المهندس إيهاب محمود: “هل هي حرب عسكرية بين إسرائيل وإيران أم زلزال اقتصادي يؤثر على الشرق الأوسط والعالم؟”

المهندس إيهاب محمود: “هل هي حرب عسكرية بين إسرائيل وإيران أم زلزال اقتصادي يؤثر على الشرق الأوسط والعالم؟”

في ظل تصاعد وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط، ومع اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، يخرج لنا المشهد الإقليمي والدولي وقد انقلبت موازينه، سياسيًا وأمنيًا، لكن الأهم اقتصاديًا.

وقد صرّح المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، قائلاً:   “ما نشهده اليوم ليس فقط صراعًا عسكريًا بين قوتين إقليميتين، بل زلزالًا اقتصاديًا مدمرًا له ارتدادات واسعة ستؤثر على الأمن الغذائي، والطاقة، والأسواق المالية، وسلاسل الإمداد العالمية. إنها حرب بأبعاد تتجاوز الجغرافيا وتصل إلى الموانئ والبورصات وجيوب المواطن العادي.”  أولًا: أسعار النفط… عودة شبح 2008 وأوضح المهندس إيهاب أن من أولى التداعيات التي ظهرت فورًا مع اندلاع الحرب، ارتفاع أسعار النفط العالمي بشكل جنوني، حيث تجاوز سعر البرميل 100 دولار، مع توقعات بوصوله إلى 120 دولارًا إذا امتدت الحرب لمضيق هرمز أو الخليج العربي.  “إيران تسيطر على مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لتصدير النفط. وأي تهديد لغلقه قد يُشعل أزمة طاقة عالمية. وهذا سيؤثر على دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر، التي تعاني بالفعل من ضغوط في فاتورة الطاقة والاستيراد.”   ثانيًا: الأسواق والبورصات… قلق وتراجع عالمي تحدّث المهندس إيهاب عن التذبذب الحاد في الأسواق المالية، قائلًا:”المستثمرون يهربون من الأسواق الناشئة، والبورصات العربية تأثرت بشكل مباشر، خاصة السوق السعودي والإماراتي. كما أن الذهب ارتفع كملاذ آمن، والدولار يواصل صعوده، مما يعني ضغوطًا إضافية على العملات المحلية.” وأضاف أن الاقتصاد المصري سيتأثر من زاويتين: 1. زيادة كلفة الاستيراد نتيجة ارتفاع الدولار وأسعار السلع الأساسية.
2. انكماش الاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن الأمان في أوقات الحروب، وتفر من مناطق النزاع أو المحيطة بها.  ثالثًا: قناة السويس وسلاسل الإمداد وأشار المهندس إيهاب إلى أن قناة السويس قد تواجه اضطرابات إذا تصاعد التهديد البحري في البحر الأحمر أو الخليج العربي:  “أي تهديد للملاحة في البحر الأحمر أو هجمات محتملة من وكلاء إيران في اليمن أو لبنان قد تدفع بعض السفن لتغيير مسارها، وبالتالي انخفاض عائدات قناة السويس، ما يشكل خطرًا على أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر.”  رابعًا: الغذاء والأمن الغذائي قال إيهاب إن الحرب قد تؤدي إلى زيادة أسعار القمح والزيوت والأعلاف في الأسواق العالمية، خصوصًا لو تأثرت حركة النقل البحري أو تعطلت الموانئ الإيرانية، مضيفًا:   “مصر تستورد نسبة كبيرة من غذائها، وأي خلل في السوق العالمية سيضغط على ميزانية الدولة ويؤثر على المواطن البسيط في رغيف العيش وكيلو السكر.”  خامسًا: رؤية مصر وتحركاتها الذكية أشاد المهندس إيهاب بدور القيادة السياسية المصرية في التعامل مع هذه الأزمة، قائلًا:  “مصر تتبع سياسة متوازنة ومحايدة، تدعو إلى التهدئة والحوار، وتحرص على استقرار المنطقة. وهذا الموقف يعزز مكانة مصر كوسيط إقليمي مهم، ويجنبها التورط في الصراعات، ويعزز ثقة المستثمرين الدوليين فيها.”  وأخيرًا: هل هي فرصة أم تحدي؟ اختتم المهندس إيهاب حديثه بتأكيد أن:  “رغم خطورة الموقف، فإن هناك فرصة حقيقية لمصر لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة، وتوسيع التعاون مع دول الخليج، وإعادة رسم خريطة التوريد والتصنيع بعيدًا عن مناطق النزاع. 
لكن الأمر يتطلب سرعة في اتخاذ القرار، دعم الإنتاج المحلي، وتحفيز القطاع الخاص.” تسجيلي