روزاليوسف تتحدى تهديد الوفد!

وتواصل جريدة روزاليوسف تحديها لحكومة «محمد توفيق نسيم باشا»، ويواصل الأستاذ عباس العقاد حملته ويطالب رئيس الحكومة بالتدخل لإيقاف وزير المعارف «نجيب الهلالى» عند حدوده وإذعانه لمطالب الإنجليز.
وترصد السيدة روزاليوسف أجواء وكواليس تلك الأيام وكان الوقت صيفًا – يوليو سنة 1935 – والنحاس باشا ومكرم عبيد فى الإسكندرية، وحدث ما لم تتوقعه السيدة روزاليوسف أو يخطر على بالها فتقول : فوجئنا ليلًا برسالة تليفونية «مراد عبدالرحمن» مراسل الجريدة فى الإسكندرية يقول فيها: اليوم استدعانى الأستاذ مكرم عبيد وقال لى أمام صاحب الدولة الرئيس الجليل – مصطفى النحاس – إن الوفد غير راض عن خطة الجريدة فإذا كانت الجريدة ستستمر فى هذه الخطة فسيضطر الوفد إلى إصدار بيان ضد «روزاليوسف» وهو يطلب مقابلة السيدة صاحبة الجريدة.وأرسلت إلى الأستاذ مكرم عبيد خطابًا طويلًا أرد فيه على هذه الإشارة جاء فيه: حضرة المجاهد الكبير الأستاذ مكرم عبيد سكرتير الوفد المصري.. أخبرنى حضرة مراد أفندى عبدالرحمن أحد مخبرى جريدة روزاليوسف فى «الثغر» أن دولة الرئيس الجليل غير راض عن المجلة وعن الجريدة لأن إدارتى تحريرهما قد أمعنتا منذ زمن فى مهاجمة الوزارة القائمة، كما اتخذنا موقفًا يكاد يكون عدائيًا ضد فردين من أفراد الوزارة هما صاحبا السعادة أحمد عبدالوهاب باشا وأحمد نجيب الهلالى بك!أما عن سياسة المجلة فأقول إن مجلة روزاليوسف الأسبوعية لم تتخذ ضد الوزارة الحاضرة موقفًا عدائيًا لأنها تعرف أن الوفد يؤيدها، كما أنها لم تحد عن خطتها المألوفة وهى خطة النقد الفكاهى الصريح لكل ما يصح الإشارة إليه، وذلك بقصد التنبيه وتلافى الخطر قبل استفحاله وبين انتهاج خطة عدائية للوزارة وبين تناولها بالنقد البريء فارق لا يخفى عليكم!أما عن الجريدة فأصرح بأن الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد وفدى صميم له من ماضيه المجيد فى الدفاع عن الوفد وعن القضية المصرية ما يجعله فوق الشبهات، وقد فاتحت دولة الرئيس الجليل ليطلعه على وجهة نظره فى كتاباته التي ينتهجها!بقى أن أقول إننى أعتقد أنى قد ضحيت مختارة بكل ما أملك من مال ونشاط فى سبيل الوفد، وقد لاقيت فى هذا السبيل جميع أنواع العسف والجور من مختلف الوزارات التي تقلبت فى الحكم! ولم أكن ولن أكون يومًا فى جهادى عن مصر وفى دفاعى عن الوفد مدفوعة بدافع غير الوطنية الصميمة، ولم أتخذ من هذا الجهاد وسيلة لأكل العيش!والله والوطن لى فيهما العزاء فيما لاقيت وما سألقى.انتهى خطاب السيدة روزاليوسف وتكمل ما جرى بقولها: وبعد أيام قليلة تليت آخر خطاب من الأستاذ مكرم عبيد نصه: سان استيفانو فى 2 أغسطس 1935.حضرة المحترمة الفاضلة السيدة روزاليوسف صاحبة جريدتى روزاليوسف اليومية والأسبوعية.تحية واحترامًا وبعد فقد تسلمت خطابك المؤرخ 30 يوليو 1935 وبعرضه على دولة الرئيس الجليل طلب إلىّ أن أعرفك أنه قد أبلغ حضرة مندوبك كلمته الأخيرة فى هذا الموضوع.وأنك لتعلمين أن الوفد لا يحجر على حرية إنسان ما أو صحيفة ما – ولكن إذا رأت إحدى الصحف المنتمية إلى الوفد أن تنتهج خطة تغاير خطة الوفد فعليها أن تتحمل نتائج ما تنتهج!وتفضلى يا سيدتى بقبول تحيتى واحترامى.سكرتير الوفد المصري مكرم عبيد.وقررت السيدة روزاليوسف أن ترد وبقوة.وللذكريات بقية!