العالم عند نقطة تحول: مظاهرات حاشدة ضد ترامب وتوتر متسارع بين إيران وإسرائيل يلهب شوارع العواصم.

العالم عند نقطة تحول: مظاهرات حاشدة ضد ترامب وتوتر متسارع بين إيران وإسرائيل يلهب شوارع العواصم.

في يوم عالمي مثقل بالأحداث، تصدرت المشهد مظاهرات ضخمة في الولايات المتحدة اعتراضًا على سياسات الرئيس دونالد ترامب، بينما تصاعدت نيران التوتر بين إسرائيل وإيران، وامتدت تداعياته إلى شوارع العواصم الأوروبية والعالمية، التي عجّت بالمحتجين المناصرين للقضية الفلسطينية والداعين لوقف التصعيد.

 

احتجاجات أمريكية واسعة تحت شعار “لا للملوك”

 

خرج مئات الآلاف من المواطنين الأمريكيين إلى الشوارع، في مظاهرات ضخمة شملت كبرى المدن الأمريكية، من نيويورك وشيكاغو إلى لوس أنجلوس وأتلانتا، اعتراضًا على ما وصفوه بتنامي النزعة الاستبدادية في حكم ترامب.   وقد حملت المسيرات شعار “لا للملوك”، وهتف المشاركون مطالبين بحماية الديمقراطية وحقوق المهاجرين.  ووفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”، فقد شهدت عدة ولايات مواجهات محدودة بين الشرطة والمتظاهرين، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في بعض المناطق لتفريق الحشود.  كما تحقق الشرطة في ولاية يوتا في حادث إطلاق نار خلال إحدى المسيرات، أدى إلى إصابة شخص بجروح خطيرة. وقد تجمّع آلاف الأشخاص في محيط مبنى الكابيتول بمدينة أتلانتا، فيما قدّرت السلطات في سياتل أن عدد المشاركين في أكبر تجمع هناك تجاوز 70 ألفًا. 

اغتيال يهز مينيسوتا: مقتل نائبة وزوجها في هجوم سياسي

 

وفي تطور خطير، شهدت ولاية مينيسوتا جريمة قتل وُصفت بأنها ذات دوافع سياسية، حيث لقيت رئيسة مجلس النواب السابقة في الولاية، ميلسا هورتمان، وزوجها مصرعهما على يد مسلح متنكر في زي رجل أمن. وأفادت السلطات بأن الجاني، وهو مدير أمن سابق يدعى “فانس بولتر”، كان يحمل قائمة بأسماء شخصيات سياسية مستهدفة، معظمهم من الداعمين لحقوق الإجهاض والسياسات الليبرالية، ما يثير القلق بشأن تنامي العنف السياسي في البلاد. وقد أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحادث، واصفًا إياه بـ”العمل المشين الذي لن يُسمح بتكراره”.  

تصعيد في الشرق الأوسط… وتضامن شعبي في أوروبا

 

في ظل تصاعد القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، خرجت تظاهرات حاشدة في لندن ومدن أوروبية أخرى تطالب بوقف الهجمات العسكرية، ووقف الدعم العسكري الغربي لتل أبيب. وقد توافدت حشود غفيرة إلى ساحة البرلمان البريطاني، رافعين أعلام فلسطين وإيران، ورددوا شعارات مناهضة للحرب، مثل “أوقفوا القصف على إيران” و”أوقفوا تسليح إسرائيل”. وفي إسبانيا، نُظمت مسيرات ضخمة في 138 مدينة، منها مدريد وبرشلونة وفالنسيا، شارك فيها سياسيون وفنانون بارزون، للمطالبة بوقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عن القطاع، ووُصفت إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية”.  

البرازيل تدرس تجميد تعاونها العسكري مع إسرائيل

 

من جهتها، أعلنت الحكومة البرازيلية أنها بصدد مراجعة علاقاتها الدفاعية مع إسرائيل، احتجاجًا على تصاعد العمليات العسكرية في غزة، التي وصفتها بـ”الإبادة الجماعية”. وأكد المستشار الرئاسي “سيلسو أموريم” أن بلاده تنظر بجدية إلى اتخاذ خطوات عملية تُعبر عن رفضها لما يجري في الأراضي الفلسطينية، موضحًا أن البرازيل سبق أن ألغت صفقة مركبات مدرعة إسرائيلية، وتدرس الآن توسيع نطاق المقاطعة ليشمل اتفاقيات دفاعية أخرى.  

بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف التصعيد والحوار

 

وفي موقف لافت، دعا البابا لاون الرابع عشر، خلال كلمته الأسبوعية في ساحة الفاتيكان، إلى وقف التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، مشددًا على أن السلام لا يُبنى بالعنف أو التهديد، بل بالحوار والعدالة والاحترام المتبادل. وأشار البابا إلى خطورة استخدام الأسلحة النووية، داعيًا إلى نزعها، ومؤكدًا أن “السلام لا يولد من الخوف بل من التعاون والأخوة”.  

تحقيق بريطاني يكشف عن تزايد الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي

 

وفي ملف آخر، نشرت صحيفة “الجارديان” تحقيقًا يكشف عن ارتفاع ملحوظ في حالات الغش الأكاديمي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها ChatGPT، حيث رُصدت نحو 7000 حالة موثقة في الجامعات البريطانية خلال العام الدراسي 2023-2024. ويثير هذا التحدي الجديد قلق الجامعات التي تجد نفسها مضطرة لإعادة النظر في آليات التقييم التقليدية، في ظل تطور أدوات الذكاء الاصطناعي وسهولة الوصول إليها بين الطلاب. تعكس هذه التطورات المتزامنة حجم الاضطراب العالمي المتصاعد، من احتجاجات داخلية تهدد الاستقرار السياسي، إلى تصعيد عسكري يهدد بانفجار إقليمي واسع.  وبينما تحاول الشعوب التعبير عن مواقفها في الساحات والميادين، يبقى مستقبل المشهد الدولي معلقًا على قدرة الأطراف المتنازعة على الإصغاء لصوت العقل، وتغليب الحوار على القوة، والعدل على القهر.