الذهب يسجل أعلى مستوياته في أسبوعين مع تصاعد المخاوف التجارية والبحث عن الملاذات الآمنة

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين، مدعومة بزيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن، وسط تصاعد القلق بشأن السياسات التجارية الأميركية، وترقب الأسواق لقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.
في تداولات اليوم الثلاثاء، ارتفع الذهب في السوق الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 3380.92 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ 22 أبريل. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 2% إلى 3389.90 دولارًا، مما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة بالمعدن الأصفر كأداة تحوّط ضد التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.
الارتفاع جاء بعد إعلان واشنطن عن نية فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات محددة، خاصة من قطاع الأفلام الأجنبية، دون تقديم تفاصيل واضحة بشأن آلية التنفيذ. كما أُعلن عن خطط مستقبلية لفرض رسوم على الأدوية خلال الأسابيع المقبلة، ما زاد من حالة الترقب والحذر في الأسواق العالمية.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المقرر عقده يوم الأربعاء، حيث يتوقع أن يتم الإبقاء على أسعار الفائدة ضمن النطاق الحالي بين 4.25% و4.50%. وتنتظر الأسواق أية إشارات من رئيس البنك حول توجهات السياسة النقدية في ظل المستجدات التجارية، خاصة وأن هذا الاجتماع قد يكون الأخير الذي لا يشهد تغييرات مفاجئة في السياسة، بالنظر إلى التوترات الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية.
في هذا السياق، يكتسب الذهب زخمه من التوقعات بإمكانية التوجه نحو سياسات تيسيرية مستقبلية، ما يعزز جاذبيته في بيئة فائدة منخفضة، خاصة أنه أصل لا يدر عائدًا مباشرًا، ويُستخدم عادة كأداة للتحوّط ضد الأزمات.
كما شهدت المعادن النفيسة الأخرى صعودًا في أسعارها، إذ ارتفعت الفضة بنسبة 1.5% إلى 32.99 دولارًا للأونصة، وصعد البلاتين بنسبة 1.3% إلى 971.24 دولارًا، فيما زاد سعر البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 945.75 دولارًا.
تعكس هذه التحركات في سوق المعادن النفيسة توجّه المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل تصاعد الغموض المحيط بالاقتصاد العالمي، مع ترجيح استمرار الطلب القوي على الذهب خلال الفترة المقبلة ما لم تتضح ملامح السياسة النقدية والتجارية بشكل أكثر استقرارًا.