ساندي لبوابة روزاليوسف: سبقت الزمن بأغنياتي وأصبحت روحانية

بأسلوبها المتفرد وإحساسها الصادق، استطاعت ساندي أن ترسم لنفسها مسارا فنيا مميزا يختلف عن السائد. فمع كل عمل جديد، لا تكتفي بتقديم أغنية، بل تعبر عن تجربة، إحساس، وحكاية تشبه الكثيرين. تؤمن بأن الفن مرآة للمشاعر الحقيقية، لذا تحرص على أن تكون أغنياتها قريبة من الناس، تعبر عنهم وتعيش معهم.
تعود دوما إلى الساحة بقوة، لتثبت أن مكانتها في قلوب الجمهور لم تكن صدفة، بل نتيجة اجتهاد وموهبة أصيلة. لقد نجحت في أن تحجز لنفسها موقعا بارزا في المشهد الغنائي العربي، وتستمر في تقديم أعمال تحمل بصمتها الخاصة. في هذا الحوار الخاص مع “بوابة روزاليوسف”، تفتح ساندي قلبها وتشاركنا محطات من حياتها الفنية والشخصية، وتكشف عن تفاصيل تُروى لأول مرة، في لقاء صريح وإنساني يكشف جوانب جديدة من شخصيتها. – في البداية أهنئك على النجاح الكبير لأغنية “في البلكونة”.. برأيك ما سر نجاحها وهل توقعتيه؟سر نجاح الأغنية قد يكون أن كل الأغاني أصبحت حزن شديد أو صخب أو كبر (ego) بعض الشيء، ولكن هذه الأغنية بسيطة وتحتوي على مشاعر لذيذة وحقيقية مثل كوبليه “رغم زعلنا أنت لسة على قلبي غالي”، الأغنية فيها شيء لطيف والأغنية لم استهدف بها أي شيء سوى مشاعر الناس الحقيقية وليس لدي أسباب أخرى لتقديم هذه الأغنية، مثل أنني لأا قدم أغنية للصيف لكي أشتغل، أي أنني ليس لدي هدف وراء الأغاني، أنا دائما هدفي هو الناس وحب الناس وأن يحبها الجمهور وليس لكي أشتغل بها، ولذلك تجد أن الأغاني الخاصة بي يكون بها صدق. والله أنا لا أتوقع شيئا، أنا أنزل أول مرة وكأنها المرة الوحيدة التي أعمل فيها أغنية، وأنا أشتغل على الأغنية لم أكن أعرف هل هي جيدة أم فقط تعجبني أنا ووالدتي أم ستعجب الجمهور، حقيقي لم أكن أعلم شيء، لذلك لا أتوقع لها شيء. – تغيّرت ذائقة الجمهور وتنوعت أساليب الغناء، لكن ما قدمته ساندي من أغان لا يزال يلامس مختلف الأجيال حتى اليوم بشكل متطور يتناسب مع ذوق الجيل الحالي وأغنية “إياك” مثلا تتصدر الترند الآن رغم صدورها منذ 13 عاما.. فما السر بأن الأغاني عالقة في ذاكرة الجمهور؟الناس تكتشف الآن أنني أسابق الزمن بالأغاني الخاصة بي، وهذه الأغنية أطلقتها قبل نحو 13 عاما ولكن الأغنية تصدرت الترند الآن وهذا دليل على أنني أسابق الزمن، ويسعدني أن هذا المجهود لم يضيع.– علمنا أنك تتحضرين لإطلاق ميني ألبوم جديد في الفترة المقبلة.. ماذا لو تخبرينا المزيد من التفاصيل حوله؟بالفعل أستعد لإطلاق ميني ألبوم جديد، ولكن لن أكشف عن تفاصيله الآن، وقريبا سأتحدث عن تفاصيله على قناتي الخاصة على موقع يوتيوب، وسأكشف عن الحدوتة وراء هذا المشروع.– يتزامن اللقاء مع عيد ميلادك.. ما الأمنية التي تتمنين من قلبك أن تتحقق؟لا أريد أن أتفلسف بزيادة ولكن والله الحقيقة هي أنني ليس لدي أمنيات، لأن التمنى من الشيطان، وأنا لا أحب أن أتمنى وأنا أي حاجة أفكر فيها ربنا يوجدها، وأنا ليس لدي طلبات وهذا أصبح شيء في حياتي ولا أطلب حاجة والأغاني القديمة الخاصة بي تتصدر الترند هذه الأيام من دون أن يكون لي يد في هذا الموضوع ومهما اختفيت لم يأخذ أحد مكاني ولذلك ليس لدي أكثر من أن الجمهور يحبني وهذه أكثر النعم وليس لدي طلبات. – 19 سنة على أول أغنية أطلقتيها .. منذ البداية وحتى اليوم، ما الذي تغير في ساندي؟