غياب الطموح رغم الإرث الطويل.. زبائن بنك البركة مصر يتذمرون من بطء الخدمات

تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الأخيرة إلى نافذة مفتوحة لشكاوى عدد متزايد من عملاء بنك البركة مصر، الذين أعربوا عن استيائهم من بطء الخدمات البنكية، وضعف الأداء الرقمي، وتراجع مستوى الدعم الفني في الفروع ومراكز الاتصال.
ورغم أن البنك يتمتع بتاريخ طويل في السوق المصرفي المصري، إلا أن عدداً من العملاء وصفوه بأنه “بنك بلا طموح”، في إشارة إلى ما اعتبروه بطئًا شديدًا في التوسع ومواكبة التطورات التكنولوجية التي تشهدها البنوك المنافسة
وعلى موقع “فيسبوك”، كتب أحد العملاء: “البنك بطيء جدًا في كل حاجة، من أول فتح الحساب لغاية تنفيذ أبسط معاملة. مش معقول في 2025 ولسه بستنى بالساعات في الفرع!”، بينما أشار آخر إلى أعطال متكررة في تطبيق البنك الإلكتروني قائلاً: “كل ما أفتح الأبلكيشن ألاقيه مش شغال.. فين الرقمنة؟!”
خدمة العملاء تحت المجهر
شكاوى متكررة طالت خدمة العملاء، التي اعتبرها البعض “الأسوأ” ضمن تجاربهم البنكية، إذ أفاد مستخدمون بتأخر الرد على الاتصالات الهاتفية، وسوء التعامل داخل الفروع، وأحدهم كتب: “5 مكالمات للخط الساخن عشان استفسار بسيط، وفي الآخر الموظف مش متاح .. ولما رحت الفرع، المعاملة كانت غير مهنية تمامًا.”
عدد الفروع.. مرآة للركود؟
بحسب البيانات الرسمية، يمتلك بنك البركة مصر نحو 40 فرعًا على مستوى الجمهورية، ويستهدف الوصول إلى 46 فرعًا فقط بنهاية العام الحالي، وهو ما رآه عدد من المتابعين والمؤثرين في المجال الاقتصادي مؤشرًا على “افتقاد الطموح”، لا سيما في ظل الزخم الاقتصادي الحالي واتساع السوق المصرفي في مصر.
وكتب أحد رواد منصة “إكس”: “البنوك المنافسة بتفتح فروع كل شهر، وعندها منتجات رقمية بتسهل كل حاجة وليه بنك البركة لسه متأخر؟ وليه ما بيستغلش الفرص الموجودة في السوق؟”
إنجازات لا تُقنع العملاء؟
رغم إعلان البنك عن تحقيق أرباح سنوية متزايدة، يرى بعض العملاء أن الأرقام تبقى “متواضعة” مقارنةً بالبنوك الخاصة والحكومية الأخرى، ويرجعون ذلك إلى ضعف قاعدة العملاء، وغياب استراتيجية توسع واضحة، وانخفاض جودة الخدمات.
لغز إداري؟
يطرح كثير من العملاء والمراقبين تساؤلات بشأن استراتيجية إدارة بنك البركة مصر، التي – وفق تعبيراتهم – تبدو حذرة إلى حد الجمود، وغير متفاعلة مع تحولات السوق أو متطلبات العملاء الذين باتوا أكثر وعيًا وخبرة.
وفي سوق مصرفي يتحرك بسرعة، ويشهد تنافسًا محتدمًا بين البنوك على التحول الرقمي وزيادة الحصة السوقية، يجد بنك البركة مصر نفسه في مرمى الانتقادات، لا بسبب أزمة مالية أو تعثر استثماري، بل بسبب “غياب الطموح” كما يصفه عملاؤه.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تعيد الإدارة النظر في أولوياتها؟ وهل تلتقط رسائل عملائها بجدية قبل أن يخسر البنك مكانته في مشهد مصرفي لا يرحم من يتأخر؟