ثلاثي الأضواء في مسرح النّووي!

ثلاثي الأضواء في مسرح النّووي!

لقد دعتني الأحداث السياسية الساخنة التي يمر بها العالم ومنطقتنا العربية إلى الابتعاد قليلا عن فهم الأحوال الإنسانية لما يفعله البشر بعضهم في بعضهم والكتابة هذه المرة عن الصراعات والحروب ومستقبلها على أن أعدكم في المقالة القادمة أن أعود لدربي ومنهاجي لأن إصلاح وهداية النفوس أولي من حصد الرؤوس والداخل أهم من الخارج والمصري دائما على حق ويستحق مني رعايته في كتابتي والاستماع له والمساهمة في التخفيف من الأعباء النفسية التي تحيط به عبر الأيام والأزمان حتى ينجح في حاضره ومستقبله وهو مطمئن وسعيد ومستقر ومتفائل.

  ما الذي يحدث إذن ولماذا يحدث وكيف سيحدث خاصةً أن الأسلحة النووية من المفترض أنها محرمة دولياً فالتلويح بالحرب بها ومن أجلها أمر خطير على من يمتلكها ومن يسعى لامتلاكها أو يتباهى بامتلاكها وشرائها وإن كنت مع امتلاك العرب لهذه التكنولوجيا المتطورة وتسخيرها للأغراض والاستخدامات السلمية لكن كفى الصور الفوتوغرافيه لما جرى لليابان لا نريد مشاهد حية فتاكة أخرى للعالم من جديد. دعونا نتفاءل قليلاً أمام تصرفات اللاعبين الثلاثة دون أن أناديهم بأسمائهم فهم معروفون لنا جميعاً يلعبون على الوتر الحساس ملوحين بخرائط وتصريحات عن شرق أوسط جديد وتحالفات جديدة ونحن كعرب نعلم تماماً أهداف ما جرى وسيجري سواء اندلعت الحرب بينهم أم شاهدنا فصلاً جديداً من فصولهم لشغل العرب وجرهم لهذه الصراعات وتقسيمهم بين مؤيد لهذا الطرف وضد الطرف الآخر وننسي هممونا ومصيرنا وتطلعاتها نحو الغد ونحو المستقبل.إن الرياح الشرقية هبت علينا بالسواد في كثير من الأقطار العربية كاليمن والعراق ولبنان وسوريا وفتحت علينا كعرب صراع غير مألوف لنا هو صراع الهوية والمذهب حتى تشكلت داخل دولنا العربية مع الأسف مليشيات مذهبية مسلحة وضعت دولها في خندق الطائفية ولم تجلب لشعوب بلدانها سوى الاحتلال والانقسام والتفتت وأصبح النفوذ لهذه القوى الإقليمية ظاهر ومعلوم ولا نعلم أهدافه ونوياه حتى الآن.من الناحية الأخرى عندما نتكلم على السطوة والقوى العالمية نعلم تمام العلم أن الوطن العربي مستهدف منهم منذ الأزل ونادي وطالب الزعماء والرؤساء والملوك والحكام العرب مراراً وتكراراً عبر القمم والمؤتمرات التي عقدت وتعقد وطالبوا من هذه القوة العالمية الأحادية أن تحترم العرب والدول العربية وأن تحترم مشروع العرب في الحرية والاستقلال والا تنحاز لطرف على حساب طرف من أجل كرامة أرض ومقدسات العرب التاريخية.أما الطرف الثالث المحتل المغتصب الذي أذاق الشعب الفلسطيني الأمرين فهو يعمل جاهداً ليلا ونهارا على إشعال المنطقة العربية بأي شكل من الأشكال وجرها إلى حرب إقليمية تمهد لحرب عالمية ثالثة، مستغلاً هذه الفوضي لتحقيق خرافته المزعومة من النيل إلى الفرات وكل ما أخشاه أن تنساق بعض الدول العربية تحت مسميات اقتصادية أو سياسية خلف هذه الأجندة الشريرية ويقعون في فخ مرسوم لهم مخاطره لا يعلمها سوى الله.ما المطلوب إذن أمام هذه المهاترات التي تحيط بمنطقتنا العربية ودولها المطلوب أن يتصدى القانون الدولي ومجلس الأمن وأحرار العالم والقوى العالمية المحايدة كروسيا والصين وأفريقيا والدول الأوروبية لهذه الصراعات النووية ويقف الجميع أمام مسؤولياته وقص أظافر أي قوي تريد أن تتخذ من الأراضي العربية مسرحاً مكشوفاً للحرب والقتال فيما بينهم على حساب أمننا القومي العربي والإقليمي.لقد تحالفت قوى الشر جميعها وهذا الكلام قلته بدل المرة ألف لقد تحالف ضد وحدة العرب والعروبة لأن الدول العربية الآن تسير في طريق التكامل الاقتصادي والتنموي والسياسي نحو بناء الإنسان العربي من جديد والقضاء على الفقر والتهميش والتخلف وشق الصف والمواجهات، لذلك لا يهدأ الأعداء ولا ينامون طالما تجاوزنا أيام الشقاق ونتجه نحو البناء والتطور والنمو والوحدة.إن الرؤية المصرية دائماً شريفة ومشرفة في زمن السلم والحرب ومقبولة وموقرة لدى الصغير قبل الكبير وهي ترتكن إلى المفاوضات وسبل الحل الدبلوماسي والسياسي لأن القيادة السياسية المصرية تعي تماما خطورة تفجير المنطقة وتعمل جاهدة على منع المنطقة من الانزلاق إلى الهاوية مع علم الجميع أن استقرار المنطقة ومصالح شعوبها الآن في خطر ويجب التحرك قبل فوات الأوان. لماذا لم يعد التلويح باستخدام الأسلحة النووية في الحرب على الكرة الأرضية لا يخيف أحدا منا فلدى العالم الآن ترسانة من هذه الأسلحة ويجب أن نتكاتف جميعاً لنزعها أم ستواجهون شعوب الأرض الأخرى بهذه الأسلحة المبيدة وقتها لن ينجو من الأذى أي إنسان على هذه البسيطة فلنتعلم جميعاً من الأخطاء والتكرار يعلم الشطار لكن لا يكون مع التجارب والحروب النووية.. طفح الكيل منكم لا لثقافة الموت ونعم لثقافة جودة الحياة.