الشهيد البطل خالد محمد شوقي: رمز جوهر الشخصية المصرية

إنه الشهيد خالد محمد شوقي بطل مصري كبير متفرد يكتب اسمه في سجل البطولات المصرية.
هذا الرجل الذي هو في زهوة اكتمال الرجولة وفي اقتراب من الحصاد لعمر من الكفاح الطويل، مصري في الرابع والخمسين من عمره الذي انتهى بروحه الطاهرة في جنات الفردوس الأعلى إن شاء الله.إنه قائد شاحنة وقود، إنه حقا قائد شجاع، يبدو من سماحة وجهه الكريم ووسامته وأناقته الفريدة إنه رمز من رموز مصر الذين هم يحافظون على حيويتها دون ضجيج، إنه واحد من عشاقها المخلصين.وإذ تبقى الصفات الوراثية المصرية هي أثمن ما تملك مصر من ثروات كبــــــــرى.وإذ يظل أهل مصر على الدوام هم سرها، بوسطيتهم وفهمهم العميق للحياة وإعتقادهم الراسخ بأن العدالة تأتي مع الحياة الآخرة، وليست في الحياة الدنيا فقط، وهم مع ذلك يزرعون ويحصدون ويتزوجون ويشيدون البنيان، ويغرسون النخيل ولوهم موقنون بمقدم ميعاد الرحيل.إنه البطل الشهيد خالد محمد شوقي العلامة الكبرى المضيئة الدالة على عظمة وحيوية وإخلاص هذا الشعب العظيم وعلى متانة حالته الوجدانية، وعلى عمق الإخلاص لأفراد الجماعة المصرية.ويبقى أعظم ما مثله الشهيد البطل خالد محمد شوقي هو رسالته التي أرسلها لتبدد غيوم سحابات الدخان الأسود عن تزايد حالات الإحباط لدى المصريين، وعن خروج أعداد كبيرة منهم من حالة الإنتماء العميق للجماعة المصرية.إنه خالد محمد شوقي الذي كان يعمل ويكد ويأكل من عمل يده في وطنه حراً كريماً.لم ينظر خارج الوطن، ولم يفكر في الخروج لمكسب أكبر، ولم يحيا كمثل هؤلاء الذين ينشرون ثقافة الأنانية والإنتماء المزدوج من نجوم المجتمع الأثرياء مزدوجي الولاء، العائشون في منافسة شرسة من أجل المال والشهرة.إنه خالد محمد شوقي الذي هو من مركز بني عبيد محافظة الدقهلية، قلب الدلتا الأخضر رفيق الزرع والهواء والمحبة، وأبن التربية المصرية السليمة التي تقوم على التشاركية والإنتماء للجماعة المصرية والإيمان بالقضاء والقدر.إنه الحضور الباهر العبقري لتجلي الأنا العليا المصرية وضميرها المصري الخالص المشترك، لمصري من المصريين الأصلاء حيث إنتصر ضميره الحي وشعوره بالمسؤولية المهنية على ذاته الخاصة ومصالحها الطبيعية الإنسانية.إنه علامة من علامات الرجولة المصرية النادرة، وهي لا تطلق لحية دالة على البلطجة والإجرام، وهي لا تمارس الصعود الاجتماعي عبر إختراق الحدود والأخلاق وعبر النفاق، وهي رجولة تعمل في صمت.يبدو خالد محمد شوقي في هيئته الرائعة كنجم عالمي يصلح لأدوار البطولة.لم يمارسها ضد مصر في صنع الفنون المحرضة على الكراهية والتركيز على ثلاثية المال والجنس والقوة العنيفة، لم يعلن نفسه خالد محمد شوقي كرقم أول في عالم قيادة الشاحنات.لم يزدوج في جنسيته، ولم يخرج لبث اليأس والإحباط في قلوب المصريين وإقناعهم بأنهم هكذا كما يراهم هؤلاء الذين يغارون من تاريخ مصر أول حضارة عرفتها الإنسانية.إنه الأحد الثامن من يونيو الجاري 2025، حيث حقاً قد جاء كعيد مصري جديد للتضحية والفداء.فقد قفز خالد محمد شوقي وسط الهلع والصراخ والدخان الكثيف إلى مقعد القيادة ليخرج بالشاحنة التي تحولت إلى قنبلة تهدد بتفجير مدينة العاشر من رمضان بأكملها منقذاً الأرواح الغالية من أهل مصر.خرج بها بعيداً عن محطة الوقود إلى أحد الشوارع، وظل يبتعد بها عن موطن الخطر حتى إحترقت الشاحنة وأصابت قائدها البطل في تصرف بالغ الكفاءة وردة فعل سريعة لم تفكر إلا في الآخرين.لتؤكد لنا تلك الحادثة على أن كل سموم اليأس وخلق الفرقة بين طوائف الشعب المصري ومحاولات إعلان الآخر عدواً، قد ذهبت أدراح الرياح، وأن المليارات الطائلة والسعي المنتظم لضرب هذا الولاء المصري للجماعة المصرية قد فشل تماماً، وأن ثقافة الأنانية لا يمكن أن تنبت زرعها في تربة مصر.إنه إعلان لهزيمة شاشات الغلظة والكراهية وثقافة الإساءة لصـــــــورة مصــــر.إن خالـــد محمــــد شوقــــــي علامة حضارية جديدة كبرى على صورة مصـــــــر.أما ما هو واجب وطني ضروري وهام لرد الجميل لخالد محمد شوقي، فيبدأ بحصوله على لقب شهيد بما هو لائق به، وما هو مستحق للشهداء وأسرهم.أما أبن البطل وبناته الثلاث فهم في رعاية وعيون مصر الدولة والمجتمع المدني.يجب الاهتمام بهم على الصعيد العملي الفاعل والملموس، كما يتم أيضاً الآن من تكريم رمزي معنوي، وفي ذلك فقد إقترح المصريون الكثير.لروحه الطاهرة كل المحبة والتقدير والإحترام، نحسبه عند ربه في جنات الفردوس الأعلى مع الشهداء والأبرار وحســــــن ذلــــــك سبيـــــلاً.فلتسعد تلك الروح الطاهرة الكبيرة وهي تطل علينا في مصر وترانا حقاً ونحن نفخر بها كشحصية معبرة عن جوهر مصر وعظمة شخصيتها الحضارية.