مشروعات الهيدروجين الأخضر.. أرقام ضخمة تستهدفها مصر خلال السنوات المقبلة

مشروعات الهيدروجين الأخضر.. أرقام ضخمة تستهدفها مصر خلال السنوات المقبلة

تتسارع مصر بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي وعالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مستغلة مواردها الطبيعية الهائلة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وسياساتها الاستثمارية الطموحة. في ظل التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، تبرز مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر كمحور رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الاقتصاد الوطني، وخفض الانبعاثات الكربونية.

ومع استثمارات تقدر بمليارات الدولارات، تستهدف مصر تحقيق أرقام ضخمة خلال العقد المقبل، لتكون واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال الحيوي.

الهيدروجين الأخضر في مصر 

مشروعات الهيدروجين الأخضر.. أرقام ضخمة تستهدفها مصر خلال السنوات المقبلة

يعد الهيدروجين الأخضر، الذي ينتج باستخدام الطاقة المتجددة، أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة التي تسهم في تحقيق الحياد الكربوني، وتتمتع مصر بمزايا تنافسية تجعلها مرشحة لقيادة هذا القطاع، حيث تتميز بوفرة أشعة الشمس طوال العام، وسرعات رياح عالية في مناطق مثل خليج السويس وسيناء.

وإلى جانب هذه المميزات، تتمتع مصر بمساحات شاسعة من الأراضي القابلة للاستثمار، وهذه العوامل، إلى جانب البنية التحتية المتطورة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تجعل مصر وجهة مثالية للمستثمرين.

ووفقا لبيانات رسمية حديثة، تستهدف مصر تخصيص حوالي 100 ألف ميجاوات من الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر خلال العشر سنوات المقبلة، ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات في خلق 44 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، و220 ألف فرصة عمل مؤقتة، مع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 37 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035.

استثمارات ضخمة وشراكات عالمية في مشروعات الهيدروجين الأخضر

مشروعات الهيدروجين الأخضر.. أرقام ضخمة تستهدفها مصر خلال السنوات المقبلة

خلال الفترة من 2021 إلى 2023، نجحت مصر في جذب استثمارات أجنبية مباشرة تجاوزت 215.5 مليار دولار في مشروعات الهيدروجين الأخضر، مما يعكس ثقة المستثمرين العالميين في رؤية الدولة، وفي أبريل 2025، أُعلن عن توقيع اتفاقية مع تحالف فرنسي بقيادة شركتي “EDF Renewables” و”Zero Waste” لإنشاء محطة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في منطقة رأس شقير، باستثمارات تبلغ 7 مليارات يورو. 

ويهدف المشروع إلى إنتاج مليون طن سنوياً من الأمونيا الخضراء على ثلاث مراحل، تبدأ من عام 2029، لدعم تموين السفن بالوقود النظيف والتصدير إلى الأسواق العالمية.

كما أعلنت شركة “Deme Hyport Energy” في أكتوبر 2024 عن مشروع ضخم باستثمارات تصل إلى 24 مليار يورو، يُنفذ على مراحل لتعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر، بينما في ديسمبر 2024، كشف تحالف يضم شركات “بي بي” البريطانية، “مصدر” الإماراتية، و”إنفينيتي” و”حسن علام” المصريتين، عن مشروع بقيمة 13 مليار دولار، يُتوقع تشغيله تجارياً بحلول 2032.

أهداف طموحة لتعزيز مشاريع الهيدروجين الأخضر

تتماشى مشروعات الهيدروجين الأخضر مع رؤية مصر 2035، التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتطمح مصر للوصول إلى 8% من السوق العالمي للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040، مع زيادة الناتج المحلي بنحو 10-18 مليار دولار سنوياً.

كما تسعى لتكون مركزاً إقليمياً لتصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء، مستفيدةً من موقعها الاستراتيجي القريب من أوروبا.

ووفقاً لتقديرات رسمية، من المتوقع أن تنخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر إلى 1.7 دولار لكل كيلوجرام بحلول عام 2050، مقارنة بـ 2.7 دولار بحلول 2025، مما يعزز القدرة التنافسية للمنتج المصري في الأسواق العالمية.

مستقبل واعد لمصر في مشروعات الهيدروجين الأخضر

مشروعات الهيدروجين الأخضر.. أرقام ضخمة تستهدفها مصر خلال السنوات المقبلة

تُظهر المؤشرات الحالية أن مصر على الطريق الصحيح لتحقيق طموحاتها في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث أنه مع تزايد الاستثمارات وتنوع الشراكات الدولية، تُعزز مصر مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة النظيفة. 

ومن خلال الاستفادة من موارد مصر الطبيعة وسياساتها الداعمة، تتطلع القاهرة إلى تحويل حلم الهيدروجين الأخضر إلى واقع ملموس، يُسهم في بناء اقتصاد أخضر مستدام ومستقبل أكثر نظافة للأجيال القادمة.