"لوموند": أوروبا في انتظار المستشار الألماني الجديد بفارغ الصبر

"لوموند": أوروبا في انتظار المستشار الألماني الجديد بفارغ الصبر

ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية ، أن وصول فريدريش ميرز على رأس المستشارية الفيدرالية الألمانية ، المرتقب اليوم الثلاثاء ، والذي يأتي بعد شهرين ونصف الشهر من فوزه في الانتخابات التشريعية ، أمر ينتظره شركاؤه في أوروبا بفارغ الصبر .. حيث يتولى الفريق الجديد الحاكم في برلين ، مهام عمله في وقت يواجه فيه الاتحاد الأوروبي أكبر حالة من عدم اليقين الاستراتيجي والجيوسياسى منذ انتهاء الحرب الباردة قبل 35 عاما.

وأضافت الصحيفة – في افتتاحيتها – أن الفريق الجديد انبثق عن مفاوضات الائتلاف بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميرز وبين الحزب الديمقراطي الاجتماعي .. موضحة أن ميرز /69 عاما/ أظهر أنه استوعب حجم الاضطرابات التي تواجه الاتحاد الأوروبي، وضاعف من تصريحاته الجذرية.ووصفت الصحيفة تصريحات ميرز الأخيرة بأنها “متطرفة للغاية حتى بالنسبة لبعض قاعدته المحافظة” حيث تحدث عن تدهور العلاقات عبر الأطلنطي والحاجة الملحة لأوروبا لأخذ مصيرها بيدها.. مشيرة إلى أنه حتى قبل وصوله إلى السلطة ، استخدم ميرز بمهارة تركيبة البوندساتج المنتهية ولايته ، والتي كانت أكثر ملاءمة من البرلمان الجديد ، ليمرر تدبير اختراقي وهو رفع القيود الدستورية على الديون حتى يتسنى تمويل مشروعات البنية التحتية الكبرى والإنفاق العسكري.واستطردت الصحيفة قائلة “إنه بلا شك ، سيقوم المستشار الألماني الجديدة بأول زيارة خارجية له غدا الأربعاء إلى باريس ، كما جرت العادة ، في ظل توقعات متزايدة لدرجة أن البعض في برلين يعتبرها مبالغا فيها “.. مشيرة إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني المستقبلي كانا قد التقيا بالفعل في الأسابيع الأخيرة، ولاسيما خلال عشاء استمر لمدة ثلاث ساعات في قصر الإليزيه، وأقاما علاقة شخصية جيدة، وفقا للتقارير في باريس.وأشارت “لوموند” إلى أن الرجلين ـ اللذين عملا بعالم التمويل الخاص ـ لديهما نقاط مشتركة ، فقد لاحظ الإليزيه بارتياح – في اتفاق الائتلاف الذي تفاوض عليه الاتحاد المسيحي الديمقراطي وبين الحزب الديمقراطي الاجتماعي ـ الرغبة في دفع “انعكاس” الأجندة الفرنسية الألمانية وهو الانعكاس الذي كان مفقودا بشدة في فريق المستشار السابق أولاف شولتز .. ولذلك تأمل باريس أن تتمكن “إعادة تنظيم” العلاقات مع برلين، وتوضيح سوء الفهم، و”التحدث حول كل القضايا الحساسة”، وخاصة الطاقة والتجارة.ورأت الصحيفة أنه بخلاف المسائل الثنائية ، فإن الاتحاد الأوروبي ـ المهدد بالتفكك ـ مدرج على جدول الأعمال حيث ترغب باريس في العمل مع الحكومة الألمانية الجديدة بهدف الإسراع بإجراء الإصلاحات الضرورية .. وفي هذا المجال ، من المرجح أن يصطدم الطموح الفرنسي في التوصل إلى حل يتضمن قرضا أوروبيا لتمويل جهود إعادة التسليح الحتمية ، بالمحافظة التي يتسم بها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والثقافة الألمانية.وقالت “لوموند” إن محور توقعات شركاء برلين هو أمن القارة .. فالحرب في أوكرانيا وتقاقم التهديد الروسي وتراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها تجاه القارة الأوروبية يتطلب عملا متضافرا ومواقف حازمة من جانب ألمانيا .. مشيرة إلى أن ميرز يعتبر شخصية نشطة في القضايا الدولية، ومن المتوقع أن يكون هذا الأمر مطلوبا بشدة في الداخل، وخاصة داخل حزبه، بسبب إلحاح الوضع في الاقتصاد الألماني.وأضافت أنه من المقرر أن يتوجه ميرز بعد زيارته لباريس يوم الأربعاء، إلى وارسو في اليوم نفسه لإظهار أن أوروبا ليست مقتصرة على المحرك الفرنسي الألماني.. مؤكدة أن هذه المبادرة جيدة جدا خاصة في مثل هذه اللحظة الخطيرة، التي تحتاج فيها أوروبا، أكثر من أي وقت مضى، إلى جمع كل طاقاتها.