تقارير: رسوم ترامب على السيارات قد تكلف الصناعة 100 مليار دولار إضافية

يرجح المحللون عواقب عالمية هائلة على صناعة السيارات؛ بسبب استمرار سريان الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المركبات المستوردة، على الرغم من التراجع هذا الأسبوع عن الرسوم المفروضة على بلدان أخرى.
انخفاض مبيعات قطاع صناعة السيارات
ويتوقع قطاع صناعة السيارات انخفاض مبيعات السيارات بالملايين، وارتفاع أسعار السيارات الجديدة والمستعملة، وزيادة التكاليف بأكثر من 100 مليار دولار للصناعة، وفقاً لتقارير بحثية من وول ستريت ومحللي السيارات.
وقال فيليكس ستيلمازيك، المدير العالمي لقطاع السيارات والتنقل في مجموعة بوسطن الاستشارية، لشبكة «سي إن بي سي»: «ما نشهده الآن هو تحول هيكلي، مدفوع بالسياسات، ومن المرجح أن يستمر طويلاً. قد يكون هذا العام الأكثر تأثيراً على صناعة السيارات في التاريخ – ليس فقط بسبب ضغوط التكلفة المباشرة، ولكن لأنه يفرض تغييراً جذرياً في كيفية ومكان بناء الصناعة».
وتتوقع مجموعة بوسطن الاستشارية أن تضيف الرسوم الجمركية ما بين 110 و160 مليار دولار على أساس المعدل السنوي للتكاليف على الصناعة، وهو ما قد يؤثر على 20% من إيرادات سوق السيارات الجديدة في الولايات المتحدة، مما يزيد تكاليف الإنتاج لكل من الشركات المصنعة الأمريكية وغير الأمريكية.
ويعتقد مركز أبحاث السيارات، وهو مركز أبحاث غير ربحي مقره ميشيجان، أن تكاليف شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة وحدها سترتفع بمقدار 107.7 مليار دولار. ويشمل ذلك 41.9 مليار دولار لشركات صناعة السيارات في ديترويت، مثل جنرال موتورز، وفورد موتور، وشركة ستيلانتيس، الشركة الأم لشركة كرايسلر.
انخفاض المبيعات بسبب الرسوم الجمركية
ويأخذ كلا التحليلين في الاعتبار الرسوم الجمركية البالغة 25% على المركبات المستوردة، والتي نفذها ترامب في 3 أبريل، فضلاً عن الرسوم القادمة بالمبلغ نفسه على أجزاء السيارات، والتي من المقرر أن تبدأ بحلول 3 مايو.
وربما يكون بإمكان شركات صناعة السيارات والموردين تحمل بعض الزيادات في التكاليف، ولكن من المتوقع أيضاً أن ينقلوها إلى المستهلكين الأمريكيين، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى انخفاض المبيعات، وفقا للمحللين.
وقال مارك ديلاني، المحلل في غولدمان ساكس، في مذكرة للمستثمرين يوم الخميس: «نعتقد أن التعريفات الجمركية المقترحة سترفع تكلفة استيراد وتصنيع المركبات في الولايات المتحدة بما لا يقل عن مستوى منخفض إلى متوسط من رقم واحد إلى ألف دولار في المتوسط، ونعتقد أنه سيكون من الصعب على صناعة السيارات تمرير هذا بالكامل، خاصة مع ضعف الطلب الاستهلاكي بشكل عام».
ويفترض جولدمان ساكس أن أسعار السيارات الجديدة في الولايات المتحدة سترتفع بنحو 2000 إلى 4000 دولار خلال الإطار الزمني القادم الذي يتراوح بين ستة إلى اثني عشر شهراً لتعكس تكاليف التعريفات الجمركية بشكل أفضل.
واستجابت شركات صناعة السيارات للرسوم الجمركية بطرق متنوعة، إذ أعلنت شركات محلية في الغالب، مثل فورد وستيلانتس، عن صفقات مؤقتة لأسعار موظفيها، بينما أوقفت شركات أخرى، مثل شركة صناعة السيارات البريطانية جاغوار لاند روفر، شحناتها إلى الولايات المتحدة.
كما أعلنت هيونداي موتور أنها لن ترفع أسعارها لمدة شهرين على الأقل لتهدئة مخاوف المستهلكين.
لطالما كانت القدرة على تحمل تكاليف السيارات الجديدة والمستعملة مشكلةً لسنوات عديدة. في المتوسط، أفادت شركة كوكس أوتوموتيف أن تكلفة السيارات الجديدة تبلغ حوالي 50,000 دولار أميركي. هذا الرقم لا يشمل تكلفة تمويل هذه السيارة، التي ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في محاولة لمكافحة التضخم.
تظل أسعار قروض السيارات قريبة من أعلى مستوياتها منذ عقود، حيث تتجاوز 9.64% للسيارات الجديدة ونحو 15% للسيارات أو الشاحنات المستعملة، وفقاً لكوكس.
وتختلف الزيادات المتوقعة في الأسعار باختلاف المركبة، لكن كوكس يُقدّر زيادة قدرها 6000 دولار أميركي في تكلفة المركبات المستوردة؛ بسبب الرسوم الجمركية البالغة 25% على المركبات غير المُجمّعة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى زيادة قدرها 3600 دولار امريكي في تكلفة المركبات المُجمّعة في الولايات المتحدة؛ بسبب الرسوم الجمركية المُرتقبة البالغة 25% على قطع غيار السيارات.
ويُضاف إلى هذه الزيادات زيادات تتراوح بين 300 و500 دولار امريكي نتيجة للرسوم الجمركية المُعلنة سابقاً على الفولاذ والألومنيوم.