أزمة الطاقة تقترب.. الصراع بين إسرائيل وإيران يهدد الاقتصاد العالمي.

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوق في التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث وصل الصراع إلى ذروته مع الضربات الجوية الإسرائيلية على منشآت نووية وعسكرية إيرانية أمس الجمعة، تلتها هجمات صاروخية إيرانية على إسرائيل في اليوم ذاته.
وهذا التصعيد، الذي يعد الأخطر منذ عقود، يثير مخاوف واسعة حول تداعياته على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على استقرار المنطقة لضمان تدفق الطاقة وسلاسل الإمداد العالمية.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض كيف يمكن أن يؤثر هذا الصراع على الأسواق العالمية والاقتصاد العالمي.
تأثير فوري على أسواق الطاقة
وتعد إيران واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، حيث تساهم بحوالي 4% من إمدادات النفط العالمية، والضربات الإسرائيلية الأخيرة، التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية، أثارت مخاوف من احتمال استهداف البنية التحتية النفطية الإيرانية.
ونتيجة لذلك، قفزت أسعار النفط بنسبة تتراوح بين 9% و17% في غضون ساعات، حيث وصل سعر البرميل إلى حوالي 75 دولارًا، وفقًا لتقارير اقتصادية حديثة.
ويضاف إلى ذلك التهديد الإيراني بتعطيل الملاحة في مضيق هرمز، الممر الحيوي الذي يمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية.
وأي إغلاق أو اضطراب في هذا المضيق قد يؤدي إلى ارتفاعات حادة في أسعار الطاقة، مما يزيد من الضغوط التضخمية على الاقتصادات العالمية، خاصة تلك التي تعاني بالفعل من ارتفاع تكاليف الطاقة نتيجة الصراعات الجيوسياسية الأخرى، مثل الحرب في أوكرانيا.
تداعيات على الأسواق المالية والسلع الأساسية
وشهدت الأسواق المالية العالمية انخفاضًا حادًا فور الإعلان عن الضربات الإسرائيلية، حيث سجلت الأسهم العالمية تراجعًا بسبب النفور من المخاطر.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الذهب والدولار الأمريكي كملاذات آمنة، مما يعكس حالة الذعر التي اجتاحت الأسواق.
كما تراجعت عملة البيتكوين إلى حوالي 103,000 دولار، مدفوعة بمخاوف التضخم الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط.
وعلى صعيد السلع الأساسية، يتوقع أن يؤدي ارتفاع تكاليف الطاقة إلى زيادة أسعار النقل والإنتاج، مما سيرفع تكلفة المعيشة عالميًا.
ووفقًا لخبراء اقتصاديين، قد يؤدي استمرار التصعيد إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، خاصة فيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.
التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي
ولم تسلم إسرائيل نفسها من التداعيات الاقتصادية. شهدت الأسواق الإسرائيلية حالة طوارئ، مع تراجع حاد في قيمة الشيكل وتقلبات في البورصة، في حين أن التهافت الشعبي على السلع الأساسية أشار إلى مخاوف من تداعيات طويلة الأمد.
ويتوقع أن يواجه الاقتصاد الإسرائيلي انكماشًا في النمو خلال 2025، نتيجة لتكاليف الحرب وزيادة الإنفاق العسكري.
التداعيات الإقليمية والعالمية
ويشكل التصعيد بين إسرائيل وإيران خطرًا على استقرار المنطقة بأكملها، خاصة دول الخليج وبلاد الشام، التي قد تتأثر اقتصاديًا بسبب انقطاع سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة.
كما أن احتمال تدخل قوى دولية، مثل الولايات المتحدة، قد يزيد من تعقيد الأزمة، حيث أشارت تقارير إلى دعم أمريكي للضربات الإسرائيلية، مما قد يُوسع نطاق الصراع.
وعلى المستوى العالمي، يضاف هذا الصراع إلى التحديات الاقتصادية الموجودة، مثل التنافس بين الولايات المتحدة والصين، والتغيرات في سلاسل الإمداد العالمية.
كما أن الزيادة في الهجمات السيبرانية، التي قد تكون جزءًا من الصراع الإسرائيلي-الإيراني، تهدد الاقتصاد الرقمي العالمي.
ويشكل الصراع الإسرائيلي-الإيراني تهديدًا مباشرًا للاقتصاد العالمي، مع تأثيرات فورية على أسعار الطاقة والسلع الأساسية، وتداعيات طويلة الأمد على استقرار الأسواق.
وفي ظل استمرار التصعيد، يبقى العالم في حالة تأهب، مع دعوات متزايدة للتهدئة لتجنب كارثة اقتصادية شاملة. تتطلب هذه الأزمة حوارًا دوليًا عاجلاً لاحتواء الصراع وضمان استقرار الاقتصاد العالمي.