أسرار قوة مصر.. مصدر الأمن بالمنطقة وباب التجارة للعالم

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
مزايا عديدة تتمتع بها مصر تجعل منها مركزاً إقليميا بارزا لكل دول العالم بفضل موقعها المتميز والرابط بين الشرق والغرب وأسيا واوروبا وبفضل الممر التجاري المهم قناة السويس التي سهلت التجارة العالمية وأصبح لا غني عنها فضلًا عن موقعها الاستراتيجي كدولة سياحية بارزة يأتي إليها السياح من كل دول العالم كذلك مصدر أمن المنطقة العربية بفضل قوة الجيش المتطور.
وفي هذا التقرير يرصد «بانكير» أسرار قوة مصر ووضعها بين العالم.
موقع جغرافي استثنائي
موقع مصر الجغرافي هو أحد أبرز عناصر قوتها فهي تقع عند ملتقى قارتي آسيا وأفريقيا، وبفضل اطلالها على بحرين هامين هما البحر المتوسط شمالًا والبحر الأحمر شرقًا، يمنحها ذلك دورًا محوريًا في ربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، خاصة عبر قناة السويس، التي تُعد واحدة من أهم الممرات المائية في العالم.
قناة السويس.. القلب التجاري للعالم
تمثل قناة السويس واحدة من أهم مصادر القوة الاقتصادية والاستراتيجية لمصر. افتُتحت عام 1869، وتربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، ما يجعلها الممر الأقصر والأكثر أمانًا للسفن التجارية العالمية بين أوروبا وآسيا.
ويبلغ طول القناة نحو 193 كم وتمر عبرها حوالي 10-12% من حركة التجارة العالمية، وأكثر من 20% من تجارة الحاويات كما سجلت قناة السويس في السنوات الأخيرة إيرادات قياسية وصلت إلى نحو 10 مليار دولار سنويًا.
بوابة أفريقيا إلى العالم
حققت مصر خلال عام 2024 مكانة رائدة على خارطة الاستثمارات في القارة الإفريقية، حيث جاءت في صدارة الدول الجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر، بحسب تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD).
ووفقًا للتقرير، استحوذت مصر على 18.6% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إفريقيا، مما يعكس جاذبيتها المتزايدة للمستثمرين الدوليين.
وفي منطقة شمال إفريقيا تحديدًا، برزت مصر كقوة اقتصادية مهيمنة، إذ استحوذت على نحو 75.8% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المنطقة، وهو مؤشر واضح على ثقة رؤوس الأموال العالمية في بيئة الأعمال المصرية وقدرتها على احتضان المشروعات الكبرى، لا سيما في مجالات الصناعات الثقيلة والبنية التحتية.
وبلغ حجم الاستثمارات المصرية في إفريقيا أكثر من 14 مليار دولار حتى نهاية 2024، وفقًا لبيانات رسمية من وزارة الخارجية المصرية، وتركزت تلك الاستثمارات في قطاعات استراتيجية تشمل البنية التحتية، الطاقة المتجددة، الزراعة، والتكنولوجيا.
وقد كان للبنك الأهلي المصري وبنك مصر دور فعال في دعم هذا التوسع الاستثماري، من خلال تعزيز التعاون المالي والمصرفي مع عدد من الدول الإفريقية.
على صعيد التبادل التجاري، أشار تقرير صادر عن البنك الدولي إلى أن مصر تُعد من بين أكبر خمس وجهات تجارية على مستوى القارة، بفضل نمو صادراتها من المنتجات الصناعية والكيماوية والزراعية وأسهم هذا الأداء التجاري في ترسيخ مكانة مصر كشريك اقتصادي رئيسي في جهود التنمية الإفريقية.
كما أوضحت تقارير دولية ومحلية أن مصر باتت تمثل “بوابة إفريقيا” للاستثمار والتجارة، ووجهة أولى للمستثمرين الراغبين في دخول الأسواق الإفريقية.
ووفقًا لتقرير حديث من “أونكتاد”، بلغ صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر خلال العام المالي 2022/2023 نحو 10 مليارات دولار، كما كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن صادرات مصر إلى الدول الإفريقية تجاوزت 6.5 مليار دولار خلال عام 2024.ي المقابل، بيّنت بيانات البنك الإفريقي للتنمية أن مصر قدمت تمويلات تنموية بقيمة 1.2 مليار دولار لمشروعات في عدة دول إفريقية خلال نفس العام، مما يؤكد دورها الفاعل في دعم خطط التنمية بالقارة.
السكان.. طاقة بشرية هائلة
يُعد عدد السكان أحد عناصر القوة الديموغرافية لمصر، وهو سلاح ذو حدين. فبينما يضع ضغوطًا على الموارد، إلا أنه يمنح البلاد أيضًا سوقًا ضخمة وقوة عمل شابة حيث يبلغ عدد السكان في مصر أكثر من 105 ملايين نسمة وفقًا لآخر الإحصاءات وأكثر من 60% من السكان تحت سن 35 عامًا، مما يجعل القوة البشرية عنصرًا حيويًا للنمو.
الجيش المصري.. درع الوطن وسيفه
تملك مصر أقوي الجيوش العربية والإفريقية فيعد الجيش المصري من أقوى الجيوش في المنطقة، بل ويحتل مراكز متقدمة عالميًا من حيث العدد والعتاد والتنظيم، ويحتل الجيش المصري المرتبة رقم 14 عالميًا وفق تصنيف “غلوبال فاير باور” لعام 2024 كما يضم أكثر من 450 ألف جندي نشط، وأكثر من 800 ألف في قوات الاحتياط ويمتلك أسطولًا جويًا متطورًا، ويشغل طائرات مقاتلة مثل “رافال” و”F-16″.

ولدي الجيش المصري أسطول بحري قوي يشمل حاملات مروحيات من طراز “ميسترال”، وغواصات ألمانية حديثة كما تنفذ القوات المسلحة المصرية تدريبات ومناورات مشتركة مع جيوش كبرى مثل أمريكا وفرنسا وروسيا.
السياحة المصرية تحقّق إيرادات قياسية تتجاوز 14 مليار دولار خلال 2024
سجّلت السياحة المصرية أداءً قويًا خلال عام 2024، حيث تجاوزت الإيرادات 14 مليار دولار خلال أول 11 شهرًا، محققة نموًا بنسبة 7.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في أعلى حصيلة تتحقق خلال تلك المدة.
ويعكس هذا النمو تحسنًا ملحوظًا في حركة السياحة الوافدة، حيث بلغ عدد السائحين نحو 14.3 مليون زائر بنسبة زيادة بلغت 3.97%، كما ارتفع عدد الليالي السياحية إلى 151.3 مليون ليلة، بنمو مماثل في حدود 7.8%.
ويتوقع خبراء السياحة استمرار هذا الاتجاه التصاعدي في الإيرادات خلال عام 2025، بشرط استقرار الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، التي لا تزال تُشكّل عامل ضغط على القطاع في بعض الفترات.
القوة الناعمة لمصر
تمتد قوة مصر إلى الثقافة والفن والدين كذلك، فالأزهر الشريف، ودار الأوبرا، والسينما المصرية، كلها أدوات قوة ناعمة تعزز من مكانة مصر إقليميًا وعالميًا وتتميز مصر بقوتها الناعمة خاصة علي مستوي الأزهر الشريف الذي يأتي إليه المسلمون من كل دول العالم للدراسة فيه وزيارة المعالم الإسلامية في مصر.