مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما يرد اعتبار فيلم «ليه تعيشها لوحدك»؟!

روعة المهرجان الكاثوليكى المصري للسينما أعرق مهرجانات مصر والشرق الأوسط الذي يرأسه الأب بطرس دانيال بجانب ثوابته ودساتيره الفنية التي لا تقبل استثناء أنه يرد اعتبار أعمال ظلمها التوقيت وفقر الدعاية لأسباب اضطرارية ضربت مراحل إنتاجها أو أسباب أخرى رغم مستواها الفنى والتمثيلى المتقدم
من هذه الأعمال “فيلم ليه تعيشها لوحدها؟!” بطولة النجمين شريف منير وخالد الصاوى وسلمى أبوضيف ومحمد رضوان وخالد عليش، إخراج حسام الجوهرى الذي تشرفت بإدارة ندوته بعد عرضه ضمن قائمة الأفلام الستة المشاركة فى مسابقة الدورة الـ37 الذي يختتم أعماله غدًا الجمعة.الفيلم حظى باهتمام جمهور المهرجان ورفع شعار كامل العدد وسط حفاوة بموضوعه وقضيته والحالة الإنسانية التي رسمها المؤلف د.أحمد عزيز وتدور حول قضية «الوحدة» التي يعيشها البعض لأسباب مختلفة، والتي هى ضد طبيعة الجنس البشرى والشرائع الدينية باعتبار أن الإنسان كائن اجتماعى بفطرته لا يحب العزلة التي تمثل هما كبيرا ولا يجب أن يعيشها الإنسان، وعليه أن يسعى بكل الطرق للخروج منها إذا ما فرضت عليه.وذلك من خلال قصة رقيقة يظهر فيها خالد الصاوى وهو منفصل عن زوجته أمينة شلباية وابنته سلمى أبوضيف، ويعيش حياته بطريقته الخاصة ليلبى ملذاته ويهوى عزف الموسيقى وعلى الجانب الآخر صديق عمره شريف منير الطبيب الجراح يعود إلى أرض الوطن بعد سفر دام 20 عاما، ليلتقيان ويلتقى بهما صديق ثالث هو جار شريف منير فى السكن وهو محمد رضوان الذي يعيش أرمل بعد رحيل زوجته عن الحياة وهجرة أبنائه، يعانى الثلاثة رجال من حالة الوحدة لدرجة أنها تقضى على «محمد رضوان» الذي يموت وحيدا فى شقته، بينما يصاب الفنان خالد الصاوى أو عمرو الشهاوي بـلوكيميا الدم ويعيش فترة علاج قاسية، يقف فيها بجواره صديق عمره شريف منير وابنته الوحيدة، حتى أن حالة الاقتراب تخلق قصة حب بين الصديق الذي يكبر الابنه بـ 30عاما، وتتوالى الأحداث نتيجة فارق السن بين الحبيبين وتنتهى بشفاء خالد الصاوى ولكن شعور شريف منير بأنه قد يظلم هذه الفتاة التي أحبها بسبب فارق السن يسيطر على حالته النفسية، ويجعله يحتفظ بصديق عمره الذي يخاف بأن يفقدها؛ نظرا لرفضه هذه العلاقة التي يراها الأب مؤذية لابنته، فيبتعد عن الفتاة ما يسبب له قهرا كبيرا يودى بحياته فى نهاية الفيلم.«ليه تعيشها لوحدك؟!” فى المجمل يطرح قضية إنسانية مهمة ويلمح للوحدة الأديان على ارض مصر ويشطب على دعوات الفتنة بالاضافة إلى أنه على عكس الأعمال التجارية التي تسبح مع التيار، لكن المهرجان جاء وفقا لثوابته ليرد اعتباره وابطاله وهم اسماء مهمة ونجوم عاديين بل علماء فى السينما وأصحاب وجهات نظر ورؤية هكذا يقول كتالوجهم السينمائى وفى الفيلم مباراة خاصة فى الثمثيل والاحساس الصادق، المنتجة رانيا الجيد اعترفت بالتقصير فى الدعاية له رغم توفير المناخ الملائم لإنتاجه بل والرهان عليه لاسباب خاصة بالأطراف المشاركة فى الإنتاج اقتنع بها النجم شريف منير وخالد الصاوى بعد غضبهما من اهمال تسويقه وعرضه.الفيلم يوجه رسالة تقول أن الحياة تمنح فرص ثانية وعلى الشخص أن يستغلها ولا يتركها تضيع منه فتضيع معها حياته.