من حق العيون مشاهدة الجمال

عندما اسير فى شوارع مصر المحروسة (اللي بناها حلواني) .. أحزن على ما اراه من حارات ضيقة.. لا تتسع لمرور عربية إسعاف أو مطافى لو حدث أى شيء.. على جانبيها عمارات و أبراج وأماكن غير نظيفة ومبان عشوائية البناء والشكل.. وعمارات واجهاتها ما زالت من عشرات السنيين على الطوب الأحمر الذي أصبح أسود اللون.. وهذا المنظر يبدو واضحا فى شارع هام يفصل بين جامعة القاهرة التي بنيت منذ أكثر من 100عام وبين مساكن أمامها لا تعرف شكل ولا لون واجهاتها السوداء المملوءة بالأتربة كل هذا القبح تشاهده أعيننا المسكينة التي تتمنى أن ترى الجمال الذي كان يراه أجدادنا منذ عصر خوفو وأهراماته.. لعصر رمسيس الثاني الذي سمى ملك البنائين لكثرة معابده الأثرية فى أماكن كثيرة بمصر.. وكليوباترا وآثارها العظيمة بالإسكندرية وعمرو بن العاص وما شيده بمدينة الفسطاط وأحمد بن طولون والسلطان الغورى وما شيدوه من عمارة إسلامية شامخة.. والقاهرة الخديوية التي بناها الخديو إسماعيل باشا وهي مبانى وسط البلد بكل جمالها.. حقا مصر أم الدنيا وتستحق هذا الجمال بما حباها الله من نهر النيل وسهول وجبال ووديان رائعة الجمال وهذا يجعلنى اسأل: من المسؤول عن هذا القبح الذي نراه الآن!!!
في أماكن كتيرة بالقاهرة؟ هل المحليات والمحافظون أم هيئة التنسيق الحضارى التي نراها تقوم بعمليات تجديد لمنطقة وسط البلد وبعض الأماكن في الإسكندرية.. هل من حقها مطالبة سكان العمارات والمبانى الحكومية بطلائها كي تبدو أكثر جمالا للناظرين.. هل من حقها تزين الميادين بشكل لائق أم تزين الميادين على حسب ذوق المعلن وكتر خيره إنه بيزين لنا على حسابه!! وهل يوجد قواعد وضوابط لكم المحلات الصغيرة (الأكشاك) الجديدة التي أصبحت فى كل مكان وتكاد تكون بشكل عشوائى وكيف نحمى أرصفة الشوارع المملوءة بالمقاهى وبضائع المحال التجارية وهى من حق المواطن للسير فيها أسئلة كثيرة لا أعرف لها إجابة، ومن المسؤول عن حق أعينا فى مشاهدة الجمال الذي يليق بشعب صاحب حضارة 5000 سنة؟!