بيل جيتس قال لأمه في يوم من الأيام: “أنا في حالة تفكير” .. هل أنتِ لا تفكرين أبداً؟

في السنوات الأخيرة أتابع كل عام توصيات بيل جيتس في القراءة، فالرجل قارئ مشهور، ومعروف بتوصياته في القراءة حيث ينهي كل عام حوالي 50 كتابا، بقدر ما اشتهر بعمله الخيري، وعمله كرجل أعمال.
كان بيل جيتس ذو الثلاثة عشر عاماً يمضي معظم وقته في غرفة الكمبيوتر في مدرسته يكتب البرامج ويجربها برفقة صديقه بول ألين. وعندما أصبحا في السابعة عشرة، أنشأآ شركتهما الصغيرة لبرمجة عدادات المرور باسم Traf-O-Data، محققة 20 ألف دولار أرباحاً منذ عامها الأول. ليصبح أحد الرموز البارزة في عالم التكنولوجيا والابتكار، مؤسس شركة مايكروسوفت التي لعبت دورا محوريا في تشكيل العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم. أعجبت بالرجل وقصة نجاحه. الرجل الذي قال “أستطيع أن أفعل أي شيء أضع كل تفكيري فيه”، وصاحب القول:”سيكون الفائزون أولئك الذين قاموا بإعادة تشكيل طريقة تدفق المعلومات في شركاتهم، من الجيد الاحتفال بالنجاح، ولكن الأهم استخلاص العبر والدروس من الفشل، زبائنك التعساء هم أكبر مصدر لديك للتعلم. العالم لا يهتم بحبك لذاتك، فهو ينتظر فقط إنجازاتك حتى قبل أن تهنئ نفسك”. أثار فضولي منذ سمعتُ لأول مرة عن أن بيل جيتس يعمل على مذكراته. وانتظرت ظهورها بشوق لأعرف المزيد عن هذا النابغة ، قطب التكنولوجيا وفاعل الخير، الشخصيةً الاستثنائية، ليس فقط لنجاحه فى مجال التكنولوجيا، ودوره الرائد في طفرة البرمجيات أو كمؤسس مشارك لشركة مايكروسوفت، أو لأعماله الخيرية وللمليارات التي ضخّها في مجال الصحة العالمية والتنمية من خلال مؤسسته. في عام ٢٠٢١، بل لتبرعه بمعظم ثروته البالغة 200 مليار دولار لخدمة الصحة والتعليم في أفريقيا. هذا العام صدرت سيرته الذاتية الجديدة، “شفرة المصدر: بداياتي” (عن دار نشر Knoph في فبراير ” شباط) الماضي فيكتب رائد الحاسوب والمُحسن الكريم، عن سنوات تكوينه، والتجارب التي قادته إلى عالم الحاسوب المزدهر آنذاك. لبيل جيتس الذي سيبلغ السبعين من عمره في أكتوبر، كتبًا أخرى، لكنها كانت مجلداتٍ مُلتزمةٍ بالواجبات حول التكنولوجيا والأوبئة وتغير المناخ، لتأتي مذكراته فرصةً للتأمل والتوسع في حياةٍ حافلةٍ بالأحداث بلا شك. يبدأ “شفرة المصدر”، وهو الأول من ثلاثة مجلدات مُخطط لها، بمولده في سياتل عام 1955، وينتهي قبل عام 1980، عندما شرعت شركة مايكروسوفت الناشئة في طريقها نحو الهيمنة على الحوسبة الشخصية مع نظام التشغيل MS-DOS. يسمح هذا الإطار الزمني المحدود لجيتس بالتجول بحرية في قصر ذكريات شبابه دون أن يتورط في متاعب حياته اللاحقة. لحن هذا الكتاب مُتفائل، ساخر بسخرية، ويعزف كلماته بود بلا كلل. (في اعترافاته، يُنسب جيتس الفضل إلى روب