أشكال التأثير العربي في أفريقيا خلال العصور القديمة

أشكال التأثير العربي في أفريقيا خلال العصور القديمة

نال كتاب “الطواف حول البحر الإريثري” أهمية كبرى كما هو واضح تجاوزت بدورها مكانة كتاب المؤلف أغاثارخيديس، وأهميته، هذا رغم أن كتاب الطواف ينسب لمؤلف غير معروف لنا، كما أنه كان أحدث من الناحية الزمنية من الكتاب الآخر. من المعلوم اسم “كتاب الطواف” كما في ثنايا المصادر اليونانية واللاتينية، يكتب:  Periplus Maris Erythraei، وهذا الكتاب عبارة عن دليل ملاحة يوناني روماني مكتوب باللغة اليونانية العامية يصف إمكانات الملاحة والتجارة عبر الموانئ المصرية الرومانية المشهور آنذاك، وكان أبرزها ميناء برنيس على طول ساحل البحر الأحمر، وغيرها على طول القرن الأفريقي . 

 يعد كتاب الطواف مصدرا ثريا بالمعلومات والأخبار سواحل غرب المحيط الهندي، وتحديدا سواحل بلاد شرق أفريقيا، ومنها بالطبع سواحل بلاد الزنج . وعن أهمية كتاب الطواف في الحديث عن التجارة العربية في شرق أفريقيا، يقول أحد الباحثين: “إن أوضح وأشمل وصف لهذه التجارة ورد في الكتاب المعروف باسم الطواف حول البحر الإريثري..فهذا الكتاب يشمل وصفا تفصيليا لسواحل البحر الأحمر والمحيط الهنديوما بها من موانيء وصادرات هذه المواني ووارداتها وأسماء شعوبها وأحيانا أسماء حكامها..”  . كما يتحدث هذا الكتاب عن التجارة خاصة التي قام بها التجار العرب القدامى في بلاد شرق أفريقيا، و كذلك في بلاد الخليج العربي، وبحر العرب،  والمحيط الهندي ، بما في ذلك منطقة السند الحديثة في باكستان، والمناطق الجنوبية الغربية من بلاد الهند  . 
 يحدد البعضُ تاريخ تأليف هذا الكتاب بحوالي حقبة النصف الثاني من القرن الأول الميلادي . بينما يُنسب آخرون نص هذا الكتاب إلى تواريخ متباينة تمتد في الحقبة فيما بين القرنين الأول والثالث الميلادي، غير أن تاريخ منتصف القرن الأول هو الآن الأكثر قبولًا. في حين أن المؤلف غير معروف، فمن الواضح أنه وصف مباشر من شخص مطلع على المنطقة، وهو فريد تقريبًا في تقديم رؤى دقيقة حول ما عرفه العالم الهيليني القديم عن الأراضي المحيطة بالمحيط الهندي .
 

د. إسماعيل حامد