ليه مش لازم نقلق من ارتفاع سعر الدولار.. شوف التقرير وهتعرف الأسباب

ليه مش لازم نقلق من ارتفاع سعر الدولار.. شوف التقرير وهتعرف الأسباب

هو ليه الدولار بيطلع كده ومحدش عارف يوقفه؟ .. وليه كل ما نسمع خبر عن سعر الصرف بنقعد نقلق ونحس إن الدنيا هتخرب؟ .. وإيه اللي بيحصل بالظبط لما الجنيه ينزل قدام الدولار ؟ .. طب هو احنا المفروض نقلق ولا نطمن؟

في البداية كده لازم تفهم  إن الدولار لما بيطلع والجنيه ينزل زي ما حصل الأيام اللي فاتت .. ده مش معناه إن الاقتصاد بيتهد .. بالعكس .. ده معناه إن السوق بتتحرك بشكل طبيعي .. تخيل معايا إن سعر الصرف زي الترمومتر .. لما الحرارة بتزيد في الاقتصاد العالمي .. لازم الترمومتر يتحرك عشان يقيس الوضع .. وده اللي بيحصل دلوقتي .. الجنيه نزل حوالي 2% يوم الأحد والإتنين اللي فاتوا .. ووصل 51.7 جنيه في بعض البنوك .. وبعدين رجع يتحسن النهاردة واستقر عند 51.33 جنيه.

طب ليه حصل كده؟
السبب ببساطة إن في مستثمرين أجانب خرجوا من أذون وسندات الخزانة المصرية .. يعني الأموال الساخنة دي .. اللي بتدخل وتطلع بسرعة .. قررت تتحرك برا مصر .. عشان العالم كله في حالة قلق .. وبعد ما دونالد ترامب مسك في فكرة الرسوم الجمركية على أكتر من 180 دولة .. المستثمرين خافوا .. وبدأوا يسحبوا فلوسهم من الأسواق الناشئة زي مصر .. وده خلّا ضغط على الجنيه.

حد ممكن يسأل ويقول .. ليه البنك المركزي ماتدخلش عشان يوقف النزول ده؟
هنا بقى لازم نفهم حاجة مهمة قالها رامي أبو النجا في مؤتمر بدبي .. لما كان بيتكلم قدام مديري الصناديق والمحافظ الاستثمارية العالمية .. قال كلام واضح جدًا .. إن نظام سعر الصرف المرن هيفضل مستمر .. وإن البنك المركزي مش هيحرق الاحتياطي النقدي عشان يدافع عن الجنيه.

يعني إيه الكلام ده؟

يعني سعر الصرف المرن ده زي وسادة بتمتص الصدمات .. بدل ما الاقتصاد يتراكم فيه مشاكل كبيرة زي ما كان بيحصل زمان .. وفي الآخر ينهار مرة واحدة .. أبو النجا قال لو الجنيه ما اتحركش خالص رغم اللي بيحصل في العالم .. ساعتها كنا لازم نقلق بجد.

يعني اللي حصل الأسبوع ده .. إن الجنيه نزل قدام الدولار .. ده حاجة صحية .. وطبيعية .. ودليل إن السوق عندنا بقت مرنة .. تخيل لو البنك المركزي قعد يتدخل ويصرف من الاحتياطي عشان يثبت السعر .. كان زمان الاحتياطي خلّص .. وكنا رجعنا لنفس المشاكل اللي كانت موجودة قبل ما نحرر سعر الصرف في مارس 2024 .. ساعتها الدولار قفز من 30.94 جنيه لـ 51.33 جنيه النهاردة .. يعني زاد 66% .. لكن في المقابل .. البنك المركزي قدر يسد فجوة النقد الأجنبي .. ويقضي على السوق السوداء .. ويرجع قرض صندوق النقد الدولي يشتغل.

أبو النجا كمان قال حاجة حلوة .. قال إن سعر الصرف المرن ده بقى أداة امتصاص صدمات مدمجة .. يعني زي فلتر بيحمي الاقتصاد المصري من التقلبات اللي بتحصل في التجارة العالمية .. أو في تدفقات رأس المال .. ولو حالة عدم اليقين في العالم استمرت .. أفضل حاجة نقدر نعملها هي إننا نكمل في الإصلاحات الاقتصادية .. ونفضل متمسكين بالسياسة النقدية المرنة.

ونيجي بقى للأرقام اللي تثبت الكلام ده .. من سنة تقريبًا .. الاحتياطي النقدي زاد من 35 مليار دولار لـ 47 مليار دولار .. وصافي الأصول الأجنبية في البنوك بقى فيه فائض 10 مليار دولار بعد ما كان عجز 29 مليار دولار .. والدين الخارجي نزل من 168 مليار دولار لـ 155 مليار دولار .. يعني الاقتصاد بيتصلح .. والجنيه لما بينزل شوية زي دلوقتي .. ده مش علامة ضعف .. ده علامة قوة .. عشان السوق عندنا بقت تتنفس وتتحرك مع العالم”.

في الآخر .. لما تسمع إن الدولار طلع تاني .. متقلقش .. ده مش معناه إننا بنخسر .. ده معناه إن الاقتصاد بيشتغل صح .. زي ما رامي أبو النجا قال .. القلق الحقيقي هو لما السوق تبقى واقفة ومش منطقية .. لكن طالما الجنيه بيتحرك مع الضغوط العالمية .. يبقى احنا في السليم .. وكده نقدر نقول إن اللي بيحصل ده مش بس طبيعي .. ده كمان مفيد .. عشان يحافظ على استقرارنا على المدى الطويل.