ارتفاع التوترات يُحفز ارتفاع أسعار الذهب.. هل تتجه نحو 3500 دولار؟

تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من التوتر والترقب، في ظل تصاعد الأزمات الجيوسياسية والنزاعات التجارية، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن أدوات تحوط فعالة. في هذا السياق، يعاود الذهب تأكيد مكانته التاريخية كملاذ آمن، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على إمكانية صعود أسعاره إلى مستويات قياسية خلال الفترة المقبلة.
توجهات السوق وتوقعات الأسعار
توقعت مؤسسة “سيتي غروب” ارتفاع أسعار الذهب على المدى القصير إلى 3500 دولار للأونصة، بزيادة نسبتها 11% عن تقديراتها السابقة، مستندة إلى تفاقم التوترات التجارية العالمية، والمخاوف المتصاعدة بشأن الميزانية الأميركية، والاضطرابات الجيوسياسية في أكثر من منطقة.
عوامل داعمة لارتفاع الذهب
التصعيد التجاري: إعلان الولايات المتحدة نيتها فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، رغم تأجيل التنفيذ، أدى إلى زعزعة ثقة المستثمرين ودفعهم إلى الذهب كخيار دفاعي.التوترات الجيوسياسية: الأزمات المستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية تخلق بيئة خصبة لزيادة الطلب على الأصول الآمنة.الطلب الفعلي القوي: ارتفاع واردات الصين من الذهب بنسبة 73% في أبريل يعكس رغبة الأسواق الرئيسية في زيادة مقتنياتها من المعدن الأصفر، سواء للاستثمار أو لصناعة المجوهرات.تحركات البنوك المركزية: العديد من البنوك في الأسواق الناشئة تعزز احتياطياتها من الذهب في إطار استراتيجيات تقليل الاعتماد على الدولار وتنويع الأصول.
سيناريوهات متوقعة للأسعار في المدى القريب
استقرار نسبي: في حال حافظ الاحتياطي الفيدرالي على الفائدة دون تغيير، واستمرت المخاوف التجارية دون تفجر جديد، قد تبقى أسعار الذهب مستقرة.تراجع محدود: تحسن مفاجئ في العلاقات التجارية أو ارتفاع الفائدة أو توقف البنوك المركزية عن شراء الذهب قد يؤدي إلى تراجع مؤقت في الأسعار.ارتفاع جديد: في حال تباطؤ النمو الاقتصادي أو عودة الفيدرالي لسياسة التيسير أو تصاعد حدة النزاعات التجارية والجيوسياسية، قد نشهد ارتفاعات قياسية جديدة للذهب.
مع تزايد الطلب العالمي وتراجع ثقة الأسواق بالأصول التقليدية، يتعزز موقع الذهب كأداة استثمارية آمنة في أوقات الغموض. وبينما تستمر التوترات التجارية والجيوسياسية، يُرجّح أن يبقى الذهب خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين، وسط توقعات بأن تشهد أسعاره مزيدًا من الارتفاع خلال الأشهر المقبلة.
ينبغي مراقبة المستجدات الجيوسياسية وتحركات السياسة النقدية الأميركية عن كثب، لأن أي تغيّر مفاجئ قد ينعكس مباشرة على حركة الذهب. وفي ظل الأوضاع الراهنة، يمثل الذهب وسيلة فعالة للتحوط وتنويع المحافظ الاستثمارية.