقل لدى الاحتلال بعد نجاته من مجزرة رفح

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الأحد، أن المسعف أسعد النصاصرة، الذي كان في عداد المفقودين بعد استهداف طاقم إسعاف تابع للجمعية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، معتقل حاليًا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أن أبلغت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعية بهذه المعلومات المؤكدة.
وكان النصاصرة محاصرًا مع زملائه خلال أداء مهامهم الإنسانية، حين تعرض الفريق لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال، أسفر عن استشهاد ثمانية من المسعفين، بينما ظل مصيره مجهولًا حتى الإعلان عن اعتقاله اليوم.
الهلال الأحمر يطالب بالإفراج الفوري عن النصاصرة
وفي بيان لها، دعت جمعية الهلال الأحمر المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط عاجلة على سلطات الاحتلال من أجل الإفراج الفوري عن المسعف أسعد النصاصرة، الذي “اختُطف قسرًا” أثناء قيامه بواجبه الإنساني في إنقاذ الجرحى والمصابين.
وأكدت الجمعية أن الهجوم الذي تعرض له طاقمها يُعد “انتهاكًا خطيرًا وصريحًا للقانون الدولي الإنساني”، الذي يحظر استهداف الطواقم الطبية والإغاثية أثناء النزاعات المسلحة، ويكفل لهم الحماية الكاملة أثناء تأدية مهامهم.
ثمانية شهداء في الهجوم.. واستمرار استهداف الطواقم الطبية
وكانت جمعية الهلال الأحمر قد أعلنت في 30 مارس/آذار 2025 عن استشهاد ثمانية من مسعفيها في مدينة رفح، بعد استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء توجههم إلى منطقة الحشاشين لتقديم الإسعافات الأولية لمصابين في قصف إسرائيلي.
وتم توثيق استشهاد المسعفين: مصطفى خفاجة، وعز الدين شعت، وصالح معمر، ورفعت رضوان، ومحمد بهلول، وأشرف أبو لبدة، ومحمد الحيلة، ورائد الشريف، فيما اختفى المسعف التاسع أسعد النصاصرة، قبل أن يتبين اليوم أنه معتقل.
وبحسب الجمعية، فإن هذا الهجوم يرفع عدد شهداء الهلال الأحمر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 27 شهيدًا، جميعهم قضوا أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني.
انتشال طواقم إنقاذ وموظف أممي في ذات الهجوم
وفي ذات السياق، أكدت الجمعية أنه خلال مجريات القصف الذي طال منطقة الحشاشين، تم أيضًا انتشال ستة أفراد من طواقم الإنقاذ، بالإضافة إلى موظف تابع للأمم المتحدة، ما يعكس خطورة الأوضاع التي تواجهها الطواقم الطبية والإنسانية العاملة في الميدان.
وأعادت الجمعية التأكيد على أن استمرار استهداف الطواقم الطبية والإغاثية، يشكل انتهاكًا متكررًا لاتفاقيات جنيف وللقوانين الدولية، محذّرة من تداعيات هذا السلوك على مستقبل العمل الإنساني في مناطق النزاع.
قتلى وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة
أفاد مراسل قناة “روسيا اليوم”، اليوم الأحد، بأن القوات الإسرائيلية شنت هجمات متفرقة على مناطق عدة في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إلى جانب تدمير إضافي طال منشآت البنية التحتية الصحية، في تصعيد جديد ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.
شمال قطاع غزة.. استهداف مستشفى المعمداني وامرأة تستشهد برصاص مسيّرة
وذكر المراسل أن الجيش الإسرائيلي استهدف في ساعات الفجر الأولى مستشفى “الأهلي العربي – المعمداني” في غزة، ما أثار حالة من الهلع الشديد بين المرضى والطاقم الطبي عقب قصف أحد مباني المستشفى. وأكد الدفاع المدني الفلسطيني أنه لم تُسجل خسائر بشرية جراء هذا القصف، رغم الأضرار المادية الكبيرة التي لحقت بالمبنى داخل الحرم الطبي.
وفي حادثة منفصلة، استشهدت امرأة فلسطينية جراء إطلاق نار من طائرة مسيّرة إسرائيلية في منطقة جباليا البلد، شمالي قطاع غزة، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
جنوب قطاع غزة.. قصف جوي ومدفعي و7 شهداء في قصف سيارة مدنية
وفي جنوب قطاع غزة، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منطقة قيزان أبو رشوان ومحيط الحاووز التركي، تزامنًا مع إطلاق نار من الطيران المروحي باتجاه الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس. كما شهدت بلدة عبسان الكبيرة شرقي المدينة قصفًا مدفعيًا عنيفًا.
وتواصل القصف ليطال المنطقة الجنوبية من خان يونس، حيث تم استهداف سيارة مدنية على شارع الرشيد بالقرب من محطة التحلية، ما أسفر عن استشهاد سبعة مواطنين، بينهم خمسة إخوة من عائلة واحدة. وتم نقل جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.
وفي شمال غرب مدينة رفح، أطلقت المروحيات الإسرائيلية نيرانها على مناطق مدنية، في حين أفادت مصادر طبية بأن عدد الشهداء جراء الهجمات الإسرائيلية منذ فجر اليوم بلغ عشرة شهداء.
تنديد باستهداف المستشفيات وتحذيرات من كارثة صحية
وفي السياق ذاته، أدانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة استهداف مستشفى المعمداني، مؤكدة أن القصف أدى إلى تدمير مبنى داخل حرم المستشفى، وأجبر الطواقم الطبية والمرضى على الإخلاء القسري تحت القصف.
وأشارت الوزارة إلى أن القوات الإسرائيلية دمرت أكثر من 80 مركزًا صحيًا و140 سيارة إسعاف منذ بدء العدوان، معتبرة أن ذلك يدخل ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى القضاء على المنظومة الصحية في القطاع، في ظل الحصار ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.
كما حذرت الوزارة من كارثة بيئية وصحية وشيكة، نتيجة نقص الأدوية الحيوية، وتوقف برامج التطعيم للأطفال، ما يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
من جانبه، قال مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، إن استهداف مستشفى المعمداني يُعد “جريمة إنسانية بكل المقاييس”، مؤكدًا أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الجرائم إلى إيصال رسالة واضحة مفادها “لا مكان آمن في غزة”. وأضاف أن مئات الجرحى باتوا مكدسين خارج المستشفى بعد تدميره، في ظل عجز الطواقم الطبية عن توفير الرعاية الكافية لهم.
الأونروا تحذر من شح المياه والطعام
وفي بيان منفصل، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستويات غير مسبوقة من التدهور، في ظل انقطاع المساعدات الإنسانية ومنع دخول الغذاء والمياه النظيفة منذ أكثر من ستة أسابيع.
وقالت الوكالة إن آلاف العائلات في غزة تواجه “معاناة شديدة”، مشيرة إلى أن الطعام والماء أصبحا منعدمين تقريبًا، وسط أوضاع معيشية مأسوية تتطلب تدخلًا إنسانيًا عاجلًا.
وطالبت وزارة الصحة الفلسطينية والمؤسسات الطبية في القطاع، كافة الجهات الدولية والمؤسسات الحقوقية بضرورة التدخل العاجل لحماية الطواقم والمنشآت الصحية، وضمان التزام الاحتلال الإسرائيلي بالقوانين والاتفاقيات الدولية التي تحظر استهداف المراكز الطبية.