المجلس العربي للطفولة والتنمية يقيم ندوة بعنوان “تأثير الذكاء الاصطناعي على الأطفال”

نظم المجلس العربي للطفولة والتنمية جلسة حوارية بعنوان الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الطفل على هامش احتفالية تسليم الجوائز للفائزين في الدورة الثالثة لجائزة الملك عبدالعزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية “التعليم في عالم ما بعد كورونا”.
وأكد الدكتور أحمد عبد الله زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أهمية البحوث الاجتماعية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، منوهًا بأن هذا المجال لم يعد حكرا على التخصصات التقنية فقط، بل بات يتطلب رؤية اجتماعية شاملة لفهم آثاره على الإنسان والمجتمع. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن التعامل معه بمعزل عن القيم والاعتبارات الثقافية والتربوية، والبحث الاجتماعي هو الأداة التي تتيح تقييم تلك التحولات بشكل موضوعي يراعي البعد الإنساني. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل تحديا كبيرا أمام الحفاظ على الهوية العربية، خاصة في ظل تسارع اندماج الأطفال مع هذه التقنيات الحديثة التي تفرض عليهم أنماطا ثقافية وسلوكية قد تبتعد عن قيمنا الأصيلة. وقال إننا أمام ثورة عارمة وحالة المعرفة في الوطن العربي تواجه مشكلات منها التشتت وعندما نقارن الموجود في العالم مع الوطن العربي نشعر بالحزن ولا بد أن نواجه أنفسنا ونحتاج إلي تغيير كبير في المستقبل حتى نلحق بركب التطور العالمي. من جهته أكد الدكتور تيسير النعيمي، وزير التعليم الأسبق بالمملكة الأردنية الهاشمية، أننا أمام تحد كبير يتمثل في تسارع تطورات الذكاء الاصطناعي، مشددا على أن التعامل مع هذه التحولات يجب ألا يكون من منطلق الخوف أو الانكفاء، بل من خلال مقاربات اجتماعية واعية تستند إلى الفهم العميق لمداخله وتأثيراته. وأوضح أنه علينا التفكير في كيفية توظيف هذه المداخل بما يعظم الاستفادة المجتمعية، لا سيما في ظل تنامي الفجوة الرقمية واحتياجات الشباب والطفولة، حيث يشكل الذكاء الاصطناعي فرصة إذا ما أحسن استخدامه كقاطرة لنمو الأطفال وتوسيع مداركهم مشيرا إلى أن البحوث العلمية تلعب دورا محوريا في هذا السياق، إذ تتيح تحليل الخطاب العام المرتبط بالذكاء الاصطناعي، وتفكيك تمثلاته في الوعي الجمعي، ما يساعد على توجيه السياسات التربوية والإعلامية نحو مزيد من التوازن والفعالية. ولفت إلى أنه لابد من دراسة الذكاء الاصطناعي في السياق الثقافي والبيئة التي تؤثر بالأطفال وتجاوز السلبية وحالة الشك والتقوقع والانبهار والتركيز على الوعي باعتباره خط الدفاع الأول حتى نتجاوز مرحلة الانبهار ما يتطلب التدقيق على جوانب الخصوصية ووضع سياسية لحماية الأطفال والتثقيف للأسر من خلال المدرسة بالإضافة إلى القيم والمسؤولية. وأشار إلى أننا نحتاج إلى محتوي رقمي عربي ذكي يلامس الاحتياجات وهذا لا يتم إلا بالشراكة من خلال منصات يجب أن تكون غنية ونحتاج إلى روبوتات ذكية تتحدث بالعربية. وقالت المهندسة هدى سليمان مستشارة وزير الاتصالات للتنمية المجتمعية الرقمية إن تعزيز التكنولوجيا للأطفال تتعلق بالرؤية وعندما يكون هناك مبادرة تعليمية مشيرة إلى أن الوزارة تبنت مبادرة للتحول الرقمي والخدمات مثل «مبادرة أشبال مصر وبراعم مصر الرقمية» بهدف بناء عقلية واعية وفاهمة للتكنولوجيا لافتة إلى أن دور الأسرة مهم جدا والتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي هو أداة للتنمية. وأضافت أن دعم الابتكار وخلق بيئة ابتكارية في كل مناحي الدول العربية مهم جدا حتى نكون قادرين على إعداد الطفل العربي لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتغيير طريقة التعليم ليكون بالذكاء الاصطناعي وعدم منعه بالإضافة إلى تطوير المهارات المستقبلية للذكاء الاصطناعي.