ست اختلافات أساسية بين المصارف الإسلامية والمصرفية التقليدية

تشهد الخدمات المصرفية في العالم تطورا مستمرا لتلبية احتياجات العملاء المتنوعة، حيث تبرز الخدمات المصرفية الإسلامية كبديل مميز عن النظام المصرفي التقليدي، ويعتمد النظامان على مبادئ مختلفة جذريا، سواء من حيث الفلسفة الاقتصادية أو الآليات التنفيذية.
وفي السطور التالية، يقدم لكم “بانكير” الفرق بين الخدمات المصرفية الإسلامية والتقليدية، للتعرف على سمات وخصائص كل منهما، والخدمات التي يقدمها كل نظام للعملاء.
1. الأساس الفلسفي والقانوني
الخدمات المصرفية الإسلامية: تعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية، حيث تحظر الربا (الفائدة)، وتركز على تحقيق العدالة الاقتصادية والمشاركة في المخاطر بين الأطراف.
وتستند إلى مصادر تشريعية مثل القرآن الكريم والسنة النبوية، مع الالتزام بتوصيات هيئات مثل مجلس الخدمات المالية الإسلامية (IFSB) وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI).
الخدمات المصرفية التقليدية: تعتمد على النظام الرأسمالي الغربي، حيث يعتبر الربح من الفوائد أساس العمليات المصرفية، ولا ترتبط بقيود دينية أو أخلاقية محددة، وتهدف إلى تعظيم الأرباح للمساهمين.
2. آليات التمويل
البنوك الإسلامية: تستخدم عقودا شرعية مثل المضاربة (مشاركة في الأرباح والخسائر)، المرابحة (بيع بتكلفة زائدة محددة)، والإجارة (التأجير).
على سبيل المثال، في تمويل شراء منزل، يشتري البنك العقار ويبيعه للعميل بأقساط متفق عليها دون فوائد.
المصرفية التقليدية: تعتمد على القروض بفائدة ثابتة أو متغيرة، في نفس المثال، يقدم البنك قرضا للعميل مع فائدة تضاف إلى المبلغ الأصلي، بغض النظر عن نجاح المشروع أو فشله.
3. المخاطر والأرباح
المصرفية الإسلامية: تتشارك الأرباح والخسائر بين البنك والعميل، مما يعزز مبدأ العدالة، فعلى سبيل المثال، في المضاربة، إذا خسر المشروع، يتحمل البنك الخسارة إلى جانب العميل بنسب متفق عليها.
المصرفية التقليدية: المخاطر تقع على العميل فقط، حيث يلتزم بسداد القرض والفائدة بغض النظر عن نتائج استثماره، والبنك يضمن ربحه من الفائدة دون تحمل مخاطر المشروع.
4. الحجم والنمو
وفقًا لتقرير “الاستقرار المالي الإسلامي” الصادر عن مجلس الخدمات المالية الإسلامية لعام 2023، بلغت قيمة الأصول المصرفية الإسلامية العالمية حوالي 3.8 تريليون دولار أمريكي، بنمو سنوي يقارب 10-12% خلال العقد الماضي.
في المقابل، تشير بيانات البنك الدولي إلى أن الأصول المصرفية التقليدية العالمية تتجاوز 120 تريليون دولار، مع نمو أبطأ نسبيا في بعض الأسواق الناضجة.
5. الجوانب الأخلاقية

المصرفية الإسلامية: تمنع الاستثمار في القطاعات “غير الحلال” مثل الكحول، القمار، والتبغ، مما يجعلها جذابة للمستثمرين الذين يبحثون عن خيارات أخلاقية.
المصرفية التقليدية: لا تضع قيودا أخلاقية صارمة، ويمكنها تمويل أي قطاع طالما أنه قانوني وربحي.
6. التحديات
المصرفية الإسلامية: تواجه تحديات مثل نقص الوعي، ضعف التنظيم في بعض الدول، ومحدودية المنتجات مقارنة بالنظام التقليدي.
المصرفية التقليدية: تعاني من انتقادات تتعلق بتفاقم التفاوت الاقتصادي بسبب الفوائد المتراكمة، خاصة في الأزمات المالية.
وبعد عرض الفوارق بين الخدمات المصرفية الإسلامية والخدمات المصرفية التقليدية تتميز الخدمات المصرفية الإسلامية بتركيزها على العدالة والمشاركة، بينما تعتمد المصرفية التقليدية على الفائدة كمحرك رئيسي للربح. اختيار النظام يعتمد على احتياجات العميل وقيمه الشخصية. مع استمرار نمو الصناعة المصرفية الإسلامية، من المتوقع أن تتسع الفجوة بين النظامين من حيث الابتكار والتأثير الاقتصادي، مما يعزز أهمية فهم هذه الفروقات لاتخاذ قرارات مالية مدروسة.