كاد المعلم أن يكون….

في سبيل السعي غير الأخلاقي لإشباع غرائز أنفسهم دائما وإرضاء المجتمع أحياناً وبقدر المستطاع قصد أصحاب المدارس والجامعات والمعاهد والأكاديميات الخاصة المصرية مع الأسف طريق “اللملمة” في جمع كادر وأعضاء هيئة تدريس أماكنهم التعليمية، تارة لإرضاء الأهل والاقارب والأصدقاء والحبايب بصرف النظر عن مؤهلاتهم التعليمية والتربوية وتارة أخرى لانشغال عين المجتمع عن مراجعة ما يجري في هذه الأماكن حتى تحول الأمر إلي مجرد سبوبة والسلام دون وجود لا تربية ولا تعليم.
لكي لا أكون قاسياً أو مهاجماً أو غليظ القلب ضد تجربة التعليم الخاص في مجتمعنا ومنهم أساتذة تربيون أمناء ومحترفون أسهموا في تطوير منظومة التعليم المصري ولكن أنا ضد بعض العناصر البشرية التي تعمل في المدارس الخاصة الذين لا يفهمون دور التعليم ورسالته وكأنهم يعملون في كوفي شوب بنظام الوردية دون إدراكهم أن وظيفتهم تخريج أجيال سوية ستقود وطنا بأكمله خلال السنوات المقبلة.. فاللعبة بات مفهومة ومضحكة ومفضوحة أحياناً. لقد دشنت الحكومة المصرية مشكورة متمثلة في وزارة التربية والتعليم مئات المبادارات الرئاسية للنهوض بالتعليم والمعلمين من إنشاء مدارس جديدة والاستعانة بتجارب دولية وتعيين مدرسين جدد وتقويم مناهج وكثير وكثير، فالدولة تدعم التعليم والعلم والعلماء حتى انصلح وتغيير شكل التعليم الحكومي في مصر بأكمله وتطور فماذا عن التعليم الخاص فالمتاجرة بالعلم والمعرفة انتهازية والكلام أيضاً لأصحاب المستشفيات العلاجية الخاصة والصيدليات.مع الأسف.. بالنظر لمواصفات معلم التعليم الخاص ككادر تربوي نجد أنه جاء للعمل من خلال إعلان على الإنترنت وجاء بثقافة الإنترنت لا قرأ أو كتب أما معلم التعليم الحكومي فله كل التحية والتقدير فقد أمضى ما يقارب الـ50 عاماً من عمره وحياته يستيقظ باكراً مع كل صباح لا يعرف إلا طريق مدرسته وتلميذه وعاش ومات ويتمنى أن يخلد تلميذه اسمه وجميله حتى وصلوا إلى أعلى المنصاب فمعلم التعليم الحكومي لا يعرف البيزنس بل يعرف تحيه علم مصر الذي لطالما ردد كلمات تحيته طوال الـ50 عاماً.ان إعادة تقييم تجربة التعليم المصري الخاص ملحة الآن لأن فيهم من أسهم في تنمية المجتمع وسد عجز كثافة الفصول وخرجوا شباب يتقنون اللغات العالمية لكن من لا يفهم في التعليم لا يعمل به فمقاول العقارات الذي شيد لنا العمارة يمتلك مدرسة خاصة إنترناشيونال إزاي معرفش. اقتصاديا.. تطالبنا القوى الاقتصادية العالمية بإفساح المجال كثيراً أمام القطاع الخاص للعمل والتنمية كقاطرة مضمونة لتحقيق نهضتنا الاقتصادية ولكن ليس كل المجالات تدار بعقيلة التجار والبيزنس.. والمضطر لا يستثمر في الصعب والتعليم مجال صعب وله ناسه.. فمن أين مصادر أموالكم وهل تدفعون الضرائب كاملة للدولة أم لا؟!أين مثلاً أصحاب هذه المدارس الهادفة للربح كلياً من صديقي أحمد القاطن في مدينة شبرا الخيمة وهو حاصل علي بكالوريوس تربية قدم أوراقه للتعيين في مسابقة الـ30 ألف معلم فرفض بسبب زيادة وزنه فاتجه للتدريس بالحصة كمدرس علوم والحصة بـ 30 جنيها صباحا ثم يعمل فرد أمن بإحدى الشركات العالمية في مدينة 6 أكتوبر ليلاً من 7 مساء حتى 7 صباحا ومن 11 صباحا حتى 3 عصراً في المدرسة لكي يسد احتياجاته واحتياجات أسرته الكريمة.. العلم يرفع بيوتا لا عماد لها. إنني ككاتب صحفي مصري نلت شرف التعلم في صعيد مصر بمدارس وجامعات حكومية بها إلى الآن أفضل تعليم ومدرسين، الصعايدة والفلاحون بالصعيد والإقليم لا يثقون كثيراً في تجربة التعليم الخاص خاصة مع فشل الأدوية في علاج الأمراض النفسية وأحلام المراهقة. أيها السادة أولياء الأمور وربات المنازل.. إن أولادكم أمانة في رقابكم ليس داخل البيت فقط بل وخارجه ولا تظنوا أن الدفع بأبنائكم للتعلم في أغلى المدارس الخاصة التي تعتبر نفسها مدارس دولية لا يعني ذلك أنهم بخير أو تكريم لهم فالتحاقهم بمثل هذه المدارس لا يعني جودة التعلم والأخلاق فنحن لا نعلم ماذا يدور بداخل هذه الأماكن وأي مناهج تعليميه يتعلمونها. ولكي نحافظ على ما تبقى من نماذج مشرفة وناجحة ومحترمة من هذه التجارب فإن إصلاح مهنة التدريس داخل المدارس الخاصة وغلق الأكاديميات الوهمية التي تمنح مؤهلات جامعية عليا مزورة لخريجي الثانوية العامه وما يعادلها هو دور وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي المنوط بها ذلك فأصحاب هذه المدارس فتحوا الباب على مصراعيه أمام رواد المقاهي للعمل كمدرسين لديهم والمهم والأهم الآن هو مراجعة ومعرفة من هؤلاء وفيما يفكرون وماذا يريدون من أطفال وتلاميذ مصر المغرر بهم فمع وجود معلمين أسوياء في المدارس الخاصة سيكون هناك طلاب ناجحون أيضاً. ولكي نتضافر جميعاً لإصلاح منظومة التعليم بأكملها علينا أن نتفهم أن التغيير التكنولوجي غير المسبوق في التعليم أثر بالسلب على كل من أصحاب المدارس وحتى أولياء الأمور وأيضاً في صفوف التلاميذ بعد أن استبدلنا الكتاب المدرسي بالموبايل والتابلت وأصبحنا نتخيل ونحلم ونعيش مع الأوهام ليلا ونهارا.