تغيرت الكثير من الأشياء، وليس شيء واحد، شخصيتي كلها تغيرت، وأصبحت شخص روحاني أكثر ولكن الأغاني لم تتغير الشخصية فيها وهدفي لم يتغير فيها وأستهدف نفس الأشياء ولا ألعب على فكرة أنني أريد أن أشتغل وفقط، ودائما أفكر في الأغنية أن الناس تحبني وليس أجمع الأموال وهذا سبب نجاحي في الأساس لأن الأغاني حقيقية. وما تغير فيّ شخصيا من كل الدروس التي مررت بها سواء خلال عملي أو حياتي الشخصية أو الصدمات التي تعرضت لها، أنا ممتنة جدا لكل ما مررت به وتغيرت للأحسن وأكثر التغييرات الملموسة هي أنني أصبحت شخصا مثقفا وروحانيا ولدي فلسفتي الخاصة في الحياة وأستطيع تقديم قوانين فلسفية غير ما قرأتها.– مرت ساندي بالكثير وواجهت العديد من لحظات الصعود والهبوط حتى وصلت لأفضل نسخة منها.. ما الحكمة التي وصلت إليها من خلال تجربتك في الحياة؟الحكمة التي خرجت بها هي أن الشخص من المفترض أن يرضى بأي شيء ولا يقاوم، يسير مع التيار أينما يوجهه ولا يقاوم ولا يعند، ولا يكون لديه كلمة “لازم أفعل كذا” أنت فقط استمتع، وهذه هي أكثر حكمة أنني أكون سعيدة أسير مع التيار ولا أقاوم مع الكون لأن المقاومة تأتي بعكسها.– ساندي اتجهت إلى القراءة منذ 5 سنوات.. ما الكتاب الذي يمكن أن نقول إنه غيّر حياتك؟منذ عام 2019 وجائحة كورونا وأنا بدأت في القراءة وكان أول كتاب أقرأه كنت قد رأيت محمد صلاح نجم نادي ليفربول في فندق “المريديان” وقلت له أنت تقرأ في الطاقة وحينها لم يريد الحديث أمام الناس زملائه وبعدها بقليل مر بجانبي وقال لي نعم أنا أقرأ في الطاقة وطلبت منه أن أعرف اسم الكتاب الذي يمسك به ويقرأ فيه لأنني شعرت أن ما غير حياته هو عمقه في فلسفة الحياة، ووجدته يقرأ كتاب القواعد الذهبية” للكاتب الأمريكي نابليون هيل ووقتها أعطاني الكتاب ثم قال لي إنه يكتب فيه أسرار وملحوظات وقال لي إنه سيعطيني كتاب، ولكن أنا لم أنتظر بسبب كورونا، ومن هنا بدأت بقراءة هذا الكتاب ثم استمررت في القراءة، وفعلا صلاح من أكثر الشخصيات المحترمة التي تحدثت معها في حياتي، وكان هذا الكتاب هو المفتاح، ومن بعدها قرأت سلسلة كتب له وللكاتب الإيرلندي جوزيف ميرفي.
– ما الغلطة التي لن تكرريها في السنة الجديدة؟أنا أصبحت نادرة الخطأ ولكن تعلمت في السنة الجديدة أن عندما تعقد النية تحدث عكوسات وأنت لا تعرف سبب ذلك، ولكن هذه العكوسات بسبب أنك كنت ستتحامل على نفسك ولكن الكون منعك، وأنا قلت أنني لن أتحامل على نفسي، لن أفضل الشغل على بحثي أو أن يكون لدي “ليزي دايز” لا أفعل فيها شيء، أن أشعر دائما أنني لدي مسؤولية أنني لا بد أن أشتغل على نفسي، وأشعر أنني هذا العام بدأت بهذا الأمر منذ رمضان تحديدا، وشعرت أنني لماذا أفعل هذه الأمور وكل مرة أقول أنني يجب أن أنتهي من الألبوم في شهر كذا، ووجدت أن هذا هو السبب بعدما عرفت أن هناك قانون اسمه “البعد والتوازن” وأدركت أنني أفعل عكسه تماما لذلك ربنا سبحانه وتعالى خلق الكون على سيستم وهذا النظام لن يتغير من أجلي، وهذا السيستم من قوانينه الجهد والتوازن، أنك لابجد أن تحدث توازن بين الجهد وراحتك، وهذه من المبادئ الهامة.– لفت انتباهنا خلال احتفالك بعيد ميلاد أن التورتة باللون الأسود وتتسوطها عين الحسود.. هل أنت مهووسة بالحسد؟هذه لسيت عين حسود، الجمهور سيفهم فيما بعد ما طبيعة هذا الأمر، وسأتحدث عنه فيما بعد، وهي لها معنى آخر أعمق بكثير من فكرة الماسونية أو العين، ولاحظت فعلا أن بعض التعليقات تتحدث عنها، ولكن هي أعمق من ذلك بكثير.– إذا كنتِ ستختارين أغنية واحدة من أغانيكِ لتمثل “الجانب الأكثر حقيقية” فيكِ، أي أغنية ستكون ولماذا؟لا أتذكر بصراحة، يحتاج هذا السؤال إلى تفكير كبير، ولكن لا توجد أغنية قدمتها وخلاص، وكل الأغاني تعبر عني.– لو لم تكن الموسيقى جزءا من حياتك، هل كان هناك حلم آخر يراودك؟أن أكون معالج روحاني لأنني أستطيع فعل ذلك الآن، ووصلت لدرجة جيدة الحمدلله.