لو جونهونغ: سياسة ترامب تجاه الأفلام الأجنبية "انتحار اقتصادي ثقافي"

لو جونهونغ: سياسة ترامب تجاه الأفلام الأجنبية "انتحار اقتصادي ثقافي"

قال لو جونهونغ، مدير مكتب القاهرة لمجموعة الصين للإعلام، في تصريحات خاصة لـ”بوابة روزاليوسف”، إن فرض إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعرفة جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية لا يُعد خطوة لحماية هوليوود بقدر ما هو “تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى نتائج عكسية تضر بالثقافة الأمريكية نفسها”.

 وأضاف جونهونغ: “من المدهش أن تُفرض تعريفة بهذا الحجم على صناعة لا تواجه خطرًا حقيقيًا من الخارج، بل من الداخل نفسه. الأفلام الأمريكية تهيمن بالفعل على شباك التذاكر العالمي، والمنافسة مع الإنتاجات الأجنبية محدودة نسبيًا في السوق المحلي الأمريكي، ما يجعل هذه الإجراءات غير مبررة من الناحية الاقتصادية.” وأشار إلى أن المنصات الرقمية الكبرى مثل نتفليكس وأمازون ستخرج المستفيد الأكبر من هذه السياسة، قائلاً: “إذا تم تسعير الأفلام الأجنبية خارج نطاق دور العرض، فسوف تتحول إلى البث الرقمي، ما سيزيد من صعوبة بقاء الاستوديوهات التقليدية، خاصة في ظل اعتماد أكثر من 70% من الجمهور الأمريكي على المشاهدة الرقمية.” وأوضح أن هذه السياسة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد إلى البُعد الثقافي والدبلوماسي، مضيفًا: “هوليوود ليست مجرد صناعة أمريكية، بل قوة ناعمة عالمية تُبنى من خلال التعاون مع شركات ومواهب من مختلف دول العالم. فإذا ردّت الدول المتضررة بإجراءات مماثلة، فإننا سنشهد انكماشًا حادًا في الحضور الثقافي الأمريكي، خاصة في أسواق آسيا وأوروبا.” وأعرب جونهونغ عن استغرابه من تجاهل الإدارة الأمريكية للأسباب الحقيقية التي تدفع المنتجين الأمريكيين للاستعانة بالخارج، مثل ارتفاع التكاليف، والبيروقراطية، وضعف الحوافز، قائلًا: “بدلاً من معالجة جذر المشكلة، يجري استخدام أدوات حمائية عقابية، ما يُعمّق الأزمة بدل حلها.” وختم حديثه محذرًا: “هذه السياسة، إذا استمرت، قد تضر بمكانة أمريكا كمركز ثقافي عالمي. العالم يتجه نحو الانفتاح والتعاون، بينما يبدو أن بعض السياسات الأمريكية تتجه نحو الانغلاق والانفصال، وهو ما قد يفقد واشنطن أحد أبرز مصادر قوتها: التأثير الثقافي.”