الدولار فعلها.. ما الذي جرى في البنوك اليوم؟

الدولار فعلها.. ما الذي جرى في البنوك اليوم؟

ايه اللي حصل في البنوك النهاردة.. وليه الدولار هبط بالشكل دا.. وإيه المفاجأة اللي مكانتش على البال ولا على الخاطر..

النهاردة كان أول يوم تداول وعمل بالبنوك بعد أجازة العيد اللي استمرت جوالي 5 أيام وكان متوقع زي العادة إن أول يوم عمل للبنوك أسعار الدولار والعملات هترفع بشكل كبير ودا بسبب تراكم الطلب على العملة واحتياجات رجال الاعمال للدولار وأصحاب المصانع وكان الارتفاع دا بيكون مؤقت لغاية عوةدة البنوك لنقطة الاتزان من تاني.. لكن المرة دي حصلت مفاجأة والعكس تماما هو اللي حصل ودا بعد نزول الدولار في البنوك مع بدء التداول  ومش كده وبس لكن الدولار نزل بوتيرة كبيرة وفقد 10 قروش تقريبا من سعره مرة واحدة.

طيب دا معناه إيه؟
الحقيقة دا ليه دلالات كتير جدا أولها إن مصر تخطت عنق الأزمات وبعدت عن مناطق الخطر الاقتصادي والمالي ووصلت لبر الاستقرار وإن خلاص الدولار كان ماضي وعدا.. وكمان بيقول إن الاقتصاد المصري كل يوم بيتحسن وينطلق أكتر من الأول وإن كل يوم الجنيه بيسترد جزء من عافيته قدام العملات والدولار..

كمان هبوط الدولار المستمر بياكد إن التدفقات الدولارية مستمرة بقوة في السوق المصري سواء من الاستثمار المباشر وغير المباشر أو من الصفقات النوعية اللي بيتم الاعلان عنها من وقت للتاني أو عن طريق برامج التمويل الدولية.. والحقيقة اللي حصل في البنوك النهاردة بيقول إن الحكومة ومعاها البنك المركزي المصري وكل الأجهزة المعنية نجحت في إدارة الأزمة المالية من أول ظهورها في فبراير 2022 مع اندلاع الصراع الروسي الاوكراني واللي بدأت بهروب مليارات الأموال الساخنة وظهور السوق السودا والمضاربة في سعر العملة وأزمات تانية كتير.

قرار التعويم كان السبب الرئيسي في تراجع سعر الدولار بعد مارس 2024 وفي نزوله في الأيام الجاية لأنه كان أجرأ قرار خده المركزي لتحرير سعر الصرف للجنيه وتركه حرا في سوق العملات بدون وصاية.. والنهاردة سعر الجنيه في السوق هو سعره الحقيقي ودي كانت بداية تصحيح التشوه المالي اللي كان عندنا وفي نفس الوقت القرار فتح الطريق قدام تدفق الاستثمارات الخارجية والبداية كانت صفقة راس الحكمة أكبر صفقة في تاريخ مصر كلها باستثمارات اجمالية بتوصل 150 مليار دولار وبعدها بدأت مصر تعرف التدفقات الضخمة من كل ناحية.

قرار التعويم هو اللي عمل وخلق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس واللي جذبت ولسه بتجذب مليارات الدولارات والصين والهند وألمانيا وروسيا والامارات وأمريكا بيتسابقوا عشان يعملوا فيها مدن ومناطق صناعية ودا بسبب الحوافز والمزايا والموقع الجغرافي للمنطقة وبسبب حرية سعر الصرف وتسهيل اجراءات الاستثمار والرخصة الدهبية والبنية التحتية القوية وشبكات المواني والطرق واللوجتسيات.. يعني باختصار الأيام الجاية هي أيام الجنيه المصري بمعني الكلمة وبلغة الأرقام وتأكيد كل التوقعات لان الجنيه بقي واقف على أرض صلبة.