تراجع حاد في ثقة المستثمرين الألمان بسبب تصاعد التوترات التجارية

تراجع حاد في ثقة المستثمرين الألمان بسبب تصاعد التوترات التجارية

سجلت ثقة المستثمرين الألمان تراجعًا حادًا خلال شهر أبريل الجاري، لتبلغ أدنى مستوياتها منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، في ظل تصاعد المخاوف من التأثيرات السلبية للتوترات التجارية العالمية، ولا سيما السياسة التجارية الأمريكية.

ووفقًا لتقرير صادر اليوم عن معهد “زد إي دبليو” للأبحاث الاقتصادية، انخفض مؤشر الثقة الاقتصادية في ألمانيا بمقدار 65.6 نقطة دفعة واحدة، ليسجل سالب 14 نقطة، مقابل توقعات اقتصرت على تراجع طفيف إلى 10.6 نقطة فقط.

وقال الدكتور أخيم وامباخ، رئيس المعهد، إن السياسة التجارية التي تتبناها الولايات المتحدة حاليًا تمثل مصدر قلق متزايد للمستثمرين، حيث تهدد بإلحاق أضرار مباشرة بالقطاعات التصديرية الحيوية للاقتصاد الألماني، وعلى رأسها صناعة السيارات والصناعات الكيماوية.

ولم يقتصر التراجع على ألمانيا وحدها، بل شمل أيضًا منطقة اليورو بأكملها، حيث تراجع مؤشر الثقة الاقتصادية لخبراء السوق المالية في المنطقة بمقدار 58.3 نقطة، ليصل إلى سالب 18.5 نقطة، مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى تراجع محدود عند 13.2 نقطة فقط.

وأشار التقرير أيضًا إلى تراجع التوقعات بشأن المخاطر الصعودية للتضخم في منطقة اليورو، مما يمنح البنك المركزي الأوروبي مساحة أكبر للتحرك نحو مزيد من سياسات التيسير النقدي لدعم النشاط الاقتصادي، في ظل هذا التباطؤ الملحوظ في ثقة المستثمرين.

ويأتي هذا التراجع في وقت تتزايد فيه الضغوط على الاقتصاد الألماني، الذي يعاني من تباطؤ في النمو، وركود في قطاع الصناعة، وتراجع الاستثمارات، ما يعزز المخاوف من دخول البلاد في موجة ركود جديدة، خصوصًا في ظل تصاعد النزاعات التجارية العالمية.