أسباب تمادي إسرائيل في الإبادة الجماعية بغزة.. هل يمكن وقفها؟

قال الناشط السياسي الأمريكي “بول لارودي”، في مقال له على موقع “ديسيدنت فويس”، إن إسرائيل تصر على إنكار مسؤوليتها عن أي جريمة ترتكبها، مشيرًا إلى تأكد العالم أجمع من مسؤوليتها عن هجوم الطائرات المسيرة على سفينة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة يوم 2 مايو الجاري قبالة سواحل مالطا.
أشار الناشط الأمريكي إيراني الأصل، إلى إرسال إسرائيل بيانًا إلى أسطول الحرية لغزة والمدافعين عن حقوق الإنسان في كل مكان، مفاده أن إسرائيل لن تُحرم من أراضي غزة، التي أُفرغت من سكانها الفلسطينيين الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة في 8 أكتوبر 2023. وأوضح “لارودي” أن الخطة الحالية تقضي بالقضاء عليهم بالتجويع والمرض والتعرض للقصف، مما سيجعل أعداد عشرات الآلاف الذين قُتلوا مباشرةً بالقنابل والطائرات المسيرة والرصاص تافهة بالمقارنة مع المتبقين. وتابع أنه لو نقلت حمولة السفينة ووصلت إلى غزة، لما أحدثت سوى أثر ضئيل في خطة إسرائيل، لكن دولة الاحتلال تتمسك بمبدأها، وهو أن لها الحق في ذبح أي عدد تريده من الفلسطينيين وغيرهم من غير اليهود للاستيلاء على الأراضي التي تطمع بها خاصة تلك التي تشمل حقول الغاز الشاسعة قبالة سواحلها، بالإضافة إلى ضمان نتيجة ديموغرافية يهودية في تلك الأراضي. بحسب “لارودي”، لا يهم إسرائيل كم من الرجال والنساء والأطفال يُبادون، أو كم يموتون بوحشية.وأبرز الناشط الأمريكي استعداد إسرائيل دوما لتهجير الفلسطينيين إلى أماكن أخرى مثل مصر، أو الأردن، وسوريا، كذلك الصومال، فلا يهمها أي دولة بالتحديد ولكن يُفضل أن تكون تلك العملية بعيدًا عن حدود فلسطين المحتلة من جانب إسرائيل.وشدد “لارودي” على أن أي دولة تشارك في مثل هذه الخطة ستُوصم إلى الأبد بتورطها في الإبادة الجماعية، لذلك لن تقبل أي دولة بالترحيب بدخول سكان غزة القسري لأراضيها. ورأى الناشط الأمريكي أن إسرائيل راضية بمحوهم من على وجه الأرض، لأنه حلا أكثر ديمومة. وعلاوة على ذلك، تُعدّ الولايات المتحدة شريكًا قويًا في هذا المشروع، دون أي تحفظات ظاهرة.وتساءل “لارودي” هل يستطيع المجتمع الدولي فعل أي شيء لوقف جريمة القرن؟ مجيبا أنه بالطبع، لكن لن يُطاع أي قدر من قرارات الأمم المتحدة، أو أوامر محكمة العدل الدولية، أو غيرها من الإجراءات القانونية.وأردف أنه لن يُطاع أيضا تعليق العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية، ما دامت الولايات المتحدة، الشقيقة الكبرى لإسرائيل، تُزودها بكل ما تحتاجه، وخاصةً الأسلحة. بحسب الناشط، أن العالم بأسره يستطيع عزل إسرائيل عزلةً تامةً، ما دامت هذه العزلة لا تشمل الولايات المتحدة، وما دام شعب الولايات المتحدة لا يفعل أكثر من التظاهر، وكتابة الرسائل، وإجراء المكالمات الهاتفية، والتصويت في الانتخابات لحزبين يتنافسان على مقدار الدعم الذي يمكن أن يُقدماه لإسرائيل.من وجهة نظر “لارودي” أنه يمكن تغيير النتيجة من خلال إرسال ألف سفينة مساعدات أو أكثر، أو عن طريق بدء إضراب عام وطني في الولايات المتحدة، لكن لا يوجد إجماع ولا تنظيم لمثل هذا الجهد في بلد لم يشهد إضرابًا عامًا وطنيًا من قبل.في السياق ذاته، تابع أنه قد تُحقق مقاطعة التصويت الموجهة ضد الحزبين الرئيسيين التأثير المنشود، لكن هذا أيضًا مستبعد للغاية، وهو بطيء للغاية على أي حال، مقترحا شن الهجمات على المصالح الإسرائيلية في الخارج، مثل تلك التي استهدفت شركة تصنيع الأسلحة الإسرائيلية، إلبيت، في المملكة المتحدة، وعرقلة السفن الإسرائيلية في أوكلاند، كاليفورنيا. واختتم الناشط مقاله بأن كل الحلول السابقة من الصعب تنفيذها في جميع أنحاء العالم بسلاسة، وبعد سنوات سوف يتعذر على العالم الإجابة على سؤال لماذا لم تقف الإبادة الجماعية في غزة؟