منتج حيوي يحقق مليارات الدولارات مهدد بالانقراض.. يجب على الحكومة التحرك فوراً!

منتج حيوي يحقق مليارات الدولارات مهدد بالانقراض.. يجب على الحكومة التحرك فوراً!

هو فين راح القطن المصري؟ وليه محصول كان اسمه بيرن في العالم كله.. بقى دلوقتي على وشك الاختفاء؟ وإزاي نزلنا من زراعة  أكتر من مليون فدان في التمانينات.. لـ131 ألف بس النهارده؟

اللي حصل للقطن المصري مش مجرد أزمة زراعة.. ده عنوان واضح لانهيار سلسلة كاملة من التصدير والصناعة والتسويق.. الأرقام بتقول إننا في 2025 وصلنا لتاني أقل مستوى في تاريخ زراعة القطن.. المساحة المنزرعة لحد الأسبوع التاني من يونيو ما عدتش 131 ألف فدان.. مقارنة بـ290 ألف فدان في نفس الوقت من السنة اللي فاتت.. يعني تراجع بنسبة 54%.. وده رقم مرعب بكل المقاييس.

والمشكلة مش بس في المساحة.. لكن في نوعية الأزمة اللي قدّت للتراجع ده.. وزي ما قال الدكتور مصطفى عمارة وكيل معهد القطن.. أزمة التسويق هي السبب الرئيسي.. القطاع الخاص انسحب من مزادات الموسم اللي فات بسبب اعتراضه على أسعار الضمان.. والحكومة كانت محددة السعر بين 10 لـ12 ألف جنيه للقنطار.

ورغم إن الدولة حاولت تدعم القنطار بألفين جنيه زيادة علشان تحفّز المزارعين.. لكن شركات كتير رفضت تشارك في المزادات أصلًا..لأن عندهم مخزون مش عارفين يسوقوه بسبب ضعف الطلب العالمي.. وده خلى الفلاح البسيط يسأل نفسه: أزرع ليه وأنا مش لاقي اللي يشتري.

الأزمة دي مش جديدة.. لكن وصلت لذروتها السنة دي.. في سنة 2016  مثلا كنا زرعنا 136 ألف فدان.. وكان ده أقل مستوى تاريخي وقتها.. ودلوقتي إحنا قربنا نرجع للمستوى ده تاني
وده بعد ما كنا بنتكلم في أكتر من مليون فدان في التمانينات وكان القطن المصري وقتها بيساوي دهب.. حرفيًا.

الأسعار العالمية كمان مش مساعده.. السنة اللي فاتت سعر البرة كان 170 سنت.. دلوقتي متوسط السعر 135 سنت بس.. رغم إن بعض الأصناف زي إكسترا جيزة 92 وصل لـ170 سنت.. لكن الأصناف الأضعف بتتباع بـ120.. ومع التذبذب ده.. مفيش ضمان للفلاح ولا للمصدر.

المساحات اللي كانت الحكومة مستهدفاها الموسم ده كانت 269 ألف فدان.. لكن اللي اتزرع فعليًا نص الرقم ده.. يعني لا خطة الإنتاج اتنفذت.. ولا السوق بيستوعب المحصول اللي اتزرع أصلًا.

وزي ما قال نبيل السنتريسي عضو اتحاد مصدري الأقطان.. الحكومة لسه ما أعلنتش أسعار ضمان للموسم الجديد.. والتسويق هيكون غالبًا بالمزاد.. يعني اللي يشتري هو اللي يحدد السعر.. وده بيخلي الفلاح في أضعف موقف.

طيب الحكومة بتعمل إيه؟

في محاولات فعلية لإحياء الصناعة دي.. منها دعم سعر القنطار زي ما قلنا.. ومنها تطوير محالج القطن.. وفي استثمارات دخلت علشان نزود القيمة المضافة ونصدّر منتجات قطن جاهزة مش خام بس.. لكن من غير حل حقيقي لأزمة التسويق وضمان السعر العادل.. محدش هيتشجع يزرع تاني قطن.

وفي النهاية.. السؤال اللي لازم نسأله.. هل نقدر نرجّع القطن المصري لعرشه؟ ولا خلاص خسرنا المنافسة؟ وإيه مصير آلاف الأسر اللي كانت عايشة من الزراعة دي؟