غوث في “استخراج ذكرياته وتوجيهها وتشكيلها”). تُروى سنواته الأولى بمشاهد مُلهمة من ألغاز الصور المقطوعة وسباقات الأكياس الخيشية. قضى جيتس وقتًا طويلًا مع غامي، والدة والدته، التي كانت تُطعمه بسكويت ريتز مع زبدة الفول السوداني، وعلمته التفوق في ألعاب الورق. يتذكر جيتس بوادر المنافسة الشرسة التي ستُثريه لاحقًا (وربما تُورّط مايكروسوفت في بعض قضايا مكافحة الاحتكار) عندما ساعد، في سن الثامنة، في جمع الأموال لأشبال الكشافة ببيع 179 رطلاً من المكسرات. يُدرك جيتس أنه نشأ في بيئة ساحرة، ويحرص في هذا الكتاب على ذكر ذلك. وكما يُقرّ، فقد نشأ في ظلّ “امتيازٍ غير مستحق” وهو “الولادة ذكرًا وأبيض البشرة” في وقتٍ كانت فيه سياتل لا تزال تعاني من الفصل العنصري؛ كانت والدته ميسورة الحال، وعوض والده عن طفولته الأكثر صعوبةً بأن أصبح شريكًا في مكتب محاماة. منذ بلوغه العاشرة من عمره، كان بيل جيتس يتمتع بقدرات فكرية ناضجة ومتقدمة تجاوزت المعتاد لدى أقرانه، وكان يعاند أمه ووالده ويدخل في جدالات معهما، لا سيما والدته. يتذكر أنه قال لها ذات يوم: “أنا أفكر. ألا تفكرين أبداً؟ الأجدر بك أن تجربي التفكير في وقت ما!”. واليوم، يقول إنه لو نشأ في المجتمع الحالي لكان الأطباء شخصوا إصابته بـ”اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه “ADHD ” وطيف التوحد، ولكن في أيام طفولته لم يكن مثل هذا التشخيص معروفاً بعد. عاش تربيته بحرية مطلقة، متساهلة. التربية المتساهلة، والمعروفة أيضًا بالتربية المتساهلة، هي أسلوب يستجيب فيه الآباء بشدة لاحتياجات أطفالهم ورغباتهم، لكن لديهم قواعد أو توقعات قليلة لسلوكهم. غالبًا ما يتجنب هؤلاء الآباء المواجهة والانضباط، ويعطون الأولوية لسعادة أطفالهم وحريتهم على النظام والحدود. على الرغم من حسن نيتهم، إلا أن هذا النهج قد يؤدي إلى تحديات للأطفال فيما يتعلق بضبط النفس والتحكم في المشاعر والتفاعل الاجتماعي. الوالد المتساهل لا يراقب طفله؛ فهؤلاء الأطفال معتادون على فعل الأشياء بطريقتهم الخاصة، على سبيل المثال، لا يمكن لأحد أن يُملي عليهم، فهم يعتبرون أنفسهم دائمًا على حق. لبيل جيتس الذي سيبلغ السبعين من عمره في أكتوبر، كتبًا أخرى، لكنها كانت مجلداتٍ مُلتزمةٍ بالواجبات حول التكنولوجيا والأوبئة وتغير المناخ ، لتأتي مذكراته فرصةً للتأمل والتوسع في حياةٍ حافلةٍ بالأحداث بلا شك، يبدأ “شفرة المصدر”، وهو الأول من ثلاثة مجلدات مُخطط لها، بمولده في سياتل عام 1955، وينتهي قبل عام 1980، عندما شرعت شركة مايكروسوفت الناشئة في طريقها نحو الهيمنة على الحوسبة الشخصية مع نظام التشغيل MS-DOS. يسمح هذا الإطار الزمني المحدود لجيتس بالتجول بحرية في قصر ذكريات شبابه دون أن يتورط في متاعب حياته اللاحقة. ..وسأرويها..