الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يلتزم بإجراء إصلاحات اقتصادية شاملة وبدء محادثات مع الشمال

الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يلتزم بإجراء إصلاحات اقتصادية شاملة وبدء محادثات مع الشمال

تسلّم الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي-ميونخ رسميًا مهام منصبه، متعهّدًا في خطاب تنصيبه أمام الجمعية الوطنية بإنعاش الاقتصاد المتضرر وتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية، عبر فتح قنوات اتصال جديدة مع كوريا الشمالية.

وقال لي في خطابه صباح الأربعاء: “سنبدأ بتحسين سبل عيش المواطنين وإنعاش الاقتصاد… وسنعيد تنشيط الدورة الاقتصادية الإيجابية عبر استخدام الموازنة الوطنية كعامل محفّز.”

أجندة اقتصادية توسعية

الرئيس الجديد، الذي فاز بالانتخابات بنسبة 49.4% متقدماً على منافسه المحافظ كيم مون-سو، وعد بحزمة تحفيز اقتصادي تبلغ 35 تريليون وون (25.4 مليار دولار) لدعم الأسر والشركات، ما يعكس توجهاً نحو سياسة مالية توسعية تفوق ما وعد به خلال حملته الانتخابية.

وقد انعكس هذا التحول في السياسة المالية على الأسواق؛ حيث سجلت أسواق السندات تراجعًا ملحوظًا تجاوز 100 نقطة أساس في العقود المستقبلية للسندات الحكومية لأجل 10 سنوات. بالمقابل، صعد مؤشر “كوسبي” بنسبة 2.5% مدفوعاً بتفاؤل المستثمرين تجاه الاستقرار السياسي والإصلاحات المتوقعة في الحوكمة المؤسسية.

سياسة خارجية واقعية ونهج تصالحي مع الشمال

وفي الشأن الخارجي، أكد لي تمسك بلاده بتحالفها مع الولايات المتحدة واستمرار التعاون الثلاثي مع واشنطن وطوكيو، مع اعتماد نهج “واقعي” في السياسة الدبلوماسية.

لكنه أشار إلى تحوّل في السياسة تجاه كوريا الشمالية، معلناً عزمه فتح حوار مع بيونغ يانغ، قائلاً: “مهما بلغ ثمن السلام، فإنه أفضل من الحرب… الأمن الأكثر موثوقية ينبع من سلام لا يتطلب خوض الحروب.”

وأكد لي أن أي مفاوضات ستُجرى من موقع قوة، مشيراً إلى أن ميزانية الدفاع الكورية الجنوبية تفوق ضعف الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الشمالية.

زيارة روسية إلى بيونغ يانغ وسط توترات إقليمية

في تطوّر أمني متصل، أفادت وكالة “تاس” الروسية بأن سيرغي شويغو، كبير مستشاري الأمن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصل إلى بيونغ يانغ لإجراء محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وذلك في أعقاب اتفاق جديد لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.

وأشارت تقارير إلى أن المحادثات ستتطرق إلى الوضع في أوكرانيا، والعلاقات العسكرية الثنائية، بالإضافة إلى “تخليد” ذكرى الجنود الكوريين الشماليين الذين شاركوا في القتال إلى جانب القوات الروسية.

وتأتي هذه الزيارة وسط قلق متزايد من اكتساب الجيش الكوري الشمالي خبرات ميدانية مباشرة في النزاعات الحديثة، ما قد يؤثر على ميزان القوى في المنطقة.