البنك التجاري الدولي يدعم الشركات المصرية في تنفيذ التجارة العابرة للحدود من خلال توسيع عملياته في إفريقيا

البنك التجاري الدولي يدعم الشركات المصرية في تنفيذ التجارة العابرة للحدود من خلال توسيع عملياته في إفريقيا

على مدار العقد الماضي، وفّرت جهود مصر نحو الاندماج الإقليمي في إفريقيا فرص نمو هائلة. وقد شكّل دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) حيز التنفيذ منذ عام 2021 أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، حيث تربط بين 1.3 مليار نسمة في 55 دولة، بإجمالي ناتج محلي إجمالي يبلغ 3.4 تريليون دولار. ووفقًا للبنك الدولي، قد تساهم الاتفاقية في انتشال 30 مليون شخص من الفقر المدقع بحلول عام 2035.

ويمثل إطلاق AfCFTA بداية مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي الأعمق داخل القارة، لكن تيسير التجارة بين إفريقيا والشرق الأوسط يتطلب أكثر من مجرد اتفاقيات؛ إذ إن إزالة العقبات اللوجستية وتحفيز الاستثمارات تُعد من العوامل الأساسية. وفي هذا السياق، يضطلع البنك التجاري الدولي (CIB) بدور رائد، لاسيما في شرق إفريقيا. ففي أبريل 2020، استحوذ CIB على 51% من بنك “مايفير” في كينيا، ليكون بذلك أول توسع له في إفريقيا جنوب الصحراء، ثم استكمل استحواذه على النسبة المتبقية البالغة 49% في يناير 2023، مما عزز حضوره الإقليمي.

بوابة إلى إفريقيا

تُعد كينيا مركزًا صناعيًا وتجاريًا في شرق إفريقيا، مدعومة بأسس اقتصادية كلية قوية، واستقرار سياسي، وبيئة أعمال مواتية. وتعزز الاتفاقيات الإقليمية التجارة بين كينيا ودول مجموعة شرق إفريقيا، فيما تلعب مؤسسات مثل CIB كينيا دورًا محوريًا في تسهيل التجارة الدولية.

ويقول إسلام ذكري، الرئيس المالي التنفيذي وعضو مجلس الإدارة التنفيذي في البنك التجاري الدولي: “يلعب البنك دور بوابة إلى السوق الإفريقية والمصرية في آن واحد. ونحن نُوظّف موقع كينيا كمركز تجاري، لتقديم تمويل تجاري وتسهيلات ائتمانية للشركات الصغيرة والمتوسطة المصرية، مستفيدين من قوة البنك الرائد في القطاع الخاص المصري”.

ويرتكز توجه CIB في كينيا على الخدمات المصرفية الرقمية والأنشطة التمويلية المتعلقة بالتجارة، خاصة على محور التجارة بين مصر وكينيا. ويضيف ذكري: “نستثمر في الحلول الرقمية لتبسيط المعاملات العابرة للحدود، كما أدخلنا نموذج التمويل بناءً على التدفقات النقدية إلى سوق كانت تعتمد تقليديًا على التمويل بضمان الأصول”.

منتجات مالية مصممة خصيصًا

تُعد حلول مثل التمويل القائم على التدفقات النقدية أداة فعّالة لتمكين الشركات من تقليل المخاطر وتمويل أنشطتها العابرة للحدود. ويساهم وجود CIB في كينيا في توفير الدعم المحلي للشركات المصرية فيما يخص التحديات التنظيمية والتجارية. ويقول ذكري: “CIB كينيا شريك مصرفي موثوق لعملائه، سواء في تلبية احتياجاتهم التمويلية التقليدية أو التمويل التجاري، أو في ربطهم بعملاء محتملين”.

كما يتعاون البنك مع شركات محلية لدعم التجارة بين مصر وكينيا؛ فعلى سبيل المثال، رعى منتدى الأعمال المصري الكيني في مارس 2024، الذي جمع أكثر من 40 شركة مصرية مع نظرائها في كينيا من قطاعات متنوعة تشمل السياحة ومواد البناء والرعاية الصحية.

بناء شراكات

يمضي CIB أيضًا في تعزيز التجارة الدولية بالتعاون مع مؤسسات مصرية. ففي أغسطس 2024، عقد شراكة مع المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة بهدف زيادة الصادرات المصرية، وذلك “تماشيًا مع رؤية مصر الاستراتيجية للوصول بحجم الصادرات إلى 100 مليار دولار”، بحسب ذكري. ويُعد المجلس أحد أكبر المجالس التصديرية في مصر، ويضم نحو 2000 عضو، وساهم بـ8 مليارات دولار من الصادرات غير البترولية في عام 2023، كما يقدم خدمات تعزز القدرة التنافسية للمصنعين والمُصدّرين المصريين.

وتتضمن الشراكة تنظيم ورش عمل لبحث فرص التعاون، مع تقديم CIB لحلول تمويلية مثل التسهيلات الائتمانية، وخطابات الضمان، وتمويل النفقات الرأسمالية.

وقد ساهم توسع CIB في إفريقيا في ترسيخ حصته في حركة التجارة بين مصر والقارة. ويؤكد ذكري أن البنك يوظّف تميزه في مجال تحليل بيانات العملاء لتعزيز الروابط الاقتصادية الإقليمية. ومع تطور السوق، يخطط البنك لاستكشاف أسواق واستراتيجيات دخول جديدة ضمن مسار توسعه المستقبلي في إفريقيا.