مجلس حكماء المسلمين ينظم ندوة حول "الحوار الإسلامي – الإسلامي" بأمريكا

مجلس حكماء المسلمين ينظم ندوة حول "الحوار الإسلامي – الإسلامي" بأمريكا

نظم مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ندوة نوعية تحت عنوان “الحوار الإسلامي – الإسلامي: قراءة في نداء أهل القبلة”، وذلك ضمن مشاركة المجلس في النسخة الأولى من معرض أمريكا الدولي للكتاب العربي، الذي يُقام في مركز فورد المجتمعي للفنون الأدائية في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأمريكية.

وشارك الندوة، الإمام محمد مارديني إمام ومدير المركز الإسلامي الأمريكي في ديربورن، والإمام أحمد صبحي مصطفى الباحث المقيم بمدينة كانساس سيتي عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حيث قدما رؤى معمقة حول أهمية الحوار في مواجهة الانقسام وتعزيز الهوية الإسلامية الجامعة. وأشار المجلس – في بيان اليوم الثلاثاء – إلى أن الندوة استندت إلى مخرجات مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي، الذي تم تنظيمه بالشراكة مع الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين خلال فبراير 2025، وسلطت الضوء على “نداء أهل القبلة” بوصفه ميثاقًا للوحدة والتضامن بين المذاهب الإسلامية، ومسارًا نحو تعزيز التفاهم المشترك بين المسلمين حول العالم.  من جانبه.. قال مدير المركز الإسلامي الأمريكي بمدينة ديربورن الإمام محمد مارديني – في كلمته خلال الندوة – إن مدينة ديربورن تُشكِّل نموذجًا يُحتذى في الوحدة الإسلامية، وتطبيقًا عمليًا لمبادئ نداء أهل القِبلة في تعزيز التماسك المجتمعي.  وأضاف “أنه في ديربورن نجسد نداء أهل القِبلة من خلال العمل على وحدة المسلمين من مختلف المشارب تحت مظلة إيمان واحد، كما أمرنا الله تعالى في قوله (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا)، وعلى مدى أكثر من 4 عقود بنينا مجتمعًا يحتضن الجميع، حيث تفتح المساجد أبوابها للجميع دون تمييز..وقد استلهمنا هذا الميثاق في مواجهة الخطاب الطائفي الذي تروج له بعض المنصات الإعلامية، وذلك من خلال إطلاق مبادرات للحوار وتنظيم فعاليات دينية مشتركة تُعزِّز التعايش، وتعكس حقيقة الإسلام السمحة التي يمكن أن تُلهم مجتمعاتنا في العالم الإسلامي”. وبدوره..أكد عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الإمام أحمد صبحي مصطفى، الأبعاد العالمية لميثاق “نداء أهل القِبلة” في مكافحة التطرف وتعزيز التعاون بين مكوّنات الأمة لا سيما في البيئات التي تشهد تنوعًا ثقافيًا وعرقيًا كالولايات المتحدة. وقال “إن نداء أهل القِبلة، الذي أطلقه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يذكرنا بأن قِبلتنا الواحدة هي رمز وحدتنا رغم اختلافاتنا، وإن الله تعالى أراد لهذا التنوع أن يكون مصدر غنى لا فرقة .. وفي أمريكا حيث تنتشر الصور النمطية والانقسامات السياسية، ينبغي علينا أن نتحاور مباشرة ونتجاوز التصورات المسبقة”. وتابع “الميثاق يدعونا إلى نبذ التطرف وتفعيل الحوار، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ (من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم)، ومن خلال المؤتمرات والحوارات المشتركة، يمكننا أن نقدم صورة موحدة للإسلام بهذا المجتمع، ونؤدي دورنا في بناء الجسور ومواجهة كل مظاهر الفرقة والانقسام”. وسلطت الندوة الضوء كذلك على دور الإعلام والتبادل الثقافي في ترسيخ قيم الوحدة الإسلامية، داعيةً إلى إطلاق مبادرات مجتمعية مستلهمة “نداء أهل القِبلة”، وخلق منصات حوارية تُسهم في بناء وعي مشترك..وقد شهدت الندوة تفاعلًا لافتًا من الحضور من الباحثين وممثلي المجتمع المحلي.