هل ستشهد أسعار السيارات انخفاضًا بعد تراجع الدولار مقابل الجنيه؟ إليك توقيت الانخفاض المتوقع.

هل ستشهد أسعار السيارات انخفاضًا بعد تراجع الدولار مقابل الجنيه؟ إليك توقيت الانخفاض المتوقع.

رغم التراجع المتواصل في سعر الدولار أمام الجنيه المصري خلال الأسابيع الأخيرة، وتسجيله انخفاضا يقارب 2.12 جنيه منذ ذروته عند 52 جنيها حتى استقراره عند مستوى 49.88 جنيها في أحدث تعاملات، إلا أن الأسواق لم تشهد أي تحرك فعلي في أسعار السيارات أو السلع المستوردة عموما. 

لماذا لا تنعكس تحركات الدولار على أسعار السيارات كما ترتفع معها؟ ولماذا يغيب أثر الانخفاض عن المستهلكين رغم ما يقال عن وفرة العملة وزيادة التدفقات الدولارية في البنوك؟، تساؤلات مطروحة بقوة، لاسيما بعد انخفاض سعر الدولار سنحاول الإجابة عليها في هذا التقرير.

هل تراجع الدولار يكفي لخفض أسعار السيارات في مصر؟

هل تنخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار أمام الجنيه؟

أكد الخبراء أن هبوط الدولار ليس مجرد رقم في نشرة أسعار الصرف، بل مؤشر اقتصادي يكشف عن حالة من الاستقرار النسبي في سوق النقد الأجنبي، ونجاح نسبي في إدارة الموارد الدولارية للدولة، ولكن السوق لا يتفاعل مع الأرقام بقدر ما يتفاعل مع التوقعات والثقة والإجراءات.

وأوضح الخلراء أن تراجع الدولار نظريا يجب أن يؤدي إلى انخفاض تكلفة الاستيراد، ومن ثم تراجع أسعار السلع التي تعتمد على الخارج بشكل مباشر، وعلى رأسها السيارات ومكوناتها، مؤكدين أن المعادلة لا تسير بهذه البساطة، لأن هناك حلقات متعددة تحكم حركة السوق، تبدأ من لحظة التعاقد الخارجي ولا تنتهي عند لحظة البيع للمستهلك.

تفاصيل معقدة ترتبط بعملية استيراد السيارات

السيارات تحديدا من أكثر السلع حساسية لأي تغير في سعر الدولار، نظرًا لأنها سلعة بالكامل مستوردة، ويعتمد تسعيرها على معادلات معقدة تشمل سعر الصرف، وكلفة الشحن، والضرائب، ورسوم الإفراج الجمركي، وأرباح الوكيل والموزع.

ومن هنا، فإن التراجع الحالي في الدولار لن يؤثر فورا على أسعار السيارات المعروضة في السوق، لأن ما يعرض حاليا هو نتاج تعاقدات تمت قبل أسابيع أو شهور، عندما كان سعر الدولار في مستويات مرتفعة، وربما منها ما تم استيراده وسعر الدولار يسجل ذروته. 

كيف تؤثر الدورة الاستيرادية على سعر السيارات؟

ما يعرف بـ”الدورة الاستيرادية” هو العامل الخفي الذي يغيب عن كثير من القراءات السريعة للسوق، هذه الدورة، التي تمتد من التعاقد وحتى وصول السلع للأسواق، تستغرق في المتوسط نحو 90 يوما.

وبالتالي فإن السلع التي تملأ المعارض الآن تم التعاقد عليها حين كان الدولار فوق مستوى الـ51 جنيها، وهو ما يجعل من المستحيل المطالبة بخفض أسعارها استنادا إلى سعر صرف لم يكن موجودا وقت الاتفاق.

متى تنخفض أسعار السيارات في مصر؟ 

هل تنخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار أمام الجنيه؟

إذا استمر الدولار في مسار التراجع، فإن السوق سيبدأ في التفاعل معه فعليا بدءًا من منتصف أو نهاية الدورة الاستيرادية المقبلة، أي خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر من الآن.

حينها سيكون الوكلاء والمستوردون قد عقدوا صفقاتهم بسعر صرف أقل، ما يقلص التكلفة النهائية ويمنحهم مرونة في التسعير، وهنا تظهر أهمية عنصر المنافسة، الذي قد يلعب دورا أكبر من الدولة نفسها في الضغط لخفض الأسعار، إذ سيجد التاجر نفسه أمام خيارين: إما البيع بسعر مناسب أو مواجهة تراكم المخزون وتراجع المبيعات.

أسعار السيارات الآن: مرحلة انتقالية لخفض الأسعار

ما يحدث الآن هو مرحلة انتقالية، لا يمكن خلالها قياس النتائج بشكل مباشر، الدولار تراجع، لكن الأسعار لن تستجيب إلا في موجة قادمة من السلع التي تدخل السوق بناء على تكاليف جديدة.

حتى يحدث ذلك، سيبقى المستهلك مترقبا، والحكومة مطالبة بخلق بيئة أكثر شفافية ومنافسة، تضمن أن تتحول مؤشرات الاقتصاد الكلي إلى تحسن ملموس في حياة المواطنين.