فاطمة عبدالواسع تكتب: هل بدأ صراع المصالح مبكرًا؟ قصة وزير التعليم و”مافيا السناتر”

فاطمة عبدالواسع تكتب:  هل بدأ صراع المصالح مبكرًا؟ قصة وزير التعليم و”مافيا السناتر”

هل بدأ صراع المصالح مبكرًا؟ قصة وزير التعليم و”مافيا السناتر”

  كتب / فاطمة عبدالواسع  معركة التعليم لم تبدأ بعد.. لكن الهجوم بدأ!منذ لحظة إعلان الدكتور محمد عبداللطيف وزيرًا للتعليم في يوليو الماضي، وتحديدًا عقب ظهوره الأول في البودكاست التعريفي الذي عكس شخصيته المتواضعة والبسيطة، بدأت موجة هجوم مبكر وغير مبرر، حتى قبل أن تتضح ملامح رؤيته أو يخطو خطواته الأولى على الأرض. وهنا يطرح السؤال نفسه: هل هذا الهجوم نابع من حرص حقيقي على المصلحة العامة؟ أم أنه مجرد قناع تخفي خلفه مصالح خاصة شعرت مبكرًا بالخطر، خاصة مع إدراكها لطبيعة هذا الوزير وكفاءته؟في رأيي، الحديث عن “المصلحة العامة” في هذا السياق ليس إلا لافتة يُلوّح بها من يرفضون التغيير الحقيقي. فالدكتور محمد عبداللطيف لا ينتمي إلى دوائر التربيطات، ولا يسير وفق أجندات مغلقة. شهادات من عملوا معه تؤكد تمتعه بخبرة تعليمية واسعة، وجدية واضحة، إلى جانب كونه مستثمرًا ناجحًا في مجال التعليم، يدرك التحديات على الأرض ويعي الفجوة بين النظرية والتطبيق.ومع أولى بوادر تحركاته لإعادة ضبط منظومة التعليم ووضع أسس جديدة للتطوير، اشتعلت الحملات المنظمة، وتحولت منصات التواصل وبعض الوسائل الإعلامية إلى ساحات لترويج الشائعات وإطلاق السهام. لم يكن الأمر نقدًا موضوعيًا بقدر ما كان محاولة لعرقلة التغيير، خوفًا من تهديد مصالح مافيا الدروس الخصوصية، والمنظومة الموازية التي تبتلع أوقات الطلاب وجهد أولياء الأمور بلا رحمة. “عض قلبي ولا تعض سنتري”، يبدو أن هذا هو لسان حال من يرون في الإصلاح خطرًا على مكاسبهم. فكل خطوة إصلاحية تثير موجة جديدة من الهجوم والتشويه، في محاولات يائسة لصرف النظر عن الهدف الحقيقي: تحويل التعليم من سلعة تجارية إلى حق أصيل لكل طفل مصري.فلنُدر ظهورنا للصخب.. ونُركّز على الهدفنحن اليوم أمام مفترق طرق: إما أن ننجرف خلف حملات التشويه الممنهجة، أو أن نتجاوز الضجيج ونُركّز على المهمة الأهم: إصلاح التعليم وبناء المستقبل. الوطن لا يحتمل مزيدًا من المعارك الوهمية التي تُهدر الوقت والجهد، بل يحتاج إلى عقول تؤمن بالتغيير، وتُدرك أن الإصلاح الحقيقي غالبًا ما يُقابل بالمقاومة، خاصة حين يُهدد جيوب المنتفعين.فلنضع خلافاتنا جانبًا، ولنجعل مستقبل أولادنا هو البوصلة التي توجهنا، بعيدًا عن الضجيج والإحباط والتشويش. اللقب ليس نهاية الطريق.. بل البداية من الميدانسؤالي هنا لا يحمل أي انتقاص من قيمة الدكتوراه أو من حصل عليها، بل على العكس، كل الاحترام لكل من اجتهد وبلغ هذه المكانة. لكن إدارة ملف التعليم لا تُقاس بالألقاب وحدها، بل تُقاس بالقدرة على الفعل والتأثير والتواصل الميداني. هل نبحث عن اللقب لمجرد الوجاهة؟ أم أننا نُدرك أن الفارق الحقيقي يصنعه من يجمع بين العلم والخبرة والقدرة على النزول للميدان؟ هذا هو السؤال الجوهري.النجاح في إدارة التعليم لا يأتي فقط من الشهادات، بل من التفاعل الحقيقي مع الواقع، ووضع خطط قابلة للتطبيق، والإنصات للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور. كم من أصحاب الألقاب لم يتركوا أثرًا يُذكر، وكم من أصحاب التجربة صنعوا فرقًا ملموسًا بإرادة صادقة ورؤية واضحة.