ارتفاع قيمة اليورو إلى أعلى مستوى له منذ 2021 بسبب تصاعد التوترات وزيادة الطلب على الأصول الآمنة.

ارتفاع قيمة اليورو إلى أعلى مستوى له منذ 2021 بسبب تصاعد التوترات وزيادة الطلب على الأصول الآمنة.

سجّل اليورو اليوم الخميس ارتفاعًا لافتًا أمام الدولار الأمريكي، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أواخر عام 2021، في ظل اتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية ومخاوف متزايدة بشأن مستقبل الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وصعد اليورو بنسبة 0.99% ليبلغ 1.1600 دولار، بعد أن لامس ذروته عند 1.1610 دولار. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بمزيج من القلق العالمي حول الأوضاع في الشرق الأوسط، إلى جانب عدم اليقين بشأن مستقبل الهدنة التجارية الأمريكية الصينية، وتلميحات بتغير محتمل في موقف البنك المركزي الأوروبي تجاه السياسات النقدية.

وأوضحت إيزابيل شنابل، عضو المجلس التنفيذي بالبنك المركزي الأوروبي، أن قوة اليورو الحالية تعكس “صدمة ثقة إيجابية” في أوروبا، معتبرة أن المستثمرين باتوا ينظرون إلى العملة الأوروبية كملاذ آمن.

في الوقت ذاته، صعد الفرنك السويسري بنسبة 1.01% ليصل إلى 0.8123 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوياته منذ 22 أبريل، كما ارتفع الين الياباني بنسبة 0.70% إلى 143.40.

ضغوط متزايدة على الدولار

تأتي هذه التحركات في ظل تراجع الدولار الأميركي، بعد تصريحات للرئيس دونالد ترامب حول إمكانية سحب قوات أميركية من الشرق الأوسط وتحذيراته من تحول المنطقة إلى “مكان خطير”، بالتوازي مع تأكيده على رفض بلاده امتلاك إيران سلاحًا نوويًا.

وألقى ترامب بظلال من الشك على مصير المحادثات التجارية مع الصين، مشيرًا إلى احتمال تمديد مهلة التفاوض لما بعد 8 يوليو، مع استمرار تهديده برفع الرسوم الجمركية، مما زاد من قلق المستثمرين بشأن الدولار، الذي هبط مؤشره بنسبة 0.74% إلى 97.84، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2022.

تراجع العوائد والترقب للتضخم

تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية عقب صدور بيانات أظهرت تباطؤًا في مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، ما قلل الضغط عن الفيدرالي الأميركي للاستمرار في رفع أسعار الفائدة. وتنتظر الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين، والتي يُتوقع أن تؤثر على التوقعات بشأن التضخم.

ويتوقع المستثمرون حاليًا خفضين في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية 2025، أولها على الأرجح في سبتمبر المقبل، مع إجمالي تخفيضات متوقعة بنحو 100 نقطة أساس حتى سبتمبر 2026.

اليوان الصيني يسجل مكاسب محدودة

من جانبه، سجّل اليوان الصيني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 7.1818 مقابل الدولار، في ظل استمرار الغموض بشأن العلاقات التجارية مع واشنطن. ورغم هذا الصعود، اعتبرت مؤسسة “باركليز” أن هناك عوامل متعددة قد تعيد اليوان لمسار التراجع على المدى المتوسط.