الأسهم الآسيوية ترتفع بعد تعليق ترامب الرسوم الجمركية على الإلكترونيات

سجلت الأسواق الآسيوية مكاسب في مستهل جلسات التداول، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية على مجموعة من الإلكترونيات الاستهلاكية، في خطوة مؤقتة منحت الأسواق متنفسًا بعد أسبوع حافل بالتقلبات.
وشهدت مؤشرات الأسهم الآسيوية، إلى جانب العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية، ارتفاعًا ملحوظًا على خلفية الإعلان، رغم إشارة ترامب إلى نيته إعلان تعريفات جديدة في وقت لاحق. وتزامن ذلك مع استقرار سندات الخزانة الأمريكية وتراجع الذهب من مستوياته القياسية، في حين انخفض الدولار مقابل الين، متأثرًا بمؤشرات تهدئة التوترات التجارية.
ويشمل قرار التعليق سلعًا متنوعة أبرزها الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، التي تُصنع غالبيتها في الصين، ما اعتبره المستثمرون خطوة إيجابية ولو مؤقتة وسط اضطرابات سياسة التجارة الأمريكية.
تفاؤل حذر رغم ضبابية السياسات
ورغم أجواء التفاؤل، أشار البيت الأبيض إلى خطط لفرض رسوم جديدة على منتجات تكنولوجية، أبرزها رقائق أشباه الموصلات، ضمن مساعٍ لإعادة صياغة قواعد التجارة العالمية.
من جهته، قال ماثيو هاوبت، مدير المحافظ في “ويلسون آسيت مانجمنت” بسيدني، إن كثرة التصريحات المتضاربة والإجراءات المفاجئة تجعل التداول على المدى القصير أمرًا صعبًا، مضيفًا أن “الأسواق تحاول تجاوز الضجيج وتفترض نهاية تفاوضية أفضل من الوضع الراهن”.
وبحسب البيت الأبيض، فإن قرار الإعفاء الذي صدر الجمعة واستثنى مجموعة من الإلكترونيات الشائعة من رسوم بنسبة 145% على الصين و10% عالميًا، يُعدّ مؤقتًا ومرتبطًا بخطة أوسع لإعادة ترتيب التعريفات الجمركية.
تحركات في الأسواق والمؤشرات
ارتفع مؤشر أسهم التكنولوجيا الآسيوية بنسبة 1.5%، مع تسجيل مكاسب ملحوظة لكل من “هون هاي بريسيجن إندستري” و”سامسونغ إلكترونيكس”. كما حقق مؤشر “إس آند بي 500” الأمريكي قفزة بنسبة 1.8% يوم الجمعة، وسط تصريحات من الاحتياطي الفيدرالي حول استعداده للتدخل لدعم الأسواق إذا اقتضت الحاجة.
في المقابل، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بعد أن سجلت أكبر ارتفاع أسبوعي لها منذ عام 2001، نتيجة عزوف المستثمرين عن الأصول الآمنة.
وكانت الأسواق الآسيوية قد تكبدت خسائر على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، متأثرة بتصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، قبل أن يعلن ترامب عن تأجيل رسوم كانت ستطال قطاعات حساسة في آسيا.

ردود دولية وتحذيرات من عدم اليقين
وفي رد فعل رسمي، وصفت الصين تعليق الرسوم بأنه “خطوة صغيرة” نحو تصحيح المسار، داعية واشنطن إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لرفع الرسوم نهائيًا. من جهتها، خفّضت “غولدمان ساكس” توقعاتها لمؤشرات الأسهم الصينية للمرة الثانية هذا الشهر، بسبب استمرار التصعيد التجاري.
بدورها، أكدت اليابان أنها لا تعتزم استخدام حيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية كورقة تفاوضية، وسط تكهنات بأن كبار المستثمرين الدوليين، مثل الصين، قد يعيدون النظر في محافظهم من الديون الأمريكية.
وفي مذكرة حديثة، حذّرت سارة بيانكي، الاستراتيجية لدى “إيفركور ISI”، من أن تفاقم عدم اليقين في السياسة التجارية يُنذر بمزيد من الاضطرابات، ليس فقط للأسواق بل للشركاء التجاريين الذين يسعون إلى اتفاق خلال فترة التسعين يومًا المقبلة.

تراجع الذهب واستقرار النفط
وفي أسواق السلع، تراجع الذهب من مستوياته القياسية، فيما استقر النفط فوق أدنى مستوى له منذ أربع سنوات، وسط تقييم المستثمرين لأحدث التحركات الأمريكية.