قيادات سياسية: زيارة الرئيس لليونان محطة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين

أكدت قيادات سياسية أن زيارة الرئيس السيسي إلي اليونان محطة مهمة في مسار العلاقات المصرية اليونانية، وتأتي في إطار توجه مصري واضح نحو تعميق التعاون الإقليمي مع الشركاء المتوسطيين، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات متلاحقة تستدعي المزيد من التنسيق السياسي.
وقال النائب أحمد محسن عضو لجنة القيم بمجلس الشيوخ، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة اليونانية أثينا تمثل محطة مهمة في مسار العلاقات المصرية اليونانية، وتأتي في إطار توجه مصري واضح نحو تعميق التعاون الإقليمي مع الشركاء المتوسطيين، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات متلاحقة تستدعي المزيد من التنسيق السياسي. وأكد محسن في تصريح صحفي له اليوم، أن اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي بنظيره اليوناني يعكس مكانة مصر المحورية في ملفات الإقليم، ويؤكد الثقة المتبادلة بين الجانبين في ما يتعلق برؤية كل طرف للأمن والاستقرار في شرق المتوسط، مشيراً إلى أن اللقاء شهد مناقشة موسعة لقضايا ذات طابع ملحّ، يأتي على رأسها الوضع في قطاع غزة، والذي بات يمثل أزمة إنسانية وسياسية كبرى، تستوجب تحركاً مشتركاً لاحتوائها ومنع اتساع نطاقها الإقليمي. وتابع عضو مجلس الشيوخ، إلى جانب مناقشة تطورات الساحة السورية والليبية واليمنية، وهي ملفات متشابكة ترتبط مباشرة بأمن المتوسط والملاحة في البحر الأحمر، مما يعزز أهمية التشاور المستمر بين القاهرة وأثينا. وأضاف النائب أحمد محسن، أن الزيارة تأخذ أبعاداً أكثر عمقاً مع انطلاق أعمال مجلس التعاون رفيع المستوى بين مصر واليونان، حيث يتيح هذا الإطار المؤسسي توسيع نطاق التعاون ليشمل قطاعات حيوية مثل الطاقة، في ضوء الإمكانات التي تمتلكها مصر كبوابة رئيسية لتصدير الغاز إلى أوروبا، وكذلك ما تمثله اليونان من منفذ استراتيجي لهذا التوجه. قال المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جمهورية اليونان تأتي في توقيت بالغ الأهمية، وتعكس حرص مصر على بناء شراكات إقليمية استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تمثل دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين القاهرة وأثينا، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية المتغيرة والتحديات المشتركة التي تواجهها دول المنطقة. وأضاف “الحفناوي”، أن ترأس الرئيس السيسي لاجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى بين مصر واليونان، يؤكد جدية البلدين في الانتقال بالعلاقات من مرحلة التعاون الثنائي إلى مرحلة التكامل الاستراتيجي، خاصة في مجالات الطاقة والتبادل التجاري والتنمية المستدامة، وهو ما ينعكس إيجابا على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، فضلا عن توقيع الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية، بالإضافة إلى مذكرات التفاهم الموقعة خلال الزيارة، وهو ما يمكن اعتباره دليلا عمليا على التزام الجانبين بتعزيز التعاون في مجالات الطاقة، والربط الكهربائي، واستثمارات الغاز، فضلاً عن مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية المشتركة. وأشار القيادي بحزب مستقبل وطن، إلى أن مصر واليونان تنظران إلى التعاون الثنائي باعتباره ركيزة للاستقرار الإقليمي، خاصة مع مشاركتهما الفاعلة في آلية التعاون الثلاثي مع قبرص، وكذلك منتدى غاز شرق المتوسط، الذي يُعد منصة مهمة لتنمية موارد الطاقة وتعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة، موضحا أن للزيارة بُعدا سياسيا لا يقل أهمية عن البعد الاقتصادي، حيث تُظهر التوافق في الرؤى بين البلدين حيال القضايا الإقليمية مثل الوضع في ليبيا، وأهمية دعم المسارات السياسية ووقف التدخلات الأجنبية، إلى جانب ضرورة التهدئة في قطاع غزة ودعم جهود إيصال المساعدات الإنسانية. ولفت المهندس ياسر الحفناوى، إلى أن العلاقات المصرية اليونانية ليست وليدة اللحظة، بل تستند إلى إرث حضاري وتاريخي طويل، يمتد لقرون، وتدعمه اليوم إرادة سياسية صلبة ورؤية واضحة لتعزيز التقارب بين الشعوب، مشددا على أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تواصل أداء دورها المحوري في محيطها الإقليمي، من خلال تبني سياسة خارجية متزنة، تسعى لتحقيق الاستقرار والتنمية والتكامل مع الدول الصديقة، وزيارة اليونان تمثل نموذجا حيا لهذه السياسة التي تؤتي ثمارها على أكثر من صعيد.