260 مليون مصاب بالربو عالميا ونسعى لتعميم العلاج بالاستنشاق كخيار آمن وفعال

260 مليون مصاب بالربو عالميا ونسعى لتعميم العلاج بالاستنشاق كخيار آمن وفعال

بمناسبة اليوم العالمي للربو الشعبي، أكد الدكتور وجدي أمين، مدير إدارة أمراض الصدر بوزارة الصحة، رئيس جمعية مكافحة التبغ وأمراض الصدر، أن هذه المناسبة تأتي تحت رعاية “المبادرة العالمية للربو” التي تدعم إصدار الأدلة الإرشادية للتعامل مع المرض، ولفت إلى أن الربو الشعبي يعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا، حيث تشير التقديرات إلى إصابة نحو 260 مليون شخص به حول العالم، متسببا في ما يقارب 450 ألف حالة وفاة سنويا.

 وأوضح د. وجدي أن المرض لا يتوقف عند مخاطره الصحية المباشرة، بل يتعداها إلى التأثير على جودة الحياة، خاصة لدى الأطفال، حيث يؤدي إلى التأخر الدراسي، نظرا لأن الإصابة تبدأ غالبا في مراحل الطفولة المبكرة، ما يجعله من الأمراض المؤثرة على المسيرة التعليمية والاجتماعية للطفل. وشدد على أن الربو الشعبي يحتاج إلى إدارة دقيقة كونه مرضا مزمنا، موضح أن من أهم أهداف المبادرة العالمية للربو هذا العام هو جعل العلاج بالاستنشاق متاح للجميع، وأضاف أن الأدوية المستنشقة تمثل الخيار الأفضل لمرضى الربو، نظرا لفعاليتها العالية وقلة أعراضها الجانبية مقارنة بالعلاج الفموي، حيث تحتوي على موسعات للشعب الهوائية وتستخدم بتركيز منخفض دون تعريض المريض لمخاطر الكورتيزون التي تظهر عند تناول العلاج عبر الفم. ودعا الدكتور وجدي إلى رفع وعي الأطباء بضرورة وصف العلاجات المستنشقة كخيار أول في إدارة المرض، خاصة في الحالات التي تتطلب علاج طويل الأمد، بهدف تمكين المريض من التعايش مع المرض بصورة صحية وآمنة. وفي ما يخص زيادة معدل الإصابة بالربو بين الأطفال مؤخرا، أشار إلى أن هناك العديد من العوامل المساهمة، على رأسها التعرض للتدخين السلبي سواء التقليدي أو الإلكتروني داخل البيوت، إلى جانب وجود تاريخ عائلي للمرض، وتكرار التهابات الجهاز التنفسي دون علاج سليم، مما يهيئ الشعب الهوائية للإصابة بالربو، كما تلعب الملوثات البيئية كالأتربة والروائح النفاذة دور كبير في تهييج الجهاز التنفسي لدى الأطفال.وأكد أن الوقاية تبدأ بالتشخيص الدقيق، مشيرا إلى أن أعراض الربو قد تتشابه مع أمراض تنفسية أخرى، وبالتالي فإن تأكيد الإصابة لا يجب أن يتم إلا على يد طبيب مختص قادر على التفريق بينها.وحول دور الوزارة والجمعية، أوضح أن العمل جاري على توطين الأدلة الإرشادية العالمية بما يتماشى مع الإمكانيات المحلية، وذلك لتدريب العاملين في القطاع الصحي على أساليب التشخيص المبكر، والعلاج الأمثل الذي يوازن بين الفاعلية وتقليل الأعراض الجانبية، ولفت إلى أهمية البرامج غير الدوائية، مثل الإقلاع عن التدخين والتوعية بمخاطره، لما له من علاقة مباشرة بتفاقم حالات الربو.كما شدد على أهمية حصول المرضى على اللقاحات الدورية في مواعيدها لتجنب المضاعفات، موضح أن نوبات الربو المتكررة قد تؤدي إلى فشل تنفسي حاد يتطلب دخول المستشفى أو حتى العناية المركزة، مما يضيف عبئا اقتصاديا كبيرا على الأسرة ومنظومة الرعاية الصحية.وأكد وجدي في تصريحاته على البعد الاجتماعي والنفسي للمرض، حيث قد يعاني المريض من عزلة اجتماعية، نتيجة شعوره بالحرج من استخدام البخاخات أمام الآخرين، مما يعمق من الآثار النفسية المصاحبة للمرض ويقلل من فرص التعايش السليم معه.