8.3 مليار دولار من الاستثمارات: ماذا حدث في اقتصاد قناة السويس خلال تسعة أشهر؟

8.3 مليار دولار من الاستثمارات: ماذا حدث في اقتصاد قناة السويس خلال تسعة أشهر؟

قناة السويس دلوقتي في حصاد جديد، المرة دي مش هنتكلم عن عبور السفن ولا عن أزمة شحن في البحر الأحمر، لكن هنتكلم عن إنجاز اقتصادي حقيقي بيحصل في واحدة من أهم المناطق الاقتصادية في الشرق الأوسط، وهي “المنطقة الاقتصادية لقناة السويس”.

في ال 9 شهور اللي فاتوا، وتحديداً من أول يوليو 2024 لحد نهاية مارس 2025، المنطقة الاقتصادية لقناة السويس جذبت استثمارات جديدة بقيمة 8.3 مليار دولار، مش كده وبس، الكلام ده حصل من خلال 272 مشروع فعلي تم التعاقد عليهم، يعني مفيش وعود، دي مشاريع شغالة أو هتشتغل قريب.

واللي أهم من الفلوس هي الفرص، يعني المنطقة دي وفرت أكتر من 40 ألف فرصة عمل، وده رقم ضخم جدا، في 9 شهور بس، يعني تقريبا كل يوم في ناس جديدة بتبدأ شغل هناك.

طيب المشاريع دي فين؟

262 مشروع منهم في المناطق الصناعية، باستثمارات وصلت ل 6.8 مليار دولار، وده معناه إن الصناعة بدأت تتحول من مجرد حلم على الورق، لحقيقة على الأرض.

كمان عندك، 10 مشاريع تانية في الموانئ التابعة للمنطقة، بإجمالي استثمارات 1.5 مليار دولار، والجميل إن 130 مشروع من دول بدأوا يشتغلوا فعلاً، والباقي في الطريق، يعني مفيش مشروع اتعاقدوا عليه وركنوه، كله شغال وبيتحرك.

طيب.. كل ده دخل الهيئة إيرادات قد إيه؟

الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية أعلنت إن إجمالي الإيرادات اللي دخلت خزنتها لحد نهاية مارس 2025، وصلت ل 8.6 مليار جنيه، بزيادة 40% عن نفس الفترة السنة اللي فاتت.

وده مش بس أحسن من السنة اللي فاتت، ده كمان أعلى من التوقعات اللي كانوا عاملينها في الموازنة بـ10%، يعني الإنجاز مزدوج عبارة عن استثمارات+ إيرادات.

في حاجة مهمة جداً حصلت.، اسمها “تنويع مصادر الدخل”، يعني الهيئة مش بقت تعتمد على رسوم الموانئ بس.، لأ ده كمان دلوقتي فيه مصادر تانية بقت تمثل 17% من الإيرادات، وده رقم كبير مقارنة بمتوسط 8% بس على مدار الخمس سنين اللي فاتوا.

وده معناه إن المجهودات الترويجية والتسويقية للمكان بدأت تجيب نتيجة حقيقية، سواء في المناطق الصناعية، أو في الخدمات اللوجستية، أو البنية التحتية.

طب إيه اللي بيميز المنطقة دي؟

المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مش مجرد قطعة أرض بتتأجر لمصانع وخلاص، لأ دي هيئة مستقلة لها سلطة تنفيذية وتنظيمية، يعني تقدر تاخد قرارات بنفسها، من غير بيروقراطية حكومية تقيلة.

عشان كده تقدر توافق على التراخيص وتعرض حوافز جديدة وتسيطر على الميزانية وتشرف على التشغيل والتوظيف وتطوّر الشراكات، يعني شغالة بفكر القطاع الخاص، لكن لخدمة الاقتصاد القومي.

طب ايه أهمية ده ؟

بس يا سيدي، المرونة دي هي اللي خلت المستثمرين يجوا ويشتغلوا بسرعة، بدل ما يفضلوا مستنيين شهور في الورق والموافقات، وفي  الآخر الصورة بتوضح حاجة مهمة جداً إن قناة السويس مش بس ممر مائي عالمي، لأ دي كمان منطقة جذب صناعي ولوجستي حقيقية، وكل استثمار جديد بيتعمل هناك، بيقلل الضغط على الجنيه، وبيوفّر فرص عمل، وبيزود التصدير، وبيحسن الميزان التجاري.

وفب النهاية نقدر نقول إن لو كل المناطق الاقتصادية في مصر مشيت بنفس فكر قناة السويس، ممكن نشوف طفرة استثمارية حقيقية خلال السنين الجاية، والكلام هنا مش مجرد أرقام، دي فلوس شغالة ومصانع بتدور وشباب بتشتغل.