سوق الأسهم العالمية تشهد تراجعات حادة بسبب الرسوم الجمركية الضخمة

شهدت أسواق الأسهم العالمية اليوم الأربعاء تراجعاً كبيراً، مع دخول الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ، ما أثر بشكل سلبي على العديد من البورصات حول العالم.
تعد هذه الرسوم، التي تعد الأكبر في أميركا منذ قرن، شاملة وتشمل ضرائب استيراد تصل إلى 50% على منتجات من عشرات الدول. وقد خلّف هذا التصعيد في الحروب التجارية بين الدول آثاراً سلبية على أسواق الأسهم، حيث سيطرت حالة من الخوف على المستثمرين الذين يخشون أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى ركود اقتصادي عالمي، ما ينعكس سلباً على الشركات والمستهلكين.
في آسيا، انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 4%، بينما تراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.5%. كما شهد مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية هبوطاً بنسبة 20% عن أعلى مستوى له، ما يعكس تأثير الرسوم الجمركية على أسواق الأسهم في المنطقة. وفي المقابل، سجل سوق الأسهم في شنغهاي مكاسب طفيفة وسط موجة الخسائر.
أما في الولايات المتحدة، فقد تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل حاد، حيث انخفضت عقود داو جونز بمقدار 750 نقطة (2%)، كما انخفضت عقود ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.2% وعقود ناسداك بنسبة 2.5%. وتشير التوقعات إلى أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد يفتتح تعاملاته في السوق بانخفاض مذهل بنسبة 20% عن أعلى مستوى له قبل سبعة أسابيع فقط.
من جهة أخرى، انخفضت أسعار النفط الأمريكي بشكل حاد إلى ما دون 57 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير 2021، وسط مخاوف من تأثير الركود العالمي على الطلب على النفط. وفي المقابل، استثمر العديد من المستثمرين في الملاذات الآمنة التقليدية، مثل الذهب، الذي ارتفع سعره بنسبة أكثر من 1% ليقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق.
تزامنًا مع ذلك، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعًا مفاجئًا، حيث عادت عوائد سندات العشر سنوات لتتجاوز 4.3%، بعدما كانت قد انخفضت إلى أقل من 4% في وقت سابق من الأسبوع. هذا التحول يعكس تقلبات حادة في السوق المالية وسط الأزمات العالمية المستمرة.