«كشمير» تعيد الصراع المسلح

«كشمير» تعيد الصراع المسلح

بعد أسبوعين من الهجوم على السياح فى منتجع «باهالجام السياحى» فى الشطر الهندى من إقليم كشمير، نفّذت القوات الهندية هجومًا على مواقع فى باكستان والشطر الباكستانى من كشمير، فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

وأعلنت وزارة الدفاع الهندية أن الضربات، التي أطلقت عليها «عملية سيندور»، جاءت فى إطار «الالتزام» بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم المسلح، الذي أودى بحياة 25 هنديًا ومواطن نيبالى، فى 22 أبريل.ونفت باكستان تورطها فى هذا الهجوم، ووصفت الضربات الهندية بأنها «غير مبررة»، وقال رئيس الوزراء شهباز شريف، فور تلقيه أنباء الهجوم، إن هذا العمل العدوانى الشنيع لن يمر دون عقاب. وبالفعل ردَّ الجيش الباكستانى سريعًا وأعلن إسقاط خمس طائرات هندية مقاتلة وطائرة بدون طيار، ولم تردّ الهند على هذه الادعاءات بعد.من جانبه، يرى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التصعيد بين الهند وباكستان له ارتباط كبير بمنطقة الشرق الأوسط نتيجة للعلاقات التي تقيمها باكستان كدولة إسلامية تنظر لها الدول العربية على أنها دولة مهمة، وبالتالى فإن التأثيرات تبقى مباشرة نتيجة لارتباط دول مثل الهند وباكستان بعلاقات قوية مع دول المنطقة.وأوضح «فهمى» لجريدة «روزاليوسف»، أن التصعيد الهندى الباكستانى تصعيد تاريخى وجيوستراتيجى، ولذلك فإنه يمكن أن يتسبب فى تأثيرات أمنية على المنطقة، بسبب اعتبار منطقة شرق آسيا منطقة نطاق استراتيجى، وسيكون له تبعات كبيرة لابد من التحسب لها نتيجة لتشابك العلاقات مع دول المنطقة بدولتى الهند وباكستان.وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن القضية لا تكمن فى القوة النووية لكلتا الدولتين لأنه خيار مستبعد، ولكن الأساس هو حجم التغيرات التي يمكن أن تبديها التأثيرات المباشرة، خاصة فى ظل تطور الصراع الهندى الباكستانى إلى نطاقات استراتيجية أخرى.ويتفق معه الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي يرى أن تصعيد فى أى بؤرة من بؤر العالم يعيق عجلة الاستقرار والتنمية العالمية، وهو ما أكده البيان المصري بضرورة احتواء الأزمة فى بدايتها قبل تفاقمها، خاصة فى ظل وجود تاريخ طويل من الصراع بين البلدين.وأضاف، أن تصعيد الخلاف بين الدولتين سيؤثر سلبًا على سلاسل الإمداد والعلاقات المشتركة مع دول المنطقة وعلى استقرار العالم برمته.وكان الصراع الأخير بين البلدين، قد أثار مخاوف عالمية كبيرة مبعثها القوة النووية للبلدين المتنازعين ومساعيهما المتواصلة للسيطرة على المنطقة، حيث يعود الخلاف بين البلدين، إلى تاريخ طويل من النزاعات على إقليم كشمير منذ بداية تكوين البلدين عام 1947، عندما قسمت بريطانيا مستعمرتها السابقة الهند إلى دولتين: باكستان ذات الأغلبية المسلمة، والهند ذات الأغلبية الهندوسية، بينما تُرك مصير كشمير معلقًا فادعت كل من الدولتين حقها فى الإقليم، لتبدأ المواجهات العسكرية بين البلدين.كان لإقليم كشمير حاكم هندوسى مستقل، إلا أنه اضطر للانضمام إلى الهند مقابل ضمانات أمنية بعد دخول عناصر باكستانية إلى إقليمه واندلاع أول نزاع عسكرى بين البلدين، لينتهى عام 1949 بوساطة من الأمم المتحدة، ورسم خط مؤقت يقسّم الإقليم بين البلدين لحين التوصل إلى تسوية دائمة فاحتلت الهند نحو ثلثيه، وباكستان الثلث المتبقى.