خطوة جريئة قد تحل أزمة الدولار بسرعة.. ماذا ستفعل مصر مع بلغاريا؟

خطوة جريئة قد تحل أزمة الدولار بسرعة.. ماذا ستفعل مصر مع بلغاريا؟

هو إيه اللي ممكن يخلي مصر تقلل اعتمادها على الدولار في التجارة الخارجية؟ وإزاي ممكن دولة زي مصر تستفيد من علاقاتها مع بلغاريا عشان تدعم اقتصادها؟ في التقرير ده هنشرحلك فكرة جديدة وذكية بتدور حوالين “المقايضة” بين مصر وبلغاريا.. يعني إيه المقايضة؟ وإزاي هتساعد في تقليل الضغط على الاحتياطي النقدي؟ وإيه حجم التجارة بين البلدين؟ وهل ممكن نفكر نطبق الفكرة دي مع دول تانية؟

في الأول كده..  يعني إيه “مقايضة”؟

المقايضة ببساطة هي إنك تبادل سلع بسلع من غير ما تحتاج تستخدم فلوس أجنبية زي الدولار. يعني مثلاً مصر تبعت لبلغاريا حاصلات زراعية زي البرتقال أو الخضار.. وبلغاريا تبعت لمصر قمح أو منتجات غذائية.. كده مفيش دولارات خرجت من جيبنا.. ولا احتجنا نحول فلوس أو نستلف عملة صعبة.

الفكرة دي مش جديدة يعني.. لكنها ذكية جداً في الوقت الحالي.. خصوصاً مع الاضطرابات الجيوسياسية والمالية اللي بتحصل في العالم.. يعني لما الأسواق الدولية بتترنح بسبب أزمات زي الحروب أو تقلبات العملات المقايضة بتكون زي الإسعافات الأولية للاقتصاد.

الدكتور شريف فاروق وزير التموين  قال إن مصر عرضت على بلغاريا فكرة المقايضة دي خلال منتدى الأعمال المصري البلغاري اللي اتعقد في مايو 2025.. وقال إن الهدف منها هو تقليل الضغط على العملات الأجنبية، زي الدولار، اللي بنحتاجه في التجارة الدولية.. يعني بدل ما نصرف دولارات عشان نشتري قمح من بلغاريا ممكن نديهم منتجات مصرية زي الصناعات الغذائية أو الحاصلات الزراعية اللي عليها طلب كبير في أوروبا.. وده بيخلّي التجارة بين البلدين أكتر مرونة وأقل تكلفة.

الوزير  قال كمان إن تفعيل المقايضة مع بلغاريا ممكن يكون نموذج للتكامل الاقتصادي.. يعني البلدين يستفيدوا من بعض بطريقة متوازنة. مثلاً، مصر بتستورد قمح من بلغاريا عشان تدعم الأمن الغذائي، وبنفس الوقت بتصدر منتجات زراعية وصناعات غذائية مطلوبة في السوق الأوروبي. وده بيفتح الباب لتعاون أوسع في مجالات زي التخزين والنقل اللوجستي والصناعات الغذائية. يعني مش بس تبادل بضاعة، لكن كمان بناء شراكات طويلة الأمد.

و إزاي المقايضة هتساعد في تخفيف الضغط على الاحتياطي النقدي في البنك المركزي؟

بص يا سيدي..  الاحتياطي النقدي هو زي الخزنة بتاعت مصر من العملات الأجنبية، وأهم عملة فيها هي الدولار.. لما بنستورد سلع زي القمح أو الزيوت أو المواد الخام، بنحتاج ندفع بالدولار، وده بيقلل من الاحتياطي. لكن مع المقايضة، بنقلل الاعتماد على الدولار، لأننا بنتبادل السلع مباشرة.

يعني لو مصر باعت لبلغاريا برتقال بقيمة 100 مليون دولار وبلغاريا باعت لمصر قمح بنفس القيمة.. كده مفيش دولارات اتحركت من الاحتياطي، وده بيحافظ على استقرار الاحتياطي بتاعتنا.. وبكده البنك المركزي هيبقى عنده مرونة أكبر في إدارة الموارد، خصوصاً في ظل الأزمات العالمية اللي بتأثر على سعر الصرف.

خلينا بقى نتكلم عن حجم التجارة بين مصر وبلغاريا عشان نفهم الصورة كاملة.. في 2024 حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل لـ1.81 مليار دولار، بزيادة حوالي 41% عن 2023. من الرقم ده، مصر صدرت لبلغاريا بضاعة بقيمة 378 مليون دولار. وبلغاريا بقت رابع أكبر مصدر للقمح لمصر، حيث زودت صادراتها من القمح بنسبة 60% من 285 ألف طن في 2023 لـ452 ألف طن في 2024، بقيمة أكتر من 110 مليون دولار. يعني العلاقة التجارية بين البلدين قوية وفيها مجال كبير للنمو، خصوصاً إن مصر وبلغاريا عندهم منتجات مكملة لبعض. مصر عندها صناعات غذائية وحاصلات زراعية مطلوبة في أوروبا، وبلغاريا عندها محاصيل استراتيجية زي القمح اللي بيدعم الأمن الغذائي المصري.

و هل ممكن مصر تطبق المقايضة دي مع دول تانية؟

مصر فعلاً بتفكر في الخطوة دي من فترة.. في 2023،بدأت مصر تدرس تطبيق المقايضة مع دول زي روسيا وتركيا والهند وكينيا والسعودية في قطاعات زي الزراعة والصناعة والطاقة.. الفكرة هنا إن المقايضة مش بس بتحل مشكلة النقد الأجنبي لكنها كمان بتدي مرونة في سلاسل الإمداد.. يعني لو في أزمة عالمية زي إغلاق ميناء أو نقص سلعة معينة.. المقايضة بتخلّيك تقدر تتحرك بسرعة وتستبدل السلع اللي عندك بسلع تانية تحتاجها من غير ما تحتاج تدفع فلوس على طول.

فكرة المقايضة دي.. خطوة ذكية في وقت الأزمات بتساعد مصر تحافظ على احتياطيها النقدي، وبتدعم الأمن الغذائي، وبتقوي العلاقات التجارية مع شركاء زي بلغاريا., ولو نجحت التجربة دي، ممكن نشوفها تتكرر مع دول تانية وده هيخلّي مصر أقوى في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.