«الانتقام بالمثل».. البرنامج النووى الإسرائيلى تحت مراقبة الرد الإيراني

«الانتقام بالمثل».. البرنامج النووى الإسرائيلى تحت مراقبة الرد الإيراني

فى الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل جاهدة إفساد المحادثات “الأمريكية – الإيرانية”، وحث إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على المشاركة فى توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية لإحباط مشروع إيران النووي، وجهت طهران تحذيرات مقلقة لإسرائيل، فعقب محادثة هاتفية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأمريكي، الاثنين الماضي، أصدر المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى «تحذيرًا شديدًا»، مؤكدًا أن أى هجوم إسرائيلى على المنشآت النووية الإيرانية سيقابله عمل مباشر ضد البنية التحتية النووية السرية فى إسرائيل.

وجاء فى بيان المجلس: «فى حال وقوع عدوان، سيتم استهداف المنشآت النووية السرية للنظام الصهيوني»، مضيفًا أن هذا الإنجاز جاء نتيجة “استراتيجية ذكية وهادئة” صُممت لمواجهة ما وُصف بالضغوط الإعلامية والسياسية الغربية المعادية.وجاء هذا التهديد بعد يومين فقط من تقارير إيرانية بامتلاك معلومات استخباراتية حساسة تتعلق بأهداف إسرائيلية، بما فى ذلك وثائق تتعلق بمنشآت نووية واستراتيجية داخل إسرائيل، وفقا للقناة 14 العبرية. وقال مسؤولون إيرانيون، إن الأجهزة الأمنية نفذت «عملية استخباراتية معقدة»، وتمكنت من الحصول على كمية كبيرة من المعلومات الحساسة القادمة من إسرائيل كجزء من العملية. ووفقًا للتقرير، يُعد هذا «إنجازًا استخباراتيًا هامًا” سيسمح لإيران بالرد الفورى – ليس فقط على أى هجوم نووي، بل أيضًا على أى عمل يهدف إلى إلحاق ضرر اقتصادى أو عسكرى بأراضيها.ونقلت صحيفة “معاريف”، عن تقارير نشرتها وسائل إعلامية مقربة من طهران، أن أجهزة الأمن الإيرانية حصلت على عدد هائل “الوثائق الاستراتيجية الحساسة المتعلقة بإسرائيل، من بينها آلاف الوثائق المتعلقة بالمشاريع الإسرائيلية ومنشآتها النووية”.وبحسب المصادر، فإن العملية انتهت منذ فترة طويلة، لكن بسبب الكميات الضخمة من الوثائق والحاجة إلى نقلها كلها إلى الأراضى الإيرانية، فقد تم إبقاء الأمر سرًا حتى الآن، حيث نجحت الاستخبارات الإيرانية أخيرًا فى نقل الوثائق إلى “أماكن آمنة”.على طريق الحربوفى تقرير له، قال موقع مجلة نيوزيك الأمريكية إن هناك خمسة مؤشرات مُقلقة على أن إسرائيل وإيران على وشك الصدام المباشر، وهذه المرة يتزايد الخوف من نشوب حرب مباشرة، مشيرة إلى أن أول هذه المؤشرات هو زيادة شحنات وقود الصواريخ، إذ أفادت التقارير أن إيران طلبت آلاف الأطنان من بيركلورات الأمونيوم، وهى مادة صلبة عديمة اللون أو بيضاء اللون، قابلة للذوبان فى الماء، وتُعدّ مؤكسدًا قويًا، وهذه المادة مكونًا أساسيًا فى إنتاج الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، من المتوقع تسليم هذه المواد إلى إيران خلال الأشهر المقبلة، ويمكن استخدامها لإنتاج ما يصل إلى 800 صاروخ. المؤشر الثانى هو استعداد إسرائيل “بنشاط” لشن هجوم محتمل على منشآتها النووية، إلا أن الأمر رهنًا بنتائج المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. المؤشر الثالث، هو دخول الجماعات المرتبطة بإيران للمشهد بعد هدوء طويل، حيث شنت إسرائيل غارات جوية فى سوريا – هى الأولى منذ قرابة شهر – بعد إطلاق صاروخين على مرتفعات الجولان الأسبوع الماضي، فى الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل.