صحيفة: زيارة شي جين بينج لموسكو تضخ زخما جديدا في تطوير العلاقات الصينية الروسية

قالت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى روسيا تضخ زخما جديدا في تطوير العلاقات الصينية الروسية.
وأشارت الصحيفة -في مقالها الافتتاحي اليوم الجمعة- إلى أن هذه الزيارة هي التفاعل الثالث بين شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال العام الجاري، وتمثل دورا إرشاديا في توجيه العلاقات الصينية الروسية للعمل على مستوى عال وتحقيق تقدم جديد باستمرار خاصة مع تزايد أهمية العلاقات الثنائية في العصر الحديث. وأجرى شي وبوتين محادثات في الكرملين أكد شي خلالها ضرورة تمسك الصين وروسيا بصداقتهما الراسخة، وأن تكونا صديقتين مخلصتين بعد أن اجتازتا مئات التجارب الصعبة، وأشار إلى أهمية السعي لتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، وأن تكونا شريكتين جيدتين تساعدان بعضهما البعض على النجاح ودعم العدالة وحماية النظام الدولي وتعزيز التضامن والتنسيق، وأن يكونا رائدين في الحوكمة العالمية. ووقع الرئيسان الصيني والروسي بيانا مشتركا بشأن تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الحديث، وشهدا تبادل أكثر من 20 وثيقة تعاون ثنائي تغطي عددا كبيرا من المجالات من الاستقرار الاستراتيجي العالمي والأمن البيولوجي إلى الاقتصاد الرقمي والتعاون السينمائي. وأوضحت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية أن هذه الزيارة لن ترتقي بشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا إلى آفاق جديدة وأبعاد أوسع فحسب، بل تحمل أيضا مسؤولية تاريخية في دعم العدالة الدولية وتعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. ولفتت إلى أنه في مواجهة تغيرات عالمية غير مسبوقة وفي ظل مشهد دولي مضطرب، تبث الصين وروسيا اليقين والطاقة الإيجابية من خلال عزمهما الاستراتيجي وشعورهما بالمسؤولية التاريخية. ويمر البلدان بمراحل حاسمة من التنمية الوطنية ويلتزمان بالهدف الأسمى المتمثل في النهضة الوطنية، وانطلاقا من المصالح المشتركة ونقاط القوة التكاملية يوفر تعاونهما زخما داخليا قويا للعلاقات الثنائية. وأكد “شي” أن صداقة حسن الجوار طويلة الأمد والتعاون متبادل المنفعة سمتان مميزتان للعلاقات الصينية الروسية، موضحا أن العقد الماضي شهد قفزات نوعية في العلاقات الصينية الروسية، وأصبحت العلاقات الصينية الروسية أكثر تماسكا وثقة واستقرارا ومرونة. وأصبح أساس الاستقرار في التعاون الصيني الروسي أكثر صلابة، وقوة الدفع نحو التقدم أقوى، وأي محاولة لتفسير العلاقات الصينية الروسية من منظور الضغوط الخارجية أو المصالح قصيرة الأجل هي محاولة ضيقة الأفق وسوء نية، بحسب الصحيفة. وأكدت الصحيفة أن منطق تطوير العلاقات الصينية الروسية واضح تماما، فهو يتماشى مع المصالح الأساسية لكلا البلدين وشعبيهما واتجاه التقدم والتنمية في العصر الحالي، كما أنه يحمل في طياته المسؤولية التاريخية لكونهما قوتين عالميتين رئيسيتين وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي. لقد أرسى البلدان نموذجا جديدا لعلاقات القوى العظمى، يتميز بالاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين، بالإضافة إلى عدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث، مع عدم الخضوع لأي قيود من أي طرف ثالث. وقالت صحيفة “جلوبال تايمز” :”اليوم وبعد 80 عاما من انتهاء الحرب العالمية الثانية وصلت البشرية إلى مفترق طرق بين الوحدة والانقسام، الحوار والمواجهة، التعاون الرابح أو المبارزة الصفرية، وفي ظل حرص بعض الدول على التكتلات وإثارة المواجهة تكتسب العلاقات الصينية الروسية – التي لا تزال صامدة رغم الضغوط الخارجية ولا تضحي بمصالح الدول الأخرى – قيمة خاصة، إذ تدعم الصين وروسيا بعضهما البعض في المنصات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ومجموعة العشرين ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، موحدين بذلك دول الجنوب العالمي الأوسع، ومعارضين بوضوح سياسات الهيمنة والقوة، وأصبحت العلاقات الصينية الروسية مهمة للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي وممارسة تعددية الأطراف الحقيقية”.