إنتاج النفط الخام في ليبيا يصل إلى 1.373 مليون برميل يوميًا

إنتاج النفط الخام في ليبيا يصل إلى 1.373 مليون برميل يوميًا

أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، في بيان رسمي، أن معدلات إنتاج النفط الخام والمكثفات ارتفعت إلى 1.373 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ1.372 مليون برميل في اليوم السابق، ما يعكس استقرارًا تدريجيًا في عمليات الإنتاج داخل الحقول والموانئ النفطية الليبية.

ورغم أن الزيادة لا تتجاوز ألف برميل يوميًا، إلا أنها تُعد إشارة رمزية مهمة إلى أن ليبيا تسعى إلى الحفاظ على مستويات إنتاج عالية، في إطار استراتيجية طموحة لتعزيز الإيرادات العامة ودعم الاقتصاد الوطني، الذي يعتمد على النفط كمصدر رئيسي للعملات الأجنبية وتمويل الموازنة العامة.

النفط… رئة الاقتصاد الليبي وورقة النفوذ السياسي

يشكل النفط أكثر من 95% من إيرادات ليبيا من النقد الأجنبي، ما يجعله عصب الاقتصاد ومجالًا حيويًا تتقاطع فيه المصالح الاقتصادية والسياسية محليًا ودوليًا. وبالتالي، فإن أي ارتفاع في الإنتاج، ولو طفيفًا، يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية تتجاوز مجرد الأرقام.

ففي ظل التحديات الأمنية والانقسامات السياسية بين حكومتي الشرق والغرب، تسعى المؤسسة الوطنية للنفط، بوصفها الكيان الفني الموحد، إلى لعب دور محايد وفاعل يضمن تدفق الموارد النفطية بانتظام، دون انزلاق في الصراع السياسي.

سوق عالمي متقلب وليبيا تبحث عن موطئ قدم ثابت

يأتي هذا الارتفاع في الإنتاج في وقت يشهد فيه سوق النفط العالمي حالة من التقلبات الحادة، مدفوعة بعوامل مثل تباطؤ النمو في الصين، وتقلبات قرارات “أوبك+”، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

ورغم أن ليبيا مستثناة من حصص الإنتاج في “أوبك+” بسبب ظروفها السياسية والأمنية، فإن الحفاظ على استقرار الإنتاج، وربما رفعه في المدى المتوسط، قد يمنحها وزنًا تفاوضيًا أكبر داخل المنظمة، ويعزز فرصها في جذب استثمارات أجنبية تحتاجها بشدة لتطوير البنية التحتية النفطية.

التحدي الأكبر: من الاستقرار الظرفي إلى التعافي المستدام

وبرغم التفاؤل الحذر الذي تعكسه بيانات الإنتاج، فإن الطريق نحو تعافٍ اقتصادي مستدام لا يزال مليئًا بالعقبات، أبرزها:

هشاشة الأمن في بعض مناطق الحقول والموانئ.

ضعف البنية التحتية وتكرار الأعطال الفنية.

الخلافات بين القوى السياسية حول توزيع الإيرادات.

الحاجة إلى تحديث التشريعات النفطية لجذب استثمارات نوعية.

ختامًا… هل يصبح النفط بوابة لتوافق سياسي؟

إذا تمكنت ليبيا من تحييد قطاع النفط عن النزاع السياسي واستثماره كرافعة للتنمية والتوحيد، فإن ارتفاع الإنتاج، حتى وإن كان تدريجيًا، يمكن أن يكون مقدمة لتحولات أعمق في المشهد الليبي، تتجاوز الأرقام وتلامس جوهر الاستقرار والسيادة.